مع الشروق .. أخيرا... طي صفحة الحرب والاقتتال في ليبيا
تاريخ النشر : 08:00 - 2020/08/22
أخيرا، جاءتنا من ليبيا الشقيقة أخبار سارة تشي بقرب طي صفحة الحروب والاقتتال نهائيا.. وفتح صفحة جديدة من لسلام والوئام تمهيدا لبناء استقرار نهائي على أسس صلبة تعيد توحيد الدولة الليبية والشعب الليبي الذي عانى ويلات الانقسام ودفع فاتورة باهظة من دماء أبنائه ومن مقدراته.
فقد توافق جناحا السلطة في طرابلس وطبرق ممثلين في السيدين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي على وقف كلي وشامل لإطلاق النار وعلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس المقبل تفضي إلى انتخاب سلطات دائمة ومؤسسات قارة تقود الشعب الليبي وتطوي نهائيا صفحة التقسيم.
لقد بدا صراع الإخوة على امتداد الجغرافيا الليبية ولسنوات طويلة صراعا بلا نهاية... وكلما هبّت رياح الوئام بين الأشقاء تكالب الأعداء ونفخوا على البلاد عواصف الشقاق والاقتتال. وبالمحصلة خسر الشعب الليبي الآلاف من أبنائه بين قتلى وجرحى.. علاوة على مئات الاف النازحين والمهجرين ومليارات الدولارات التي ذهبت هباء والبنى التحتية والتجهيزات التي دمرت والتي سيضطر الشعب الليبي غدا حين تهدأ الأمور وتبدأ رحلة إعادة الإعمار إلى تعويضها من قوت وعرق أبنائه...
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن اقتتال «الأخوة الأعداء» فتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الإقليمية والدولية لتتحول الساحة الليبية إلى «ساحة عالمية» فيها تتصارع الدول الكبرى على ثروات ومقدرات ليبيا ـ وفيها يقرّر كبار العالم ما يصلح وما لا يصلح للشعب الليبي نيابة عنه وفي مساع مفضوحة لإطالة أمد الصراع إلى أقصى ما يمكن بغية استنزاف كل الأطراف وابتزاز الجميع ولهف المزيد من الأموال والثروات الليبية...
أكثر من هذا فإن صراع الأشقاء فتح الباب أمام الاستقواء بالأجنبي لينطّ الرئيس التركي إلى الساحة الليبية ويغرقها بآلاف المرتزقة من الإرهابيين الذين استجلبهم من سوريا إضافة إلى جنوده وخبراته وترسانته الحربية التي زرعها على الجغرافيا الليبية. ولولا الضغوط الإقليمية والدولية لمنع حرب سرت والجفرة لكانت ليبيا قد شهدت حريقا سوف يصعب إطفاؤه في أجل قريب، حريق قد يأكل أول ما يأكل وحدة ليبيا وقد يفضي إلى تقسيمها وفقا لمخطط «التقسيم وإعادة التشكيل» الذي حط بكلكله على منطقتنا العربية في مسعى معلن لإقامة ما سمي «الشرق الأوسط الجديد» الذي تفتت فيه دولنا إلى كيانات عرقية ومذهبية وطائفية صغيرة وضعيفة وتكون فيه الكلمة العليا للكيان الصهيوني...
لكل هذا فإن توافق طرفي السلطة على وقف إطلاق النار وعلى التوجه صوب إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يعد خطوة أولى حاسمة على طريق طي صفحة الصراع والاقتتال والتوجه نحو حل سياسي تكون فيه الكلمة الأولى والأخيرة للشعب الليبي من خلال انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة ونزيهة بعيدا عن حسابات أمراء الحرب ومن يقف وراءهم من قوى إقليمية ودولية.
إن اهتداء فرقاء الأزمة الليبية إلى طريق الحل السلمي وإنصاتهم أخيرا إلى لغة العقل لا يمكن إلا أن يثلج صدور جيران ليبيا وأشقاء الشعب الليبي في دول الجوار... أولا لأنه يزيح عن صدور أبناء ليبيا تبعات صراع دام ومدمّر ويعيد لهم الأمن والاستقرار. وثانيا لأنه يريح دول الجوار من بؤرة توتّر هي عبارة عن قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي اتجاه بفعل آلاف الإرهابيين الذين استجلبهم أردوغان إلى الساحة الليبية... والذين سيكون لزاما في إطار الحل الشامل إعادتهم من حيث أتوا وإبعاد شرورهم عن المنطقة المغاربية بأكملها.
عبد الحميد الرياحي
أخيرا، جاءتنا من ليبيا الشقيقة أخبار سارة تشي بقرب طي صفحة الحروب والاقتتال نهائيا.. وفتح صفحة جديدة من لسلام والوئام تمهيدا لبناء استقرار نهائي على أسس صلبة تعيد توحيد الدولة الليبية والشعب الليبي الذي عانى ويلات الانقسام ودفع فاتورة باهظة من دماء أبنائه ومن مقدراته.
فقد توافق جناحا السلطة في طرابلس وطبرق ممثلين في السيدين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي على وقف كلي وشامل لإطلاق النار وعلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس المقبل تفضي إلى انتخاب سلطات دائمة ومؤسسات قارة تقود الشعب الليبي وتطوي نهائيا صفحة التقسيم.
لقد بدا صراع الإخوة على امتداد الجغرافيا الليبية ولسنوات طويلة صراعا بلا نهاية... وكلما هبّت رياح الوئام بين الأشقاء تكالب الأعداء ونفخوا على البلاد عواصف الشقاق والاقتتال. وبالمحصلة خسر الشعب الليبي الآلاف من أبنائه بين قتلى وجرحى.. علاوة على مئات الاف النازحين والمهجرين ومليارات الدولارات التي ذهبت هباء والبنى التحتية والتجهيزات التي دمرت والتي سيضطر الشعب الليبي غدا حين تهدأ الأمور وتبدأ رحلة إعادة الإعمار إلى تعويضها من قوت وعرق أبنائه...
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن اقتتال «الأخوة الأعداء» فتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الإقليمية والدولية لتتحول الساحة الليبية إلى «ساحة عالمية» فيها تتصارع الدول الكبرى على ثروات ومقدرات ليبيا ـ وفيها يقرّر كبار العالم ما يصلح وما لا يصلح للشعب الليبي نيابة عنه وفي مساع مفضوحة لإطالة أمد الصراع إلى أقصى ما يمكن بغية استنزاف كل الأطراف وابتزاز الجميع ولهف المزيد من الأموال والثروات الليبية...
أكثر من هذا فإن صراع الأشقاء فتح الباب أمام الاستقواء بالأجنبي لينطّ الرئيس التركي إلى الساحة الليبية ويغرقها بآلاف المرتزقة من الإرهابيين الذين استجلبهم من سوريا إضافة إلى جنوده وخبراته وترسانته الحربية التي زرعها على الجغرافيا الليبية. ولولا الضغوط الإقليمية والدولية لمنع حرب سرت والجفرة لكانت ليبيا قد شهدت حريقا سوف يصعب إطفاؤه في أجل قريب، حريق قد يأكل أول ما يأكل وحدة ليبيا وقد يفضي إلى تقسيمها وفقا لمخطط «التقسيم وإعادة التشكيل» الذي حط بكلكله على منطقتنا العربية في مسعى معلن لإقامة ما سمي «الشرق الأوسط الجديد» الذي تفتت فيه دولنا إلى كيانات عرقية ومذهبية وطائفية صغيرة وضعيفة وتكون فيه الكلمة العليا للكيان الصهيوني...
لكل هذا فإن توافق طرفي السلطة على وقف إطلاق النار وعلى التوجه صوب إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يعد خطوة أولى حاسمة على طريق طي صفحة الصراع والاقتتال والتوجه نحو حل سياسي تكون فيه الكلمة الأولى والأخيرة للشعب الليبي من خلال انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة ونزيهة بعيدا عن حسابات أمراء الحرب ومن يقف وراءهم من قوى إقليمية ودولية.
إن اهتداء فرقاء الأزمة الليبية إلى طريق الحل السلمي وإنصاتهم أخيرا إلى لغة العقل لا يمكن إلا أن يثلج صدور جيران ليبيا وأشقاء الشعب الليبي في دول الجوار... أولا لأنه يزيح عن صدور أبناء ليبيا تبعات صراع دام ومدمّر ويعيد لهم الأمن والاستقرار. وثانيا لأنه يريح دول الجوار من بؤرة توتّر هي عبارة عن قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي اتجاه بفعل آلاف الإرهابيين الذين استجلبهم أردوغان إلى الساحة الليبية... والذين سيكون لزاما في إطار الحل الشامل إعادتهم من حيث أتوا وإبعاد شرورهم عن المنطقة المغاربية بأكملها.
عبد الحميد الرياحي