مع الشروق : الشرق الأوسط أمام مفترق طرق خطير
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/27
تشير كل التطورات الأخيرة في المنطقة إلى أن المواجهة بين إيران والكيان الصهيوني لم تنتهِ بعد، وأن حرب الاثني عشر يوما التي اندلعت في جوان الماضي لم تكن سوى مقدمة لجولة ثانية أكثر حدة وأوسع نطاقا، فالتصريحات المتبادلة، والمناورات العسكرية المتصاعدة، والضغوط الأوروبية والأمريكية بشأن الملف النووي، كلها مؤشرات واضحة على أن معركة فاصلة تقترب.
الكيان الصهيوني الذي يواصل عربدته في المنطقة لم يُخفِ يوما رغبته في تقويض النظام الإيراني، بل إن رئيس أركان جيشه أعلن صراحة أن تلك الحرب لم تكن سوى «المرحلة الأولى». ومع ذلك، فشلت آلة الحرب الإسرائيلية، المدعومة أمريكيا، في شل القدرات الإيرانية، بل خرجت طهران اقوى لتؤكد أنها ما زالت تملك أوراق القوة، سواء في مجال الصواريخ الباليستية أو في موقعها الجيوسياسي الممتد من الخليج إلى شرق المتوسط.
وتعمل إيران على سد الثغرات التي كشفتها الحرب الأولى، عبر مناورات عسكرية واسعة وتجارب صاروخية جديدة، مؤكدة أنها مستعدة لرد أكثر حسما إذا تكرر العدوان. وفي الوقت نفسه، تدير طهران دبلوماسية صعبة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محاولة تجنب استغلال ملفها النووي ذريعة لضربة عسكرية جديدة. إلا أن ضغوط ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وسعيها لتفعيل آلية «سناب باك»، تعقّد المشهد وتدفع طهران إلى مواقف أكثر تشددا.
ولذلك تبدو المعادلةمعقّدة ، فإيران من جهة تراهن على التهدئة التكتيكية لتفادي العقوبات الأممية، لكنها في الوقت ذاته تُظهر استعدادا عسكريا لردع الكيان الصهيوني ، أما هذا الأخير، فإنه يواصل تحريض الداخل الإيراني، وفي الآن نفسه يكثف تدريباته على سيناريوهات حرب متعددة الجبهات تشمل ضربات من الشمال والجنوب، ومن اليمن والعراق وحتى من داخل إيران نفسها.
الولايات المتحدة تظل اللاعب الأكثر تأثيرا، فدعمها المفتوح للكيان الصهيوني وشراكتها المفضوحة في كل جرائمه يجعل أي مواجهة بين الطرفين مرشحة للاتساع إقليميا. ومع ذلك، يبقى موقف روسيا والصين عاملا موازنا، إذ ترفضان إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، لكن دعمهما لا يتجاوز التصريحات حتى الآن.
الخطر الأكبر أن تؤدي خطوات غير محسوبة، سواء من العواصم الأوروبية أو من تل أبيب، إلى نسف المسار الدبلوماسي وإشعال مواجهة جديدة قد تكون أطول وأشد دمارا. فإيران تلوّح بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا فُرضت عليها العقوبات مجددا، وهو قرار ستكون له تداعيات استراتيجية خطيرة.
اليوم يقف الشرق الأوسط أمام مفترق طرق خطير وخطير جدا ، فإما أن تفتح الدبلوماسية نافذة لخفض التوتر، أو أن يندفع الجميع نحو حرب إقليمية قد تغيّر موازين القوى في المنطقة لسنوات طويلة. وفي الحالتين، يبقى المؤكد أن الكيان الصهيوني لم يحقق ما أراده في حربه الأولى، وأن إيران لن تقبل بأن تكون ساحة مستباحة لعدوان متكرر...بهذا، فإن كل المؤشرات تدلّ على أن معركة فاصلة ومحورية وحاسمه تقترب، معركة ستحدد ليس فقط مستقبل إيران والكيان الصهيوني، بل ملامح النظام ا لإقليمي برمته.
ناجح بن جدو
تشير كل التطورات الأخيرة في المنطقة إلى أن المواجهة بين إيران والكيان الصهيوني لم تنتهِ بعد، وأن حرب الاثني عشر يوما التي اندلعت في جوان الماضي لم تكن سوى مقدمة لجولة ثانية أكثر حدة وأوسع نطاقا، فالتصريحات المتبادلة، والمناورات العسكرية المتصاعدة، والضغوط الأوروبية والأمريكية بشأن الملف النووي، كلها مؤشرات واضحة على أن معركة فاصلة تقترب.
الكيان الصهيوني الذي يواصل عربدته في المنطقة لم يُخفِ يوما رغبته في تقويض النظام الإيراني، بل إن رئيس أركان جيشه أعلن صراحة أن تلك الحرب لم تكن سوى «المرحلة الأولى». ومع ذلك، فشلت آلة الحرب الإسرائيلية، المدعومة أمريكيا، في شل القدرات الإيرانية، بل خرجت طهران اقوى لتؤكد أنها ما زالت تملك أوراق القوة، سواء في مجال الصواريخ الباليستية أو في موقعها الجيوسياسي الممتد من الخليج إلى شرق المتوسط.
وتعمل إيران على سد الثغرات التي كشفتها الحرب الأولى، عبر مناورات عسكرية واسعة وتجارب صاروخية جديدة، مؤكدة أنها مستعدة لرد أكثر حسما إذا تكرر العدوان. وفي الوقت نفسه، تدير طهران دبلوماسية صعبة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محاولة تجنب استغلال ملفها النووي ذريعة لضربة عسكرية جديدة. إلا أن ضغوط ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وسعيها لتفعيل آلية «سناب باك»، تعقّد المشهد وتدفع طهران إلى مواقف أكثر تشددا.
ولذلك تبدو المعادلةمعقّدة ، فإيران من جهة تراهن على التهدئة التكتيكية لتفادي العقوبات الأممية، لكنها في الوقت ذاته تُظهر استعدادا عسكريا لردع الكيان الصهيوني ، أما هذا الأخير، فإنه يواصل تحريض الداخل الإيراني، وفي الآن نفسه يكثف تدريباته على سيناريوهات حرب متعددة الجبهات تشمل ضربات من الشمال والجنوب، ومن اليمن والعراق وحتى من داخل إيران نفسها.
الولايات المتحدة تظل اللاعب الأكثر تأثيرا، فدعمها المفتوح للكيان الصهيوني وشراكتها المفضوحة في كل جرائمه يجعل أي مواجهة بين الطرفين مرشحة للاتساع إقليميا. ومع ذلك، يبقى موقف روسيا والصين عاملا موازنا، إذ ترفضان إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، لكن دعمهما لا يتجاوز التصريحات حتى الآن.
الخطر الأكبر أن تؤدي خطوات غير محسوبة، سواء من العواصم الأوروبية أو من تل أبيب، إلى نسف المسار الدبلوماسي وإشعال مواجهة جديدة قد تكون أطول وأشد دمارا. فإيران تلوّح بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا فُرضت عليها العقوبات مجددا، وهو قرار ستكون له تداعيات استراتيجية خطيرة.
اليوم يقف الشرق الأوسط أمام مفترق طرق خطير وخطير جدا ، فإما أن تفتح الدبلوماسية نافذة لخفض التوتر، أو أن يندفع الجميع نحو حرب إقليمية قد تغيّر موازين القوى في المنطقة لسنوات طويلة. وفي الحالتين، يبقى المؤكد أن الكيان الصهيوني لم يحقق ما أراده في حربه الأولى، وأن إيران لن تقبل بأن تكون ساحة مستباحة لعدوان متكرر...بهذا، فإن كل المؤشرات تدلّ على أن معركة فاصلة ومحورية وحاسمه تقترب، معركة ستحدد ليس فقط مستقبل إيران والكيان الصهيوني، بل ملامح النظام ا لإقليمي برمته.
ناجح بن جدو
