مع الشروق : ســلام بالقـــوة !
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/06
في ردها على خطة ترامب، أبدت حركة حماس قبولا جزئيا لبنود تتعلق بالإفراج عن الأسرى وتشكيل هيئة مستقلة لإدارة القطاع، لكنها تحفظت على قضايا مثل نزع السلاح ودورها المستقبلي. ويرى مراقبون أن هذه الخطة تعكس ترجمة عملية لشعار «سلام بالقوة»، أي فرض تهدئة مشروطة بميزان التفوق العسكري للكيان تُفرض على الشعب الفلسطيني رغما عنه، وتصب في مصلحة الاحتلال، مع محاولة تسويقها كحل سياسي دائم.
المتابعون للشأن التقليدي يرون أن هذه الخطة تمثل مرحلة أولى في استراتيجية أكبر، إذ يُتوقع أن يتجه الكيان العبري بعد حسم قضايا غزة نحو سوريا ولبنان وإيران وربما فيها من الدول سعيا لتوسيع سيطرته بالمنطقة وضرب أي محور مقاومة محتمل.
حماس اليوم في مفترق طرق استراتيجي: فهي لا تزال قادرة على المناورة عسكريا لكنها تدرك أن استمرار الدمار يقلص من إمكانياتها، لذا اختارت إظهار مرونة سياسية بقبول بعض بنود الخطة الأميركية.
هذا التوجه يعكس سعي الحركة نحو الاحتواء التدريجي، حيث قد تتحول من فاعل عسكري بارز إلى شريك سياسي داخل صيغة أوسع لإدارة القطاع. ورغم هذا الاحتواء التدريجي لمصالحه، تظل غزة تحت وابل العدوان، بينما يبرز تخاذل القادة العرب والمسلمين، الذين اكتفوا غالباً بتصريحات شفهية أو بيانات ضعيفة، متجاهلين بذل خطوات عملية للضغط على الكيان العبري أو تقديم دعم ملموس للشعب الفلسطيني.
في المقابل، تحركات الشعوب كانت أكثر وضوحاً وفعالية؛ فقد شهدت العواصم العربية والأوروبية مسيرات حاشدة واحتجاجات ضد العدوان، إلى جانب تنظيم أسطول الصمود الذي حاول كسر الحصار البحري على غزة، مما أعطى صوتاً عملياً للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي ، كما أظهرت بعض الدول الأوروبية مواقف داعمة ملموسة عبر إرسال مساعدات عاجلة والضغط على حكوماتها لوقف صادرات الأسلحة للكيان، وتأكيد الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والدفاع عن المدنيين.
هذه الحركات الشعبية والدولية أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وأكدت أن دعم الشعوب يخفف من المعاناة التي يعيشها إخوتنا في قطاع غزة فعدد الشهداء والمفقودين تجاوز في القطاع 62 ألفا، بينهم أكثر من 51 ألف شهيد موثق وأكثر من 11 ألف مفقود، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 111 ألفا ، كما دمرت الالة العسكرية الغاصبة حوالي 170 ألف وحدة سكنية، ولم يبق سوى 19 مستشفى يعمل جزئيا من أصل 36، فيما لحقت الأضرار بحوالي 97 بالمائة من المدارس، وأكثر من 66 بالمائة من البنية التحتية بين طرق ومياه وكهرباء. وتُقدر الخسائر الاقتصادية بما يفوق 50 مليار دولار، في مشهد إنساني كارثي غير مسبوق، يفرض على العالم مسؤولياته تجاه المدنيين.
ورغم كل هذا الدمار وهذه المعاناة، يظل الأمل متجذرًا في وعد الله ونصره القادم، كما ورد في كتابه الكريم: «وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ» (النور: 55). فالقهر والظلم مؤقتان، وحقّ الله وعزم الصابرين سيعلو في النهاية ولو كره الظالمون والمنافقون ..
راشد شعور
في ردها على خطة ترامب، أبدت حركة حماس قبولا جزئيا لبنود تتعلق بالإفراج عن الأسرى وتشكيل هيئة مستقلة لإدارة القطاع، لكنها تحفظت على قضايا مثل نزع السلاح ودورها المستقبلي. ويرى مراقبون أن هذه الخطة تعكس ترجمة عملية لشعار «سلام بالقوة»، أي فرض تهدئة مشروطة بميزان التفوق العسكري للكيان تُفرض على الشعب الفلسطيني رغما عنه، وتصب في مصلحة الاحتلال، مع محاولة تسويقها كحل سياسي دائم.
المتابعون للشأن التقليدي يرون أن هذه الخطة تمثل مرحلة أولى في استراتيجية أكبر، إذ يُتوقع أن يتجه الكيان العبري بعد حسم قضايا غزة نحو سوريا ولبنان وإيران وربما فيها من الدول سعيا لتوسيع سيطرته بالمنطقة وضرب أي محور مقاومة محتمل.
حماس اليوم في مفترق طرق استراتيجي: فهي لا تزال قادرة على المناورة عسكريا لكنها تدرك أن استمرار الدمار يقلص من إمكانياتها، لذا اختارت إظهار مرونة سياسية بقبول بعض بنود الخطة الأميركية.
هذا التوجه يعكس سعي الحركة نحو الاحتواء التدريجي، حيث قد تتحول من فاعل عسكري بارز إلى شريك سياسي داخل صيغة أوسع لإدارة القطاع. ورغم هذا الاحتواء التدريجي لمصالحه، تظل غزة تحت وابل العدوان، بينما يبرز تخاذل القادة العرب والمسلمين، الذين اكتفوا غالباً بتصريحات شفهية أو بيانات ضعيفة، متجاهلين بذل خطوات عملية للضغط على الكيان العبري أو تقديم دعم ملموس للشعب الفلسطيني.
في المقابل، تحركات الشعوب كانت أكثر وضوحاً وفعالية؛ فقد شهدت العواصم العربية والأوروبية مسيرات حاشدة واحتجاجات ضد العدوان، إلى جانب تنظيم أسطول الصمود الذي حاول كسر الحصار البحري على غزة، مما أعطى صوتاً عملياً للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي ، كما أظهرت بعض الدول الأوروبية مواقف داعمة ملموسة عبر إرسال مساعدات عاجلة والضغط على حكوماتها لوقف صادرات الأسلحة للكيان، وتأكيد الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والدفاع عن المدنيين.
هذه الحركات الشعبية والدولية أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وأكدت أن دعم الشعوب يخفف من المعاناة التي يعيشها إخوتنا في قطاع غزة فعدد الشهداء والمفقودين تجاوز في القطاع 62 ألفا، بينهم أكثر من 51 ألف شهيد موثق وأكثر من 11 ألف مفقود، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 111 ألفا ، كما دمرت الالة العسكرية الغاصبة حوالي 170 ألف وحدة سكنية، ولم يبق سوى 19 مستشفى يعمل جزئيا من أصل 36، فيما لحقت الأضرار بحوالي 97 بالمائة من المدارس، وأكثر من 66 بالمائة من البنية التحتية بين طرق ومياه وكهرباء. وتُقدر الخسائر الاقتصادية بما يفوق 50 مليار دولار، في مشهد إنساني كارثي غير مسبوق، يفرض على العالم مسؤولياته تجاه المدنيين.
ورغم كل هذا الدمار وهذه المعاناة، يظل الأمل متجذرًا في وعد الله ونصره القادم، كما ورد في كتابه الكريم: «وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ» (النور: 55). فالقهر والظلم مؤقتان، وحقّ الله وعزم الصابرين سيعلو في النهاية ولو كره الظالمون والمنافقون ..
راشد شعور
