مع الشروق.. ...فـــي إصــــلاح التعليـــــم
تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/13
لن يصلح حال الدولة دون اصلاح التعليم ومراجعة كل المنظومة التربوية في تونس ولا يمكن ان يتحقق الاصلاح الذي طال انتظاره دون ان تتوفر ارادة قوية وحقيقية من السلطة السياسية.
على مدى عشر سنوات تداول على وزارة التربية عدد كبير من الوزراء لكن لا احد منهم توفر لديه ايمان حقيقي بالتعجيل في الاصلاح التربوي رغم ان الحقيقة تؤكد ان المدرسة التونسية حالها تدهور.
المنظومة التربوية في تونس تحكمها الى اليوم قوانين واجراءات بالية وقديمة ولازالت تسير بعقلية ً ستالينية. ً زجرية كان اخرها قرار احد المعاهد طرد التلميذات من المبيت المدرسي وتركهن ليلة كاملة يبيتون في العراء ،الوزارة ستتحرك وتفتح تحقيقا ويختم البحث وتنتهي القصة فالوزارة يشرف على تسيير اداراتها موظفون لازالوا يؤمنون ان معاقبة التلميذ وطرده وحرمانه من التعليم هو المبدأ الاساسي للمنظومة التربوية.
المدرسة التونسية في كل مراحلها تطرد سنويا اكثر من مائة الف تلميذ دون ان تهتم الوزارة بحالهم او مستقبلهم ، فقط تكتفي بامضاء قرارات الطرد والاحالة على مجالس التأديب ثم يأتي من يتشدق بكفاءة المسؤولين فيها.
المدرسة التونسية هي المدرسة الوحيدة في العالم التي لاتسمح بأن يخطئ التلميذ ، مدرسة سرعان ما تتحول الى محكمة تصدر قرارات الطرد والحرمان من التعليم والزج بآلاف التلاميذ الى الشوارع وجعلت لهم هدفا واحدا هو البحث عن سبيل للهروب من الوطن.
الاصلاح التربوي لايحتاج الى الكلام واطلاق التصريحات بل يحتاج الى المرور باقصى سرعة الى الفعل ويحتاج الى ايمان حقيقي بان المدرسة التونسية يجب انقاذها كما يجب انقاذ الاف الاطفال والمراهقين والشبان الذين طردوا وهم الان تحولوا الى مشروع منحرفين وحرموا من التعليم.
الاصلاح لايجب ان يقتصر على البرامج والمواد التي تتكدس في مدارسنا بل يجب ان يشمل الاجراءات والتراتيب ً العثمانية. ً المعمول بها منذ عقود من الزمن.
لايمكن ان يتقدم المجتمع ولايمكن ان نتحدث عن نجاح الانتقال الديمقراطي في ظل تعليم متدهور ومنظومة تربوية بالية وفي ظل ارتفاع كبير في نسبة الأمية بسبب طرد التونسيين من المدارس وحرمانهم من مواصلة تعليمهم.
سفيان الاسود
لن يصلح حال الدولة دون اصلاح التعليم ومراجعة كل المنظومة التربوية في تونس ولا يمكن ان يتحقق الاصلاح الذي طال انتظاره دون ان تتوفر ارادة قوية وحقيقية من السلطة السياسية.
على مدى عشر سنوات تداول على وزارة التربية عدد كبير من الوزراء لكن لا احد منهم توفر لديه ايمان حقيقي بالتعجيل في الاصلاح التربوي رغم ان الحقيقة تؤكد ان المدرسة التونسية حالها تدهور.
المنظومة التربوية في تونس تحكمها الى اليوم قوانين واجراءات بالية وقديمة ولازالت تسير بعقلية ً ستالينية. ً زجرية كان اخرها قرار احد المعاهد طرد التلميذات من المبيت المدرسي وتركهن ليلة كاملة يبيتون في العراء ،الوزارة ستتحرك وتفتح تحقيقا ويختم البحث وتنتهي القصة فالوزارة يشرف على تسيير اداراتها موظفون لازالوا يؤمنون ان معاقبة التلميذ وطرده وحرمانه من التعليم هو المبدأ الاساسي للمنظومة التربوية.
المدرسة التونسية في كل مراحلها تطرد سنويا اكثر من مائة الف تلميذ دون ان تهتم الوزارة بحالهم او مستقبلهم ، فقط تكتفي بامضاء قرارات الطرد والاحالة على مجالس التأديب ثم يأتي من يتشدق بكفاءة المسؤولين فيها.
المدرسة التونسية هي المدرسة الوحيدة في العالم التي لاتسمح بأن يخطئ التلميذ ، مدرسة سرعان ما تتحول الى محكمة تصدر قرارات الطرد والحرمان من التعليم والزج بآلاف التلاميذ الى الشوارع وجعلت لهم هدفا واحدا هو البحث عن سبيل للهروب من الوطن.
الاصلاح التربوي لايحتاج الى الكلام واطلاق التصريحات بل يحتاج الى المرور باقصى سرعة الى الفعل ويحتاج الى ايمان حقيقي بان المدرسة التونسية يجب انقاذها كما يجب انقاذ الاف الاطفال والمراهقين والشبان الذين طردوا وهم الان تحولوا الى مشروع منحرفين وحرموا من التعليم.
الاصلاح لايجب ان يقتصر على البرامج والمواد التي تتكدس في مدارسنا بل يجب ان يشمل الاجراءات والتراتيب ً العثمانية. ً المعمول بها منذ عقود من الزمن.
لايمكن ان يتقدم المجتمع ولايمكن ان نتحدث عن نجاح الانتقال الديمقراطي في ظل تعليم متدهور ومنظومة تربوية بالية وفي ظل ارتفاع كبير في نسبة الأمية بسبب طرد التونسيين من المدارس وحرمانهم من مواصلة تعليمهم.
سفيان الاسود
