شهر مر على توقفهم عن الدراسة: التلاميذ والحجر الصحي... منافع وتحديات

شهر مر على توقفهم عن الدراسة: التلاميذ والحجر الصحي... منافع وتحديات

تاريخ النشر : 08:53 - 2020/04/16

منذ أكثر من شهر توقفت الدروس بالمدارس الابتدائية والاعدادية والمعاهد الثانوية بسبب تفشي فيروس كورونا, وبعد أسبوع جاء قرار الحجر الصحي العام ليجد التلاميذ أنفسهم  محبوسين بين جدران منازلهم, وجها لوجه مع الفراغ. فكيف استثمر التلاميذ فترة الحجر الصحي الشامل؟ وماهي انعكاسات هذا الوضع على حياتهم ومستقبلهم الدراسي؟


تونس – الشروق:  
 وجد جزء من التلاميذ في الوضعية الجديدة التي تعيشها البلاد بسبب وباء كورونا كوفيد 19 المستجد فرصة جيدة للاستمتاع بالمطالعة وتنمية مهاراتهم ومواهبهم وصقلها  كالرسم والموسيقى والرقص, وغيرها من المواهب. فوجدوا الوقت الكافي للخلق والابداع والابتكار. كما مثلت جائحة كورونا مناسبة هامة لترميم العلاقة بين المربين والتلاميذ الذين اشتاقوا لبعضهم البعض وظهرت علاقة من المودة والاحترام بينهم وأصبحوا يتراسلون ويتحدثون عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي. وبالتالي فقد اختفت العلاقات المتوترة والمتشنجة بينهم, وهو ما يدفعنا للقول بأننا سنرتاح من ظاهرة العنف المدرسي حين استئناف الدروس وسيعود الاحترام والتقدير للعلاقة بين المربي والتلميذ بعد أن شهدت هذه العلاقة النبيلة انحدارا خطيرا.
وهذا يندرج إن صح التعبير في اطار الجانب المشرق من جائحة كورونا المستجد. أما الجانب السلبي فيتمثل في عدة نقاط منها ما يتعلق بالحالة النفسية للتلاميذ,  فبسبب الحجر الصحي الشامل فإن الأغلبية الساحقة من التلاميذ وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحجر الصحي وما يعنيه من فراغ ومحدودية الحركة خاصة لأولئك الذين يقطنون بالعمارات والشقق الضيقة, وبين سندان الألعاب الالكترونية التي طالما عقدت من أجل مكافحتها الندوات والمؤتمرات من أجل الحد من الإدمان عليها ونبهت من آثارها السلبية والأضرار الناتجة عن كثرة الانشغال بها المنظمات والجمعيات. 
فالتلاميذ عانت نسبة منهم ليست بالقليلة من القلق النفسي والتوتر العصبي خلال فترة الحجر الصحي, وهذا التوتر والقلق والاضطرابات النفسية مرجحة للتزايد والاستفحال إذا استمر الوضع على ماهو عليه لشهر آخر. وإذا ما لم نفكر كأولياء ودولة في بدائل للأنشطة التعليمية والترفيهية التي كان يمارسها التلميذ في رحاب المدارس والمعاهد.  


رهانات وتحديات
هذا الموسم الدراسي شبيه إلى حد ما بما حصل خلال سنة 2011, حيث تسببت أحداث الفوضى التي عاشتها تونس إبان سقوط النظام السابق, في تعطيل الدروس وعدم اتمام التلاميذ وخاصة تلاميذ الباكالوريا والنوفيام والسيزيام للبرامج التعليمية, ورغم ذلك تمكن الجميع من تدارك الأمر واكتفت وزارة التربية أنذاك بالمحاور والدروس التي قدمت للتلاميذ وانجزت اللإمتحانات النهائية وفق مستوى البرامج التي درست للتلاميذ. 
وعلى ما يبدو فإن هذا الأمر من المفروض تطبيقه خلال السنة الحالية لأنه الأنجع حسب رأي الأستاذ الحبيب عطواني (أستاذ تعليم ثانوي في مادة الفيزياء يدرس مستوى الباكالوريا). 
الأستاذ حبيب أشار إلى أن الامتحانات الوطنية لا يجب أن تؤجل إلى ما بعد شهر جوان أو أقصاه شهر جويلية لعدة اسباب واعتبارات تتعلق بمدى جاهزية التلميذ لاجتياز الامتحانات. فالتلاميذ (تلاميذ الباكالوريا) ومنذ بداية العطلة وهم في فترة مراجعة, ولكن إذا ما طالت العطلة سوف يتراخى التلاميذ ويركنون إلى الكسل. وهذا الإستنتاج هو نابع عن تجربة فلو أجلت الامتحانات إلى أجل بعيد فسوف تكون النتائج سيئة وربما كارثية. هذا بالنسبة للباكالوريا, أما بالنسبة لبقية الأقسام والمستويات من المحبذ أن يقع احتساب معدل الثلاثي الأول والثاني ودخول التلاميذ في عطلة نهائية على أن تستأنف الدراسة مع بداية شهر سبتمبر مع تغيير في مواعيد العطل المدرسية والتقليص فيها خلال السنة الراسية والجامعية القادمة حتى يتم تدارك ما فات من برنامج السنة الدراسية الحالية. مع الملاحظة أنه من غير الممكن استئناف الدروس خلال شهري جويلية وأوت أو حتى اجراء الامتحانات الوطنية خلالهما نظرا للارتفاع الكبير في درجات الحرارة خاصة في المناطق الداخلية والجنوبية. 
كما يطرح اشكال آخر يتعلق بالتلاميذ الذين سيقومون بعمليات التوجيه المدرسي. وهنا اقترح الاستاذ حبيب عطواني دعوة التلاميذ بصفة استثنائية لاتصال بمعاهدهم لتعمير جذاذة التوجيه المدرسي مباشرة أو عن توفيرها عن طريق موقع وزارة التربية على غرار عمليات الترسيم عن بعد والترشح لاجتاز مناظرتي السيزيام والنوفيام. 


التعليم عــــــن بعــــد هــــــل هو حل؟
في الكثير من دول العالم غربية وحتى عربية وبمجرد انتهاء العطلة اطلقت منصات تعليمية حكومية لتأمين عملية متابعة الدروس عن بعد وبالتالي عدم حرمان التلاميذ والطلبة من اتمام برامجهم التعليمية. لكن في تونس مازلنا لم نصل إلى مرحلة جيدة في هذا المجال, على الرغم من وجود بعض المحاولات المحتشمة. فمع تزايد انتشار فيروس كورونا حول العالم, لجأت العديد من المؤسسات التعليمية إلى خيار التعليم عن بعد لضمان استمرارية الخطة التعليمية المقررة وسد أي فجوة تعليمية قد تنتج عن تفاقم الأزمة. وقد تباينت الاراء حول نمط الدراسة الجديد بين الرفض والقبول. كما تساءل العديد من الأولياء عن مدى نجاح هذه التجربة في تونس خاصة في ظل غياب تغطية شاملة لشبكات الانترنت في كامل تــــراب الجمهورية وارتفاع تكاليفها. 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

تطرق لقاء وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، بنائب وزير الخارجية ال
22:54 - 2025/05/05
قال المعهد الوطني للرصد الجوي في بلاغ له مساء اليوم ان طقس الليلة سيكون  أحيانا كثيف السحب مع أمط
19:47 - 2025/05/05
 كشف المرصد التونسي للمياه، الإثنين، عن تلقيه 206 بلاغا بشأن إمدادات المياه الصالحة للشرب خلال في
16:40 - 2025/05/05
 أكد وزير الشؤون الاجتماعية عصام الأحمر، اليوم الإثنين بالرياض، أمام الجلسة العامة للمؤتمر الدولي
16:08 - 2025/05/05
حذرت وحدات الحماية المدنية من خطر إندلاع الحرائق وتزايد المخاطر خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واقت
14:29 - 2025/05/05
تم، صباح اليوم الاثنين، تدشين قسم امراض الدم بمستشفى عزيزة عثمانة، بعد تجديده حديثا ببادرة من جمع
14:11 - 2025/05/05
تلقت تونس اليوم الاثنين هبة من اليابان تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي (20 منظار للقولونوالمعدة) و
13:17 - 2025/05/05