مع الشروق .. المقاومة تتعافى عشيّة الذكرى الأولى للطّوفان

مع الشروق .. المقاومة تتعافى عشيّة الذكرى الأولى للطّوفان

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/10/05

عشيّة الذكرى الأولى لملحمة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية الباسلة في السابع من اكتوبر من العام الماضي ، يبدو أن محور المقاومة قد بدأ في  استعادة توازنه وعافيته في جبهات المقاومة سواء في لبنان أو غزة ،  وبات من الواضح أن هذه الجبهات المترابطة قد بدأت في تجاوز صدمة اغتيال الشهيد حسن نصر الله والعمليات الغادرة التي تعرض لها حزب الله بعد سلسلة التفجيرات التي استهدفت وسائل الاتصال الخاصة به والغارات التي أودت بحياة كوكبة من قادة المقاومة اللبنانية .
وبما أن شهر أكتوبر هو شهر الانتصارات بالنسبة للمقاومة وشهر الهزائم بالنسبة للكيان الصهيوني ، فإن مفتتح هذا الشهر كان حاسما وتلقّى فيه الكيان المحتل ضربة غير متوقّعة من ايران التي ردت بقوة على اغتيال نصر الله واسماعيل هنية ،  وألجمت الأفواه المشككة في دعمها الثابت لمحور المقاومة وتصديها المبدئي للكيان الصهيوني .
وكان الردّ الإيراني المفاجئ بمثابة جرعة أكسجين لقوى المقاومة، كما ألحق خسائر فادحة بالكيان المحتل، وفق اعترافات وسائل الإعلام العبرية. و بعد هذا الردّ، تحرك محور المقاومة بشكل منسق، مما أتاح لصواريخ المقاومة الوصول إلى تل أبيب وحيفا ومعظم المستوطنات ، و أدى كذلك إلى تكبد الاحتلال خسائر بشرية غير مسبوقة أثناء محاولته التوغل في جنوب لبنان. وقد اعترف كبار قادة الاحتلال بأن جيشهم قد غرق في الوحل اللبناني العميق والمعقّد بعد سقوط أكثر من 20 جنديا صهيونيا خلال محاولة الاجتياح البري . كما أن صدى الرد الايراني وصل ايضا الى قوى المقاومة في غزة التي تفاعلت مع تلك الخطوة بتنفيذ كمائن مميتة ضد جيش الاحتلال .
ويبدو أن شهر أكتوبر أصبح مثل اللعنة التي تطارد الكيان الصهيوني خاصة وأن يوم غد الأحد يصادف الذكرى الواحدة والخمسين لنصر أكتوبر يوم فاجأت الجيوش العربية الكيان الصهيوني و تحطمت خلالها أسطورة الجيش الذي لا يُقهر خلال سلسلة من المعارك عام  1973. وقد تمكنت آنذاك مصر وسوريا من شن حرب منسقة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، هدفها استعادة أراضي سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية المحتلة. و انتهت تلك المعارك بإعلان وقف إطلاق النار في 24 من الشهر ذاته، لتكون تلك اللحظات علامة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وبما أن هذا الشهر هو الأكثر بؤسا بالنسبة للصهاينة فإن حلفاء فلسطين والمقاومة في كل العالم سيحتفلون بعد غد الاثنين 7 أكتوبر  بالذكرى الأولى لملحمة طوفان الاقصى الذي تحطمت خلالها ايضا اسطورة الاستخبارات الصهيونية بعد ان نجحت المقاومة في ضرب جيش الاحتلال في عقر داره في نكسة لن تُمحى أبدا من بال الصهاينة رغم حجم الإبادة التي قاموا بها في غزة .
وفي المحصلة يبدو أن قدر المقاومة هو الانتصار رغم الخيبات والألم والتضحيات، بينما سيظل الكيان المحتل يعاني من الخسائر، وستظل لعنة الأرواح البريئة تلاحقه لان إرادة المقاومة وثباتها على المبدإ يجعلان من النصر أمرًا حتميّا، مهما كانت التحديات، في الوقت الذي يتجرع فيه الاحتلال عواقب أفعاله ومخططاته التي يرسمها المتطرف بنيامين نتنياهو الذي لا تزال شهيته مفتوحة لمزيد من الدماء.
ناجح بن جدو 
 

تعليقات الفيسبوك