مع الشروق : ردع العبث الإماراتي بالأمن القومي العربي؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/12/31
يبدو أن المملكة العربية السعودية قرّرت أخيرا التحرّك لوضع حدّ للعبث الاماراتي بأمن واستقرار دول المنطقة وفي مقدمتها الساحة اليمنية. حيث أعلنت الرياض أن الطيران الحربي السعودي قصف شحنة أسلحة وعربات قتالية إماراتية بعد وصولها إلى ميناء المكلى اليمني. فهل يعدّ هذا التحرّك تحرّكا عابرا وحادثا معزولا أم أنه يؤشر لمنعرج جديد ستدخله الأحداث عموما وعلاقات السعودية والامارات خصوصا؟
لقد بات واضحا في الفترة الأخيرة ضجر المملكة العربية السعودية من سياسات الامارات الطائشة والمندفعة في ركاب الكيان الصهيوني.. وتعمّدها الانخراط في كل صراعات وحسابات الكيان للتمدد في المنطقة سواء عبر السيطرة على عديد الموانئ وإقامة قواعد بحرية فيها أو على أقاليم شاسعة وإقامة قواعد عسكرية عليها وتحويلها إلى مخلب قط يعتمده الصهاينة في سياساتهم التوسعية وفي سعيهم المحموم للتمطّط والتمدد ومحاصرة الأمن الاقليمي للسعودية ولجمهورية مصر علاوة على حرائق اليمن والسودان وغزة وغيرها من الساحات التي تشهد انخراطا إماراتيا كاملا في رفد جهود الكيان الصهيوني لضرب مقومات الأمن القومي العربي.
وبالفعل، فإن المتأمل في المشهد العربي يدرك بلا عناء حجم الدور القذر الذي باتت تلعبه الامارات ولا يكاد يشتعل حريق في هذا البلد أو ذاك إلا وتكون للامارات يد في اشعاله ويد في تأجيجه ويد تمدّه بأسباب التوسّع والانتشار. واليمن والسودان وغزة والصومال وليبيا وغيرها ساحات لتدخلات عسكرية إماراتية مباشرة أشعلت فيها حرائق لا يزال يكتوي بنيرانها من يفترض أنهم أشقاء للشعب الاماراتي.. وكانوا يتوقّعون من أشقائهم أن يساعدوا على اطفاء الحرائق وعلى مقاومة الفقر والتهميش لا أن يساعدوا الصهاينة على نشر الفتن وإشعال الحرائق في سياق سعيهم المحموم لرسم ما يسمونه «الشرق الأوسط الجديد» الهادف إلى تغيير خريطة المنطقة بما يعنيه ذلك من تفكيك دول وظهور كيانات قزمية هزيلة في حجم قبيلة أو عشيرة تقبل بالدوران في فلك الصهاينة.
هذه اللعبة القذرة التي انخرط فيها قادة الامارات في سياق بحثهم المحموم عن دور لا يملكون من مقوماته أكثر من التآمر واغداق الأموال والاصطفاف وراء الصهاينة، وفي غياب أي ردع عربي سواء كان من قبل دول منفردة أو مجتمعة أو من قبل مؤسسات وهياكل العمل العربي المشترك وهي القيّمة نظريا على الأمن القومي العربي، هذه اللعبة أغرت قادة الامارات بالتمادي ودوس كل الخطوط الحمر.. حتى أنهم باتوا لا يتردّدون عن التحرك في الساحات الخلفية لدول في حجم المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وتهديد أمنهما.. وقد سبق للسعودية أن أعلنت مرارا وتكرارا عن تبرّمها من هذه السلوكات الاماراتية داعية هذه الدولة التي كانت «شقيقة صغرى» للمملكة إلى ضبط النفس والكف عن الاندفاع وراء هذه اللعبة الخطيرة التي تلعبها.. لكن تأثير ومفعول التدخلات الاماراتية في شؤون دول المنطقة وحجم الحرائق التي اشتعلت قد جعل حكام الامارات ينتشون لمشهد النار والدم وهو ينتشر من ساحة عربية إلى أخرى.. وجعلهم يتفانون في توفير مقومات الانتشار والاستمرار لحرائق ظلت تستعر لسنوات في اليمن وفي السودان.. وإزاء هذا المعطى وإزاء صمم حكام الامارات عن كل النداءات والنصائح وحتى التحذيرات فقد قررت المملكة العربية السعودية التحرّك عسكريا لتوجيه إنذار شديد اللهجة إلى حكام الامارات بأن يرفعوا أيديهم عن اليمن وعن السودان وعن كل البؤر التي يتورطون في اذكاء حرائقها خاصة وأن مؤشرات كثيرة تكدّست وتفيد باعتزام الكيان الصهيوني تكرار سيناريو الاعتراف الذي أعلنه مع ما يسمى «دولة الصومال» مع كيان قزمي آخر كان يعدّ للاعلان عن نفسه قبل التدخل السعودي جنوبي اليمن.
والأكيد أن هذا التحرّك يفتح الطريق لتصعيد أخطر وأكبر. والأمر سوف يعتمد على سلوك الامارات ومدى قدرتها على فهم الرسالة السعودية وكذلك على مدى تحرّرهم من القبضة الصهيونية.. واما أن يثوب قادة الامارات إلى رشدهم ويكفوا عن عبثهم وإلا فإن حادث القصف في المكلى لن يكون إلا بمثابة الشرارة لحريق كبير قد يشتعل في المنطقة برمّتها.
عبد الحميد الرياحي
يبدو أن المملكة العربية السعودية قرّرت أخيرا التحرّك لوضع حدّ للعبث الاماراتي بأمن واستقرار دول المنطقة وفي مقدمتها الساحة اليمنية. حيث أعلنت الرياض أن الطيران الحربي السعودي قصف شحنة أسلحة وعربات قتالية إماراتية بعد وصولها إلى ميناء المكلى اليمني. فهل يعدّ هذا التحرّك تحرّكا عابرا وحادثا معزولا أم أنه يؤشر لمنعرج جديد ستدخله الأحداث عموما وعلاقات السعودية والامارات خصوصا؟
لقد بات واضحا في الفترة الأخيرة ضجر المملكة العربية السعودية من سياسات الامارات الطائشة والمندفعة في ركاب الكيان الصهيوني.. وتعمّدها الانخراط في كل صراعات وحسابات الكيان للتمدد في المنطقة سواء عبر السيطرة على عديد الموانئ وإقامة قواعد بحرية فيها أو على أقاليم شاسعة وإقامة قواعد عسكرية عليها وتحويلها إلى مخلب قط يعتمده الصهاينة في سياساتهم التوسعية وفي سعيهم المحموم للتمطّط والتمدد ومحاصرة الأمن الاقليمي للسعودية ولجمهورية مصر علاوة على حرائق اليمن والسودان وغزة وغيرها من الساحات التي تشهد انخراطا إماراتيا كاملا في رفد جهود الكيان الصهيوني لضرب مقومات الأمن القومي العربي.
وبالفعل، فإن المتأمل في المشهد العربي يدرك بلا عناء حجم الدور القذر الذي باتت تلعبه الامارات ولا يكاد يشتعل حريق في هذا البلد أو ذاك إلا وتكون للامارات يد في اشعاله ويد في تأجيجه ويد تمدّه بأسباب التوسّع والانتشار. واليمن والسودان وغزة والصومال وليبيا وغيرها ساحات لتدخلات عسكرية إماراتية مباشرة أشعلت فيها حرائق لا يزال يكتوي بنيرانها من يفترض أنهم أشقاء للشعب الاماراتي.. وكانوا يتوقّعون من أشقائهم أن يساعدوا على اطفاء الحرائق وعلى مقاومة الفقر والتهميش لا أن يساعدوا الصهاينة على نشر الفتن وإشعال الحرائق في سياق سعيهم المحموم لرسم ما يسمونه «الشرق الأوسط الجديد» الهادف إلى تغيير خريطة المنطقة بما يعنيه ذلك من تفكيك دول وظهور كيانات قزمية هزيلة في حجم قبيلة أو عشيرة تقبل بالدوران في فلك الصهاينة.
هذه اللعبة القذرة التي انخرط فيها قادة الامارات في سياق بحثهم المحموم عن دور لا يملكون من مقوماته أكثر من التآمر واغداق الأموال والاصطفاف وراء الصهاينة، وفي غياب أي ردع عربي سواء كان من قبل دول منفردة أو مجتمعة أو من قبل مؤسسات وهياكل العمل العربي المشترك وهي القيّمة نظريا على الأمن القومي العربي، هذه اللعبة أغرت قادة الامارات بالتمادي ودوس كل الخطوط الحمر.. حتى أنهم باتوا لا يتردّدون عن التحرك في الساحات الخلفية لدول في حجم المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وتهديد أمنهما.. وقد سبق للسعودية أن أعلنت مرارا وتكرارا عن تبرّمها من هذه السلوكات الاماراتية داعية هذه الدولة التي كانت «شقيقة صغرى» للمملكة إلى ضبط النفس والكف عن الاندفاع وراء هذه اللعبة الخطيرة التي تلعبها.. لكن تأثير ومفعول التدخلات الاماراتية في شؤون دول المنطقة وحجم الحرائق التي اشتعلت قد جعل حكام الامارات ينتشون لمشهد النار والدم وهو ينتشر من ساحة عربية إلى أخرى.. وجعلهم يتفانون في توفير مقومات الانتشار والاستمرار لحرائق ظلت تستعر لسنوات في اليمن وفي السودان.. وإزاء هذا المعطى وإزاء صمم حكام الامارات عن كل النداءات والنصائح وحتى التحذيرات فقد قررت المملكة العربية السعودية التحرّك عسكريا لتوجيه إنذار شديد اللهجة إلى حكام الامارات بأن يرفعوا أيديهم عن اليمن وعن السودان وعن كل البؤر التي يتورطون في اذكاء حرائقها خاصة وأن مؤشرات كثيرة تكدّست وتفيد باعتزام الكيان الصهيوني تكرار سيناريو الاعتراف الذي أعلنه مع ما يسمى «دولة الصومال» مع كيان قزمي آخر كان يعدّ للاعلان عن نفسه قبل التدخل السعودي جنوبي اليمن.
والأكيد أن هذا التحرّك يفتح الطريق لتصعيد أخطر وأكبر. والأمر سوف يعتمد على سلوك الامارات ومدى قدرتها على فهم الرسالة السعودية وكذلك على مدى تحرّرهم من القبضة الصهيونية.. واما أن يثوب قادة الامارات إلى رشدهم ويكفوا عن عبثهم وإلا فإن حادث القصف في المكلى لن يكون إلا بمثابة الشرارة لحريق كبير قد يشتعل في المنطقة برمّتها.
عبد الحميد الرياحي