مع الشروق .. فصل المقال في «هنشير الشعّال»
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/11/04
لا حديث في اليومين الأخيرين إلا عن "هنشير الشعال" ، أو قل أكبر غابة زياتين في تونس وحوض البحر الأبيض المتوسط، وثاني أكبر غابة زياتين في العالم بعد غابة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
اهتمام الرأي العام التونسي بالهنشير في هذه الفترة ليس بسبب وفرة إنتاجه وتغطيته لحاجة السوق التونسية ، بل بسبب ما تم كشفه من تجاوزات وسوء تصرف ونهب وسرقات ستتوصل التحقيقات إلى تحديدها.
"هنشير الشعال" يعود إلى السنة 20 من القرن الماضي ، ويعد أكثر من 400 ألف أصل زيتون ، ومن زياتينه الممتدة في الأراضي الخصبة تفرعت المهام لتتجه إلى معاصر الزيت ومصنع الفيتورة والعلف والصابون وغيرها من الأعمال الفلاحية والتحويلية والتصنيعية التي تشغل حاليا ما يقارب الـ400 عامل ومختص ومهندس بشكل مباشر مع مثلها بشكل غير مباشر وخاصة عند موسم جني الزيتون.
موسم الجني في الشعال يشكل عرسا في عديد المعتمديات بولاية صفاقس: بير علي بن خليفة ، عقارب المحرس والغريبة بسبب اتساع رقعة الهنشير الجغرافية ، ويشكل موعدا لتشغيل اليد العاملة من الأجوار خاصة للعمل في 22 ضيعة تضم كل واحدة منها ما يقارب أو يفوق الـ20 ألف أصل زيتون .
الضيعة، التي أنشأت سنة 1920 تهرمت أصولها ، وتراجع انتاجها ، ومع ذلك لازالت تشكل قلبا فلاحيا نابضا بولاية صفاقس بتوفيرها لحوالي 3500 طن من زيت الزيتون وأكثر من مليون لتر حليب و6.5 مليون بيضة و3500 طن علف مركز في الخماسية الأخيرة.
وفق البيانات الرسمية سجلت الضيعة تراجعا في مستوى الإنتاج السنوي لزيت الزيتون بسبب نقص التساقطات مما انجر عنه تيبس حوالي 6 بالمائة من أصول الزيتون وتهرم 73 من الباقي منها وهو ما انعكس على مردودية هذا المركب الفلاحي الضخم الذي يضم أصول زيتون تجاوز عمر بعضها الـ100 عام .
الدولة تدخلت لإنقاذ هذا المكسب الوطني ، وعملت على ري 820 هكتارا وحفر وتجهز الآبار العميقة بالطاقة الفوطوضوئية وتجهيز مساحة مثلها بمعدات الري الموضعي مع اقتناء 25 جرارا و20 صهريجا وغيرها من المقتنيات خصصت لها الدولة 3.5 مليون دينار .
الدولة تدخلت ، لكن التدخلات لم تكن في حجم الهنشير الذي بات يحتاج إلى تدخلات أعمق تنطلق بوضع استراتيجيات فلاحية جديدة تواكب العصر وتحرص على التشبيب وتعمل على حماية هذا المكسب الفلاحي من النهب والسرقة التي عادة ما عانت منها إدارة المركب الفلاحي التابع لديوان الأراضي الدولية.
رئيس الدولة تدخل وكشف في زيارة غير معلنة عن بعض هذه الإخلالات والتجاوزات وسوء التصرف، والتحقيقات انطلقت وشملت عددا من العاملين بالهنشير أو المتعاملين مع الضيعة .. وبالتوازي مع التحقيقات ، ينتظر اتخاذ جملة من القرارات لفائدة هذه الضيعة لتي تعد مكسبا وطنيا بارزا لا مجال للتفريط فيه وفي غيره من المركبات الفلاحية والمؤسسات الوطنية عموما..
راشد شعور
لا حديث في اليومين الأخيرين إلا عن "هنشير الشعال" ، أو قل أكبر غابة زياتين في تونس وحوض البحر الأبيض المتوسط، وثاني أكبر غابة زياتين في العالم بعد غابة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
اهتمام الرأي العام التونسي بالهنشير في هذه الفترة ليس بسبب وفرة إنتاجه وتغطيته لحاجة السوق التونسية ، بل بسبب ما تم كشفه من تجاوزات وسوء تصرف ونهب وسرقات ستتوصل التحقيقات إلى تحديدها.
"هنشير الشعال" يعود إلى السنة 20 من القرن الماضي ، ويعد أكثر من 400 ألف أصل زيتون ، ومن زياتينه الممتدة في الأراضي الخصبة تفرعت المهام لتتجه إلى معاصر الزيت ومصنع الفيتورة والعلف والصابون وغيرها من الأعمال الفلاحية والتحويلية والتصنيعية التي تشغل حاليا ما يقارب الـ400 عامل ومختص ومهندس بشكل مباشر مع مثلها بشكل غير مباشر وخاصة عند موسم جني الزيتون.
موسم الجني في الشعال يشكل عرسا في عديد المعتمديات بولاية صفاقس: بير علي بن خليفة ، عقارب المحرس والغريبة بسبب اتساع رقعة الهنشير الجغرافية ، ويشكل موعدا لتشغيل اليد العاملة من الأجوار خاصة للعمل في 22 ضيعة تضم كل واحدة منها ما يقارب أو يفوق الـ20 ألف أصل زيتون .
الضيعة، التي أنشأت سنة 1920 تهرمت أصولها ، وتراجع انتاجها ، ومع ذلك لازالت تشكل قلبا فلاحيا نابضا بولاية صفاقس بتوفيرها لحوالي 3500 طن من زيت الزيتون وأكثر من مليون لتر حليب و6.5 مليون بيضة و3500 طن علف مركز في الخماسية الأخيرة.
وفق البيانات الرسمية سجلت الضيعة تراجعا في مستوى الإنتاج السنوي لزيت الزيتون بسبب نقص التساقطات مما انجر عنه تيبس حوالي 6 بالمائة من أصول الزيتون وتهرم 73 من الباقي منها وهو ما انعكس على مردودية هذا المركب الفلاحي الضخم الذي يضم أصول زيتون تجاوز عمر بعضها الـ100 عام .
الدولة تدخلت لإنقاذ هذا المكسب الوطني ، وعملت على ري 820 هكتارا وحفر وتجهز الآبار العميقة بالطاقة الفوطوضوئية وتجهيز مساحة مثلها بمعدات الري الموضعي مع اقتناء 25 جرارا و20 صهريجا وغيرها من المقتنيات خصصت لها الدولة 3.5 مليون دينار .
الدولة تدخلت ، لكن التدخلات لم تكن في حجم الهنشير الذي بات يحتاج إلى تدخلات أعمق تنطلق بوضع استراتيجيات فلاحية جديدة تواكب العصر وتحرص على التشبيب وتعمل على حماية هذا المكسب الفلاحي من النهب والسرقة التي عادة ما عانت منها إدارة المركب الفلاحي التابع لديوان الأراضي الدولية.
رئيس الدولة تدخل وكشف في زيارة غير معلنة عن بعض هذه الإخلالات والتجاوزات وسوء التصرف، والتحقيقات انطلقت وشملت عددا من العاملين بالهنشير أو المتعاملين مع الضيعة .. وبالتوازي مع التحقيقات ، ينتظر اتخاذ جملة من القرارات لفائدة هذه الضيعة لتي تعد مكسبا وطنيا بارزا لا مجال للتفريط فيه وفي غيره من المركبات الفلاحية والمؤسسات الوطنية عموما..
راشد شعور