مع الشروق .. طول الأشغال ... إهدار للطاقة وللمال !

مع الشروق .. طول الأشغال ... إهدار للطاقة وللمال !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/05/25

يشهد المدخل الجنوبي للعاصمة اكتظاظا مروريا خانقا هذه الأيام وعلى مدى ساعات النهار وذلك بسبب الأشغال التي انطلقت منذ أشهر لتوسعة الطرقات ومد الجسور والمحولات !
طبعا نحن نبارك مثل هذه الأشغال العامة لتطوير البنى التحتية وإصلاح وتوسعة الطرقات السيارة ولكن بصراحة فإن الأشغال بطيئة  جدا وتسير بطريقة السلحفاة وإذا ما تواصل الأمر على ما هو عليه فإن أصحاب السيارات سيعانون- وهم يعانون حقا - كل أنواع الويلات وستتفاقم المعاناة وسيهدرون أموالا طائلة في تبذيرالطاقة النفطية  في مسافة صغيرة قيل أن أشغالها ستنجز على مدى 30 شهرا أي ما يعادل 3 سنوات...هذا طبعا إذا التزم القائمون على الأشغال بالوقت المحدد وانتهوا من هذه الأشغال في الموعد !
وإني «أهنئكم» من الآن - طبعا أقول هذا  من باب التشاؤل لا التفاؤل ومن وحي ما رأيت-...فإن هذه الأشغال ستدوم طويلا وأكثر من الوقت المحدد لها...وإني أمر يوميا عبر هذه الأشغال قادما من المروجات...وأستغرب أني أرى بعض العمال - قلة قليلة منهم - يقومون بالأشغال ثم لا شيء على مدى مسافة الطريق المحددة- من بئر القصعة وحتى نهاية قنطرة جبل جلود - للتجديد والتوسعة.
وإن الداخل إلى المروج مولود والخارج منها مهدود بسبب الحواجز الإسمنتية وأكوام التراب المرمية على جنبات الطريق وقلة الإشارات المرورية وانعدام السلامة المرورية والاختناق المروري الرهيب...ولا أنباء عن سر عدم تواصل الأشغال بصفة يومية.
لتعلم إذن الوزارة المعنية  أن هذه الأشغال لم تواكب السرعة  العصرية والتكنولوجية...ولم تكن بجودة مواصفات الأشغال العمومية...فهل يعقل أن يتعطل كل شيء وتصبح حركة المرور خانقة والأشغال بطيئة وبالتقسيط المريح. إن جودة البنية التحتية هي سر من أسرار النجاح الاقٌتصادي...وإن سرعة إنجاز هذه الطرقات هو عنوان التقدم والنجاح...ويجب أن تتضافر كل الجهود من أجل إنهاء هذه الأشغال في أقرب وأسرع وقت ممكن لا اللعب على حساب الوقت المحدد وترك الأمور تسير بهذا النسق البطيء الممل.
أمّا عن أسباب انتشار ظاهرة تصدع الطرقات بمختلف ولايات الجمهورية، فهي تعود إلى التسرع في إنجاز هذه المشاريع وبطريقة عشوائية واعتباطية لا وليدة دراسات علمية وبمواصفات عالمية، وخصوصاً عند البرمجة وبما يُطلق عليه ب"زيارات باقات الورود" التي يتوافد خلالها المسؤولون لتفقد المشاريع أو افتتاحها، فتبدأ عمليات الإنجاز الاعتباطيّة والتلاعب بالآجال والمواد المستعملة...وهذا ما نراه الآن في هذه الأشغال المفتوحة على جميع الواجهات.
والمنطق هنا يقول :إما أن يستعد من يهمهم الأمر كما يجب لهذه الأشغال الضخمة أو أنهم يقومون بانجازها على مراحل ودون تعطيل لحركة المرور...وهو ما لم يحدث في هذا الإطار...حيث فتحوا الأشغال دون أن يتهيئوا لها بعدد ضخم من العمال.
إن هذه الأشغال ورغم نبل الأعمال فيها لا يمكن أن تحسّن من واقع الحال...ويجب في ما أعتقد زيارة فجئية من رئاسة الجمهورية حتى يعرف أن نسق الأشغال لا يرتقي إلى مستوى أشغال عمومية وطنية...وأن معاناة الناس بسبب هذه الأشغال البطيئة بحجم جبل من الأتربة المتراكمة على الطرقات وتغير المسارات...وإن تلك الحواجز الإسمنتية تسببت في حوادث مرورية كثيرة- بعضها قاتل- بسبب قلة الإشارات المرورية.
وإني هنا - عفوا- لا أحدثكم عن محتوى لوحة زيتية سريالية...بل هذا نقل لواقع  يعيشه الآلاف من أصحاب السيارات يوميا في الذهاب والإياب ورصدته بأم عيني... !
إن طول الأشغال هو إهدار للمال العام وإهدار للطاقة البشرية وفي غياب الرقابة اليومية والمستمرة لتلك الطرقات الرديئة سيتواصل الاختناق المروريّ وستتفاقم المصاريف الإضافيّة في استهلاك المحروقات وقطع الغيار وإصلاح تعطب السيارات...فضلا عن حرق الأعصاب وضياع  وقت قضاء شؤون الناس في هذه الزحمة المرورية. !
وإني أقول في النهاية والسطر الأخير يفرض نفسه... إن أغلب الطرقات تعاني من شتى الإخلالات  وكثرة الحفر والتصدع الإسفلتي رغم أن بعضها جديدة فضلا عن ظلامها الدامس ليلا ...ولكم مثال سيئ في الطريق السريعة تونس- صفاقس...وخاصة على الجهة اليمنى ... حيث لا يمكن أن نطلق عليها - مطلقا- صفة طريق سريعة عصرية...بل طريق «بيست» ريفية…وهذا هو الموجود يا «مسؤولي باقات الورود»... !
محمد الماطري صميدة
 

تعليقات الفيسبوك