مع الشروق .. نتنياهو وحرب إبادة غزّة !

مع الشروق .. نتنياهو وحرب إبادة غزّة !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/05

مع كل غمضة عين، يتمنّى رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يستفيق على غزة غير موجودة تماما على الخارطة الأرضية،  وهو ما يفسّر الهستيريا والجنون والتفنّن في الإجرام الذي يرتكبه ضدّها يوميا.
منذ قدومه الى السلطة ورغم خوضه جولات عديدة من المواجهة مع المقاومة في القطاع، إلا أن المواجهة الأخيرة كانت بمثابة الضربة القاصمة لنتنياهو على جميع المستويات الشخصية والسياسية والعسكرية والتاريخية.
فالمواجهة الأخيرة بخلاف أنّها ألحقت هزيمة تاريخية استراتيجية بالكيان الصهيوني بكل مكوّناته العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية، فإنها ألحقت هزيمة قاسية تحديدا ببنيامين نتنياهو، بتاريخه وحاضره ومستقبله السياسي وبمكانته في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي ككل.
وأكثر ما يثير جنون نتنياهو الآن هو أن التاريخ سيذكره في صفحاته السوداء في سجل الاحتلال الاسرائيلي، كرجل أهان كيان الاحتلال أوّلا وكمجرم ارتكب فظائع مروّعة ثانيا و كمتطرّف قد يقود الاحتلال مع حفنة من المتشدّدين الى الهلاك ثالثا.
يظن نتنياهو الآن وهو واهم، أنّه سيستردّ سمعته  وسمعة الاحتلال ككل بمحاولة دفن غزة و إبادتها فوق خيباته وخيبات وجرائم كيانه المحتل، لذلك يشنّ حرب الإبادة هذه كمجرم يعود الى مسرح الجريمة لمسح كل آثار جريمته ولكنه على العكس تماما يورّط نفسه أكثر.
هذا الإمعان في إبادة غزة بكلّ ما فيها ، وبخلاف أنه عقيدة صهيونية قائمة على الدم ومتجذرة في كل قادة الاحتلال منذ نشأته، فإنه يكشف عن مدى الحالة المرضية الانتقامية لنتنياهو.
حرب الإبادة والانتقام الأعمى التي تأتي ضمن مخططات كبرى على رأسها التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، أصبحت مسألة وجودية للاحتلال وشخصية لنتنياهو الذي يؤجّل مصيره المحتوم ولكنّه لن يهرب منه أبدا.
وهو الآن وإن أمعن في ارتكاب مجازر مروّعة، فإنّه يراكم فقط هزائمه الشخصية وهزائم كيانه المجرم، ولم يحقّق إلى الآن أي شيء من الأهداف التي أعلن عنها عند بدء الاجتياح البرّي.
وهو أيضا يعرف جيّدا أن المقاومة ستلحق به وبكيانه الإرهابي هزيمة قاسية على جميع المستويات، ومهما تأخّر الأمر وتواطأ العرب وباعوا القضية الفلسطينية في المزاد العلني فإن الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه.
وحتى وإن هزمت المقاومة عسكريا، فإنها أسست لمعركة مستقبلية حاسمة ضدّ اجتثاث الاحتلال نهائيا وطيّ صفحة حلّ الدولتين التي أثبتت طوال العقود الماضية أن لا حلّ حقيقيّا إلا بتأسيس دولة فلسطينية من النهر الى البحر.
التاريخ علّمنا أن لكل بداية نهاية، وحتى أعتى الإمبراطوريات سقطت مهما طال الزمن وامبراطورية الظلم والشر الصهيو أمريكية هذه، ساقطة لا محالة طال الزمن أو قصر ومؤشراتها بدأت في الظهور فعلا ببداية تهاوي قوة الشرّ الأولى في العالم أمريكا.
 

تعليقات الفيسبوك