مع الشروق ..من انتصارات المقاومة إلى فشل العدوّ... «دُرُوس تُدرّسُ»
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/01
ما انفكت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تدير إليها، من يوم إلى آخر، أنظار العالم على أكثر من صعيد، عبر ما تحققه من انتصارات ميدانية – تكتيكية باهرة على جيوش العدو، ومن مكاسب معنوية على الكيان المحتل سلطة وشعبا، بفضل "الحرب الإعلامية"، ومن خلال ما أظهرته من إتقان لفنون التفاوض حول عديد المسائل، ومن ابهار للعالم بأسره بسلوكها الراقي واحترامها للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية عند التعاطي مع ملف الأسرى الاسرائيليين.
على ميدان المعركة، أكد جنود حماس أكثر من مرة أن ما أظهروه إلى حدّ اليوم من "تكتيك" حربي وعسكري، سواء بمناسبة مباغتة العدو يوم 7 أكتوبر الماضي بعملية انزال جوي واقتحام بري ناجح، أو عند استهدافه في عقر داره بالصواريخ أو خلال التصدي لهجماته وتفجير آلياته على أرض غزة بالقذائف المختلفة من "المسافة صفر"، وأسر جنوده خلال "حرب الشوارع"، واتقان استعمال مختلف الأسلحة اليدوية، دروس يُمكن أن تُعتمد في أكبر الكليات والمعاهد الحربية والمؤسسات العسكرية. عكس ما أقدم عليه العدو من ممارسات حربية وعسكرية تقليدية تعتمد على قوة السلاح والذخيرة والقصف الجوي الوحشي.
وعندما يتعلق الأمر بـ"الحرب الإعلامية"، التي يكون وقعها النفسي والاستراتيجي أحيانا أقوى من الحرب الميدانية، أثبتت المقاومة أنها قطعت أشواطا مُتقدمة فيها وقدمت في ذلك "وصفات" يمكن أن تكون مرجعا للدول أثناء الحروب والنزاعات. ويتضح ذلك بالنظر إلى ما أصبحت تُحققه التسجيلات الصوتية للمتحدث الرسمي باسمها "أبو عبيدة" من وقع معنوي على العدوّ، وكذلك التسجيلات المصورة التي يقع بثها حول الانتصارات الميدانية، والتي أصبح ينتظرها المتابعون في العالم كل يوم بشغف كبير، عكس الممارسات الإعلامية للكيان المحتل التي أثبت أكثر من مرة ضعفه وفشله وميله للكذب وتزييف الواقع.
وعندما تعلق الأمر بالتخاطب مع العدوّ ومع بقية القوى الدولية الفاعلة المتدخلة في هذه الحرب، برهنت حماس قدراتها الكبرى على إتقان فنون التفاوض والمناورة، خاصة بالنسبة للمفاوضات حول الهدنة العسكرية، وحول صفقة تبادل الأسرى ونجاح حماس في جعلها تشمل أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين، وأيضا حول مسألة دخول المساعدات الإنسانية. حيث اعتبر جل المتابعين أن حماس حققت نصرا كبيرا في هذا الجانب على العدو المحتل عندما أجبرته على القبول بعديد الشروط وعلى تقديم تنازلات، وقدمت أيضا دروسا يمكن أن تكون مرجعا خلال الحروب والنزاعات..
وعندما تعلق الأمر بتطبيق القانون الدولي في جانبه الإنساني، نجحت حماس في إبهار العالم من خلال ما أظهره جنود المقاومة ومسؤولوها من تعامل إنساني راق ونبيل مع أسرى العدوّ سواء طوال فترة الاحتجاز او بمناسبة تسليمهم في إطار صفقة تبادل الرهائن، رغم ما أبداه الكيان المحتل من وحشية ولاإنسانية خلال حربه على غزة طيلة حوالي شهرين.. وفي ذلك احترام وتطبيق لما يفرضه القانون الدولي بالنسبة للتعامل مع الرهائن والأسرى، وإخلاء مسؤوليتها تماما أمام القضاء الدولي، عكس المعاملة الوحشية التي طالما مارسها الكيان المحتل مع الأسرى الفلسطينيين. وهو ما يمثل أيضا مرجعا لدروس القانون الدولي في كليات الحقوق..
دروس وعبر عديدة على أكثر من مستوى، أظهرتها المقاومة طيلة هذه الحرب المتواصلة منذ أكثر من 50 يوما. ومن المؤكد أنها ستمثل نقطة تحول ليس في تاريخ المقاومة الفلسطينية فحسب بل في تاريخ المقاومة لكل الشعوب المناضلة من أجل الحق في تقرير المصير. كما ستتحول مع تقدم الوقت إلى دروس ومناهج عسكرية وحربية مرجعية، وإلى مستندات واقعية للقانون الدولي الإنساني من الناحية التشريعية والأكاديمية. في حين ستظل ممارسات العدو في مختلف هذه الجوانب أسوأ ما سجله تاريخ الحروب والنزاعات وأبشع مثال على خرق القانون الدولي..
فاضل الطياشي
ما انفكت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تدير إليها، من يوم إلى آخر، أنظار العالم على أكثر من صعيد، عبر ما تحققه من انتصارات ميدانية – تكتيكية باهرة على جيوش العدو، ومن مكاسب معنوية على الكيان المحتل سلطة وشعبا، بفضل "الحرب الإعلامية"، ومن خلال ما أظهرته من إتقان لفنون التفاوض حول عديد المسائل، ومن ابهار للعالم بأسره بسلوكها الراقي واحترامها للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية عند التعاطي مع ملف الأسرى الاسرائيليين.
على ميدان المعركة، أكد جنود حماس أكثر من مرة أن ما أظهروه إلى حدّ اليوم من "تكتيك" حربي وعسكري، سواء بمناسبة مباغتة العدو يوم 7 أكتوبر الماضي بعملية انزال جوي واقتحام بري ناجح، أو عند استهدافه في عقر داره بالصواريخ أو خلال التصدي لهجماته وتفجير آلياته على أرض غزة بالقذائف المختلفة من "المسافة صفر"، وأسر جنوده خلال "حرب الشوارع"، واتقان استعمال مختلف الأسلحة اليدوية، دروس يُمكن أن تُعتمد في أكبر الكليات والمعاهد الحربية والمؤسسات العسكرية. عكس ما أقدم عليه العدو من ممارسات حربية وعسكرية تقليدية تعتمد على قوة السلاح والذخيرة والقصف الجوي الوحشي.
وعندما يتعلق الأمر بـ"الحرب الإعلامية"، التي يكون وقعها النفسي والاستراتيجي أحيانا أقوى من الحرب الميدانية، أثبتت المقاومة أنها قطعت أشواطا مُتقدمة فيها وقدمت في ذلك "وصفات" يمكن أن تكون مرجعا للدول أثناء الحروب والنزاعات. ويتضح ذلك بالنظر إلى ما أصبحت تُحققه التسجيلات الصوتية للمتحدث الرسمي باسمها "أبو عبيدة" من وقع معنوي على العدوّ، وكذلك التسجيلات المصورة التي يقع بثها حول الانتصارات الميدانية، والتي أصبح ينتظرها المتابعون في العالم كل يوم بشغف كبير، عكس الممارسات الإعلامية للكيان المحتل التي أثبت أكثر من مرة ضعفه وفشله وميله للكذب وتزييف الواقع.
وعندما تعلق الأمر بالتخاطب مع العدوّ ومع بقية القوى الدولية الفاعلة المتدخلة في هذه الحرب، برهنت حماس قدراتها الكبرى على إتقان فنون التفاوض والمناورة، خاصة بالنسبة للمفاوضات حول الهدنة العسكرية، وحول صفقة تبادل الأسرى ونجاح حماس في جعلها تشمل أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين، وأيضا حول مسألة دخول المساعدات الإنسانية. حيث اعتبر جل المتابعين أن حماس حققت نصرا كبيرا في هذا الجانب على العدو المحتل عندما أجبرته على القبول بعديد الشروط وعلى تقديم تنازلات، وقدمت أيضا دروسا يمكن أن تكون مرجعا خلال الحروب والنزاعات..
وعندما تعلق الأمر بتطبيق القانون الدولي في جانبه الإنساني، نجحت حماس في إبهار العالم من خلال ما أظهره جنود المقاومة ومسؤولوها من تعامل إنساني راق ونبيل مع أسرى العدوّ سواء طوال فترة الاحتجاز او بمناسبة تسليمهم في إطار صفقة تبادل الرهائن، رغم ما أبداه الكيان المحتل من وحشية ولاإنسانية خلال حربه على غزة طيلة حوالي شهرين.. وفي ذلك احترام وتطبيق لما يفرضه القانون الدولي بالنسبة للتعامل مع الرهائن والأسرى، وإخلاء مسؤوليتها تماما أمام القضاء الدولي، عكس المعاملة الوحشية التي طالما مارسها الكيان المحتل مع الأسرى الفلسطينيين. وهو ما يمثل أيضا مرجعا لدروس القانون الدولي في كليات الحقوق..
دروس وعبر عديدة على أكثر من مستوى، أظهرتها المقاومة طيلة هذه الحرب المتواصلة منذ أكثر من 50 يوما. ومن المؤكد أنها ستمثل نقطة تحول ليس في تاريخ المقاومة الفلسطينية فحسب بل في تاريخ المقاومة لكل الشعوب المناضلة من أجل الحق في تقرير المصير. كما ستتحول مع تقدم الوقت إلى دروس ومناهج عسكرية وحربية مرجعية، وإلى مستندات واقعية للقانون الدولي الإنساني من الناحية التشريعية والأكاديمية. في حين ستظل ممارسات العدو في مختلف هذه الجوانب أسوأ ما سجله تاريخ الحروب والنزاعات وأبشع مثال على خرق القانون الدولي..
فاضل الطياشي