مع الشروق ..حتى القبور... لـم تسلم من عربدة الصهاينة؟

مع الشروق ..حتى القبور... لـم تسلم من عربدة الصهاينة؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/27

يحلو لقادة الغرب تقديم الكيان الصهيوني كواحة للديمقراطية وسط غابة من «الوحوش».. ويحلو لهم التغزّل بهذا الكيان وكيف أنه بمثابة «شمعة» أوقدت في ليل الشرق الأوسط الطويل.. وبالمحصلة باتت الدول الغربية تتبارى في تقديم كل أشكال الدعم لهذا الكيان وفتحت أمامه خزائن المال ومخازن المال والسلاح.. وتجندت في الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي لحماية هذا الكيان وتحصينه من كل القرارات حتى وهو يعربد ويقتل ويدمّر  ويرتكب المجازر ويعبث بقرارات الشرعية الدولية ويمرّغ قيم حقوق الإنسان في أوحال غطرسته التي لا حدّ لها..
ومع أن الشعب الفلسطيني ومن ورائه الشعوب العربية وكل أحرار العالم ظلوا يصرخون بأن هذا الكيان قائم ويستمر بغطرسة القوة وأنه لا يعترف لا بقوانين وشرائع دولية ولا بقيم كونية.. ومع أن فظاعات هذا الكيان لم تكن تحتاج إلى دليل أو تدليل فإن الغرب تمادى في نفاقه وظل يغمض عيونه عن كل فظاعات الكيان وكل جرائمه التي ترتقي بامتياز إلى صف الجرائم ضد الانسانية إلى أن جاء العدوان الصهيوني على الآمنين المدنيين في قطاع غزة ليسقط كل المساحيق وكل أوراق التوت التي كان الغرب يستر بها العورات الكثيرة لهذا الكيان الشرير.. لينكشف الوجه القبيح لهذا الكيان العنصري الذي لا يعير اهتماما لمعنى الحياة ومعنى الحق فيطلق آلته الحربية تدك بيوت السكن والأبراج وتدمّر المدارس والمستشفيات وتنفذ جرائم إبادة غير مسبوقة.. ومع أن عدد الشهداء والجرحى بات يحسب بعشرات الآلاف فإن هذا الغرب مازال يتمادى في نفاقه ويلوذ بصمت المشارك في جريمة العصر في حق المدنيين العزّل..
لكن الفضيحة تبلغ مداها حين يمعن الكيان الصهيوني في كشف وجهه القبيح وطبيعته العنصرية الحاقدة على كل ما هو فلسطيني وكل ما هو عربي.. فحتى الشهداء لم يسلموا من بطش آلة الحرب الصهيونية.. حيث باتت جرافات العدو لا تتردد في تجريف القبور وتحويل المقابر إلى ساحة لممارسة عربدة لا حدّ لها.. عربدة لم تشهدها البشرية على مدى تاريخها الطويل بما فيه من حروب ومن مجازر.. لكن سجل الحروب سيدوّن للصهاينة هذا «الانجاز» الفريد ككيان مارس الإبادة الجماعية في حق المدنيين العزّل ومارس العربدة والتجريف في حق الموتى.. فأي رسالة يريد هذا الكيان إرسالها للإنسانية وهو يسقط كل هذا السقوط الأخلاقي والقيمي ويضاعف جريمة الإبادة بجريمة نبش القبور والتنكيل بجثث الموتى وهياكلهم العظمية؟ وما رأي قيادات الدول الغربية التي لطالما تغنّت بـ«ديمقراطية» هذا الكيان وبأنه «زهرة» نبتت في رمال الشرق الأوسط؟
إنه السقوط الكامل للصهاينة وللغرب المنافق.. هذا الغرب الذي تعوّد على إعطاء الدروس لدول وشعوب العالم الثالث فإذا به يتحول إلى تلميذ فاشل في مدرسة الصهاينة التي لا تعترف إلا بالقتل والاجرام والعربدة والعبث بكل القوانين والقيم الكونية..
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك