مع الشروق .. طبول الحرب تقرع في الشمال

مع الشروق .. طبول الحرب تقرع في الشمال

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/06/25

تتدحرج كرة النار على الجبهة اللبنانية نحو مواجهة طاحنة لن تكون كسابقاتها أبدا، فالاحتلال الإسرائيلي المثخن بهزائمه الاستراتيجية على جبهة غزة لم يعد يرى هناك ما يخسره، بينما حزب الله اللبناني منتش بصمود حلفائه في المقاومة ويبدو أنّه أصبح يرى في مواجهة الاحتلال وجبة شهيّة.
صحيح أن كلا الطرفين وحتى دول المنطقة والعالم يريدون تجنّب هذه الحرب التي قد تكون قادحا لحرب اقليمية واسعة وربما دولية، لكن الصبر الاستراتيجي للاحتلال وحزب الله بدأ ينفد سريعا، مع تصاعد الضربات الموجعة وتوسّعها.
وقد بدأت هذه المواجهة المرتقبة في أخذ حيّز كبير على حساب حرب الابادة على غزة سواء اعلاميا أو سياسيا وحتى اقتصاديا، وهو أمر مفهوم لكون اشتعال حرب شاملة بين الاحتلال وحزب الله سيهزّ المنطقة بأسرها وستكون حرب غزة مجرّد نزهة.
فالطرفان دخلا في حرب استنزاف منذ الثامن من أكتوبر الماضي، ويبدو أن الضربات المؤلمة التي وجهها حزب الله للاحتلال، دفعت الأخير إلى الهرولة الى واشنطن طلبا للسلاح والدعم الشامل، وهو اعتراف ضمني بأنه غير قادر على المواجهة مع حزب الله وحيدا.
يدرك الاحتلال جيّدا أن حزب الله ليس كجميع الفصائل المجتمعة في قطاع غزة، فإذا كان هذا الكيان المدجّج بالأسلحة والتكنولوجيا وبالدعم الأمريكي وحلف الناتو قد عجز عن تحقيق أي نصر يذكر طيلة 9 أشهر ضدّ مقاومة ،تبقى في الأخير محدودة الامكانيات العسكرية، فكيف له أن يواجه حزب الله الذي في جعلته قوة عسكرية هائلة ومرعبة.
وبجرد بسيط لقدرته العسكرية، فيما يتعلق بالأسلحة الدقيقة وعند إضافة الصواريخ والقذائف الصاروخية بعيدة المدى، يمتلك حزب الله ما يقدر بنحو 250 ألف سلاح، وتبلغ قوة التنظيم البشرية نحو 100 ألف عنصر رغم أن التقديرات تتحدث عن أعداد أكبر بكثير، وهو ما يعني أنّه جيش حقيقي.
اضافة الى ذلك، يمتلك حزب الله أسلحة وتكنولوجيا متطورة مستودة بقوة "الرضوان" صفوة المقاتلين المتمرّسين الذين يحسب لهم الاحتلال ألف حساب وسبب التوتّر الطويل، كون هذه القوة مهمتها الرئيسية تحرير الجليل في أي مواجهة شاملة.
أما بخصوص القوة الاحتياطية التابعة للحزب فإنه يمتلك خزانا بشريا هائلا لا ينضب على عكس الاحتلال، وتقول مصادر مقربة من الحزب لوسائل الإعلام، إنه "في حال نشوب حرب في لبنان وبموافقة نصر الله، فإن كتائب حزب الله في العراق، وحركة النجباء، على أتم استعداد لإرسال مقاتلين".
في كلمته الأخيرة، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إنه في حال اندلاع الحرب، "سنقاتل بلا ضوابط ولا قواعد وبلا سقف"، وهي في الحقيقة تكملة فيما يبدو للصورة الشاملة للمواجهة في الفيديو الذي بثّه الحزب لرصد جوي دقيق فوق حيفا وجوارها، وتضمّن رصدا دقيقا لمحطات الطاقة ومطار بن غوريون وميناءي أسدود والقواعد البحرية في حيفا وأخرى عسكرية في الجليل الأعلى.
هي إذن لحظة حاسمة، ليس بالنسبة الى العدوّين اللدودين فحسب، وإنما للمنطقة بأسرها ومن ثمّ للعالم، وهي الآن في مرحلة جرد حسابات الربح والخسارة بدقّة للجميع، خاصة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة من جهة ولإيران ومحور المقاومة من جهة ثانية.
بدرالدين السّيّاري
 

تعليقات الفيسبوك