مع الشروق : أشعلوا الأرض تحت أقدام المحتلّ 

مع الشروق : أشعلوا الأرض تحت أقدام المحتلّ 

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/08/10

صادقت الحكومة الإسرائيلية على احتلال مدينة غزة، وتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، وذلك في اجتماع الكابينيت الأمنيّ والسياسيّ، الذي امتدّ نحو 10 ساعات. القرار من وجهة نظر صهيونية يهدف إلى إنهاء حكم حركة حماس و طيّ صفحة المقاومة، وإيجاد بديل قيادي حاكم في القطاع المدمّر يكون على شاكلة أنظمة الحكم التي يقع إيجادها في رام الله أو دمشق أو بيروت وسمتها الكفر بفكرة المقاومة. 
يعتقد المحتل الإسرائيلي أنّ إعادة احتلال القطاع ومدينة غزة اساسا سيكون ضربة قاتلة لفصائل المقاومة حتى تستسلم وتخضع لقراره، غير أنّ هذا المحتل الغبي ينسى أنه كان في يوم ما وعلى مدى نحو ستة عقود يحتل نفس المكان، وكانت المقاومة تذيقه الويلات فلم يكن يملك غير الخروج منها في العام 2005، وهذا المحتل الغبي يتناسى أنّ اي احتلال ومهما كانت قوته غاشمة كان مصيره ترك الأرض لأصحابها ، لأن شرعية صاحب الحق و صاحب الأرض هي اقوى من كل شرعية أخرى. و نتنياهو مجرم الحرب ينسى أن كل حملاته العسكرية على القطاع منذ أكتوبر 2023 فشلت و غرقت في رمال القطاع المتحركة بالرغم من أنه جند أقوى و أعتى و حتى أقذر أجهزة المخابرات في العالم لتكون خادمة له في العدوان ومع ذلك فإنه لم يستطع أن يعيد صهيونيا واحدا من قبضة المقاومة إلاّ جثة هامدة أو محررا بشروط المقاومة و بعمليات استعراضية زادته إذلالا. 
يحاول العدو الصهيوني أن يصور عمليته الجديدة كونها فتحا لأبواب الجحيم في مسعى لتخويف الأهالي و شق الصف الفلسطيني الداخلي،وهو يريد أن يتغاضى عن أن أبواب الجحيم المفتوحة منذ السابع من أكتوبر و التي دعمها الرئيس الأمريكي ترامب، لم تعط اي نتيجة وعليه فإن الإيهام باحتلال قطاع غزة مجددا لن يكون إلا فرصة جديدة للمقاومة لتلقين العدو الصهيوني درسا في الصمود وفي الاستبسال في الدفاع عن الأرض. والآن ليس أمام فصائل المقاومة إلاّ الأسلوب الفيتنامي الذي أذل الأمريكي و دحره من أرضهم، بمعنى ليس أمام الفصائل سوى أن يحرقوا الأرض تحت أقدام جنود هولاكو،وجعلهم يألمون و ينزفون كما نزفت جراح الغزاويين. ليس أمام المقاومة إلاّ تشعل الأرض و السماء و حتى البحر في وجه هذا العدو الذي يرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية بشهادة المجتمع الدولي. 
كمال بالهادي    
 

تعليقات الفيسبوك