مع الشروق.. لقاح «الغارمين» من كنائس «كوفاكس»!

مع الشروق.. لقاح «الغارمين» من كنائس «كوفاكس»!

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/08

فعلا ، وبمجهودات جبارة من حكامنا ، نالنا شرف الدخول إلى  زمرة الدول الفقيرة والمعوزة والمسكينة المحتاجة إلى مساعدات لضمان العيش والبقاء على الحياة بعد أن نجح أولي الأمر منا في اقتلاع هذا النعت الذي سيلحق بنا كلما ذكرت تونس ..
تونس ، صنفت ضمن دول "اليد السفلى" ، وأصبحنا نستجدي أمام " كنائس "كوفاكس ننتظر" كردونة " بها بعض اللقاح لشعب يطرق أبواب الصدقات المخصصة للفقراء والمساكين و"الغارمين" ..ونحن فعلا من "الغارمين" ما دامت ديوننا تفوق ميزانيتنا .. 
مجهودات ضخمة قام بها حكامنا لإفلاس البلاد وبالتالي الاقتراض والتداين ، فنلنا صفة المدينين والغارمين ، ثم وبمجهودات أخرى وافق مجلس نوابنا على هذه الصفة وبالأغلبية  من خلال  مشروع قانون "اليد السفلى" الذي يتيح للحكومة الانضمام إلى المبادرة العالمية "كوفاكس" لتسهيل إتاحة اللقاحات ضد فيروس كورونا..
برنامج "كوفاكس" سادتي ، يعمل في إطار منظمة الصحة العالمية، كبرنامج عالمي لتطعيم الناس في البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل التي لا تمتلك القدرة على توقيع اتفاقيات ثنائية للشراء المسبق للقاح.
الهاشمي الوزير رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنيّة للتّلقيح ضدّ كوفيد-19 ، قال في نهاية الأسبوع أن تلقيحي فايزر وأسترازينيكا سيصلان إلى تونس في شهر مارس عبر مبادرة كوفاكس لنتحصل دائما في إطار "اليد السفلى" على 93 ألف و600 لقاح فايزر و500 ألف تلقيح أسترازينيكا و30 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك ...مع هبة صينية بـ300 ألف جرعة.  
هبات التلاقيح ، أو قل المساعدات والصدقات ، دخلت القصر الرئاسي وولجت السفارات ، ووزعت من هنا وهناك لتثبيت الولاءات ومزيد الارتهان وسط تضارب في التصريحات بشأن موعد وصول اللقاح والذي قد يكون غدا الثلاثاء.
مع نهاية شهر فيفري ، أغلب دول العالم بما فيها الفقيرة والمجاورة ، انطلقت في التطعيم من خلال مبادرة كوفاكس أو الاقتناء المباشر من المخابر المصنعة ، ولم تبق إلا الدول المصنفة في أسفل ترتيب هذه المبادرة ، أو التي "وضعت معجون حلاقة اللحية  بيديها" ولم تتصل بالمخابر لأنها ببساطة لا تملك ثمن اللقاح وتأخرت في الطلبات في انتظار الحصول على قرض جديد من أجل الحياة..
تونس في هذا المربع الحارق، تسجيل متأخر ضمن مبادرة كوفاكس ، ودين خارجي ينضاف إلى ديوننا المتراكمة والتي حطمنا فيها الرقم القياسي حتى ان صندوق النقد الدولي قال لنا كفى ، وعليكم بـ "الحوار" لتجاوز مشاكلكم ومشاغلكم وحقيقة وضعكم الذي يستوجب "شرح خطورته وهشاشته للمواطنين" .
هم نصحونا ، بل تدخلوا في شؤوننا لأنهم يعلمون علم اليقين أننا بتنا من "الغارمين" وفي "الرقاب" ، وبقية الذين من أجلهم جعلت الصدقات.. يا محسنين.

راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك