مع الشروق.. قريبا توريد مياه البحر !

مع الشروق.. قريبا توريد مياه البحر !

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/09/21

لم يبق أمامنا إلا استيراد مياه البحر حتى لا تجف شواطئنا، فكل مدخرات البلاد وركائزها ومميزاتها سائرة نحو الزوال .. العامل لا يعمل، والموظف لا يشتغل، والسياسي لا يفكر في الحلول غارقا في مشاغل "سياسوية حزبوية " ضيقة تعرقل البلاد ..
ما جرني إلى هذه المقدمة هو الوضع الذي آلت إليه الأمور مع فسفاطنا ودواميسه ، فتونس المنتج الخامس للفسفاط دوليا يضطر لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية إلى استيراد هذه المادة من القطر الجزائري الشقيق ، نعم الخامس دوليا يستورد هذه الثروة الطبيعية الضائعة بين المطالب المشروعة المجحفة ، والصمت والارتباك في اتخاذ القرار المنطقي الصائب.
دواميس الفسفاط التي أسالت لعاب المستعمر مغلقة بالكامل والخسائر بلغت أعلى مستوياتها وقد قدرها أهل الاختصاص  بـ2300 مليار منذ بداية 2011 إلى موفى 2019 ، موزعة بين شركة فسفاط قفصة  550 مليارا والمجمع الكيميائي 780 مليارا ومصنع الشركة التونسية الهندية للأسمدة ''تيفارت'' 1000 مليار.
الخبراء يؤكدون ان " قطاع الفسفاط بات مهددا في ديمومته بسبب انخفاض انتاج شركة فسفاط قفصة وأصبح لا يغطي سوى 40 بالمائة من متطلبات الشركات المنتجة التابعة للمجمع الكيميائي ، وهو ما يفسر عدم قدرة المجمع على خلاص مشترياته من الفسفاط وأثر مباشرة على موارد شركة فسفاط قفصة بعد استنفاذ مدخراتها على مدى السنوات الماضية".
معضلة الفسفاط قديمة جديدة ، ورائحته أسقطت بن علي منذ 2008 ، ومنذ ذاك العام ، يراوح الفسفاط مكانه في نفس المشاغل والمشاكل مع غياب الحلول التي لا تخرج في تقديرنا عن الاستجابة إلى المطالب المشروعة ، والعدالة الاجتماعية ، وتطبيق القانون.
أصحاب القرار عندنا لا يحاولون الاقتراب من رائحة " المينة " حتى لا تزكم أنوفهم وتعيقهم عن استنشاق رائحة  الفوز في الانتخابات المقبلة ، ومن اقترب منهم ، قدم ربع حل في وثيقة وعود زائفة ، ليتحول هذا الجزء من الحل إلى مشكلة أعمق في قادم السنوات.
الفسفاط يا سادتي ليس محرقة ، بل هو وبقية المدخرات الطبيعية مسلك قويم للحفاظ على المالية العمومية ، بل وجنة للبلاد أن نجحنا في صياغة حل جذري يعيد عجلة الإنتاج والتصدير ويضمن الإيفاء بالحاجيات الوطنية والتصديرية التي تضيع يوما بعد يوم أمام الصمت المريب لأصحاب القرار ودق إسفين " الشعبويين" الباحثين عن زعامة على حساب البلاد.
أنصتوا إلى المطالب واستمعوا إلى الحقيقة التي تقول إن تنمية هذه المناطق ضروري حتى لا تكون عبئا على البلاد ..حولوها إلى قوة دفع للاقتصاد ، واجهوا "اللوبيات" ، وركزوا المصانع لإنتاج مواد بتنا نستوردها صباحا مساء وقريبا تشمل مياه البحر المالحة .
ادفعوا برجال الأعمال للاستثمار بها، أدعموا أصحاب الشهائد للانتصاب للحساب الخاص ، طوروا البنى التحتية .. والمهم الآن وبشكل عاجل اجلسوا على الطاولة وانصتوا للمحتجين يرحمكم الله...
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك