مع الشروق.. ليبيا... هل يتمّ تأجيل الانتخابات ؟

مع الشروق.. ليبيا... هل يتمّ تأجيل الانتخابات ؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/11/30

 قبل ثلاثة أسابيع ونصف من الموعد المحدّد لإجرائها، لاتزال الانتخابات الرئاسية الليبية محلّ جدل و صراع كبيرين داخليا وبداية تشكيك خارجيا مما يجعل هذا الاستحقاق في حكم المجهول.
اضافة الى عدم توفّر قاعدة دستورية للانتخابات الرئاسية  المزمع عقدها في 24 ديسمبر المقبل، تستعر "حرب الطعون" ضدّ وبين المرشّحين أنفسهم في مشهد أدخل ضبابية كبيرة على من سيصلون تحديدا لخوض هذا الاستحقاق.
فمع اقصاء المرشّح البارز سيف الاسلام القذافي ومنع القضاء بالقوة من النظر في الطّعن الذي قدّمه ضد اقصائه من السباق الرئاسي، تمّ إقصاء المرشّح البارز الآخر وهو رئيس الحكومة الحالي عبدالحميد الدبيبة.
واضافة الى هؤلاء المرشّحين، سيكون الدور على المرشّح البارز الآخر المشير خليفة حفتر الذي صدرت ضدّه أحكام غيابية بالإعدام كما يمنعه القانون الليبي من الترشّح بسبب جنسيته الثانية الامريكية.
ويبدو أن اجراء الانتخابات في صورة إقصاء هؤلاء المرشّحين الثلاثة الأوفر حظا بالفوز بالرئاسة أصبح محلّ تشكيك، باعتبار أن لهؤلاء الأطراف ثقلا شعبيا وعسكريا وسيكون من الصعب أن يتم ّ الاعتراف والرضوخ لنتائج الانتخابات.
كما أن الأطراف الثلاثة يمثّلون تقريبا أقاليم ليبيا التاريخية، حيث يمثّل المشير خليفة حفتر اقليم برقة في الشرق بينما يمثّل سيف الاسلام القذافي اقليم الجنوب، فيما يمثّل عبدالحميد الدبيبة إقليم الغرب.
و من دون المرشّحين الثلاثة سيظلّ هناك اسمان بارزان فقط في السباق الانتخابي وهما رئيس مجلس النواب في الشرق الليبي عقيلة صالح ووزير الدّاخلية في حكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا.
لا يمكن التكهّن بالنتيجة النهائية لـ"حرب الطعون" في السباق الرئاسي، لكن يبدو أنه أما سيخوض الجميع دون استثناء الاستحقاق الانتخابي أو سيتمّ تم تأجيل العملية برمّتها حتى مزيد تنقية الأجواء وتجهيز إطار دستوري للعملية.
وما يقوّي نظرية التأجيل هو التصريح غير المسبوق لطرف دولي وازن في الأزمة الليبية حيث لم يشكّك قبل ذلك أي طرف في إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد في 24 ديسمبر المقبل.
فقد استبعدت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي أن تجرى الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل، في أول موقف رسمي دولي حول فرضية التأجيل.
وقالت الوزيرة لوتشانا لامورجيزي، في تصريح نقلته وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء امس الاثنين، إن "إجراء الانتخابات في ليبيا في موعدها المحدد 24 من ديسمبر يبدو لي صعبا، لكن إجراءها في جانفي المقبل سيكون أمرا جيدا لليبيا".
هذه الفرضية لم يستبعدها رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السايح الذي اشار في تصريح سابق  إلى إمكانية أن تطلب المفوضية التمديد بعد الانتهاء من عملية الطعون.
وفي ظلّ الجو العام الذي يسود عمليّة الترشّح للانتخابات، يبدو أن التأجيل هو الأقرب لكنّه هو أيضا عملية مغامرة كبيرة محفوفة بالمخاطر قد تزيد من تأزيم الوضع ومن عودة البلاد الى مربّع الحرب.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك