مع الشروق : اعتـــراف ماكـــــر  

مع الشروق : اعتـــراف ماكـــــر  

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/14

المبادرة الماكرونية، للاعتراف بدولة فلسطين، فيها من المكر والدهاء ما لا يخدم قضية فلسطين، خاصة أن ماكرون كان من أول الرؤساء الذين هرعوا إلى تل أبيب وأعلن وقوف فرنسا مع إسرائيل في كل ما تتخذه من إجراءات، وهذا يعني أن ماكرون هو شريك في كل ما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية إلى حد الآن، فيكف يتصدّر الدفاع عن حق فلسطيني وهو الداعم للاحتلال. 
الاعتراف بدولة فلسطين على اساس حل الدولتين ليس جديدا، فقد تم الاعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة من سبتمبر 2024  بـ146 صوتا أي أكثر بأربعة أصوات من تصويت سبتمبر 2025، ومع ذلك فإن خيبة ماكرون ليست في عدد المصوتين لأن القوة الفاعلة وهي واشنطن ترفض الاعتراف بدولة فلسطين والاحتلال أعلن أنه لن تقوم دولة فلسطينية، ولن تقوم عبر مسار سلام فاشل بدأ منذ العام 1993، ولن تقوم إلا بفعل مقاوم دائم حتى هزيمة الاحتلال هزيمة شاملة. 
المكر الماكروني تمكن من حصول تأييد 142 دولة التي صوتت على مشروع الاعتراف بدولة فلسطين، على إدانة الفعل المقاوم، وعلى تسريب مخططات تم الحديث عنها سابقا من خلال نشر قوات دولية أو على الأكثر عربية من محور التطبيع طبعا لإدارة غزة، وحتى هذه المخططات يرفضها الاحتلال رفضا قاطعا.  لهذا نقول إن ماكرون الغارق في أوحال الأزمة السياسية الفرنسية التي قد تطيح بعرشه قبل الأوان، لا يمكنه أن يكون صانع سلام دولي، لأنّه داعم للاحتلال بشكل واضح فعلا وقولا، ولأن الرجل ليس من طينة الزعماء السياسيين الفاعلين والمؤثرين حقيقة في الملفات الدولية، ولأن ماكرون أضعف فرنسا بسياساته التي يحتج عليها الشعب الفرنسي وأخرجها من دائرة القوى الدولية ذات الفاعلية. فضلا عن أنّ الاحتلال الصهيوني لا يعترف بأي قوة عربية يمكنها أن تجبره على الرضوخ للتفاوض فقد سبق أن ألقى كل المبادرات العربية للسلام في سلة المهملات بل إنه يعبر عن ندمه عن اتفاقيات أوسلو ويعتبرها خطأ لا يمكن العودة إليه، فكيف سيعود إلى حدود الرابع من جوان سنة 1967؟  ليس بالاستجداء تستردّ الحقوق، بل بالنضال المشروع ضد المستعمر، بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك النضال المسلّح.  
كمال بالهادي       
 

تعليقات الفيسبوك