مع الشروق..رسائل الشهيد محمد صلاح ... وأكاذيب الصهاينة

مع الشروق..رسائل الشهيد محمد صلاح ... وأكاذيب الصهاينة

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/06/08

قبل أيام قليلة ركزت التقارير العبرية والمحللون الصهاينة على ما اعتبروه تغييرات إيجابية في النظرة المصرية والعربية لكيان الاحتلال الاسرائيلي ، معتبرين ان المناهج التعليمية والمراجع الدراسية في مصر تتجه نحو تخفيف العداء  تجاه كيان الاحتلال.
لكن هذا الاحتفاء الصهيوني لم يدم طويلا، حيث جاءت عملية الحدود المصرية التي نفذها المجند الشهيد محمد صلاح وقتل خلالها 3 جنود لتقلب الموازين وتدفع الصهاينة الى التمعّن جيدا في طبيعة العلاقات الصهيونية - المصرية.
فعملية الشهيد محمد صلاح على حدود مصر التي لاقت إشادة شعبية واسعة من قبل الجماهير العربية والمصرية، كانت صفعة قوية وجديدة بوجه المهللين بالتطبيع والدافعين نحو تبييض الارهاب الاسرائيلي ودمج هذا الكيان في المنطقة العربية متناسين جرائمه النكراء بحق الشعب الفلسطيني طوال العقود الماضية.
الشهيد محمد صلاح ذلك المجنّد المصري الذي قدّم نفسه فداء للقضية الفلسطينية قصد اذلال الاحتلال الاسرائيلي، بات رمزا عربيا وحمل رسائل عديدة كتبها بدمائه الزكيّة مفادها انه لا سلام مع مغتصبي الأراضي الفلسطينية وقاتلي اطفال غزة.
رسالة الشهيد صلاح الدين كانت واضحة ومضمونة الوصول، سواء للشعوب العربية المطالبة بالتحرك بكل قوة لوقف غطرسة الاحتلال ضد فلسطين ، وايضا رسالة للصهاينة مفادها ان امّتنا العربية متمسكة  بقضيتها المركزية الاولى فلسطين و وقادرة ايضا على اذلال العدو وكسر شوكته بأبسط الادوات.
كل هذه الرسائل ساقها الشهيد محمد صلاح بكل ذكاء ودقة ولم يترك للصهاينة مجالا للمناورة ونسج الاكاذيب والبكائيات المعتادة ، فالشهيد لم يقتل المدنيين بل نفّذ عملية عسكرية مكتملة الاركان ومخطط لها مسبقا ونجح في اختراق حواجز العدو الامنية المراقبة بالكاميرات والمحمية بالأسلاك الشائكة ، محدثا بذلك صفعة قوية لجنرالات الاحتلال الذين صعقوا بهذا العمل العسكري البطولي .
فالصهاينة متعوّدون على قتل المدنيين واغتيال الاطفال والنساء على غرار اغتيال الطفل الفلسطيني محمد التميمي الذي لم يتجاوز عمره عامين قبل يومين. لكن امام  خداع الصهاينة وجرائمهم تفاجأوا بمجند بطل يحمل سلاحه ويردي جنودهم قتلى في عملية فدائية استهدفت المؤسسة العسكرية رأسا بعيدا عن مزاعم الارهاب وتعلاّت قتل المدنيين.
مقصد الشهيد هنا كان واضحا واثبت للصهاينة ان المقاومة لها اصولها وثوابتها وان تنفيذ اعمال المقاومة يتطلب التحلي بالقدر الاكبر من الانسانية والنخوة والرجولة عوض الغدر وقتل الاطفال و النساء والشيوخ والتنكيل بالمدنيين وتدنيس الاماكن المقدسة وتعذيب المساجين داخل المعتقلات . كل هذه العبر حتما سوف تصل الى جنرالات الاحتلال الغارقين في دماء الشعب الفلسطيني .
ومن خلال تحليلات الصهاينة واعترافاتهم نجد اقرارا صريحا لديهم بأن عملية الشهيد محمد صلاح على حدود مصر قد احدثت رعبا امنيا وزلزالا سياسيا وقد تكون تداعيات هذه العملية كبيرة على مستقبل هذا الكيان المحتل . فأسطورة جيش الاحتلال الذي لا يهزم انكسرت مجددا على حدود مصر ، ورغم التحصينات والتجهيزات المتطورة  اثبتت  العملية ان بيت الاحتلال اهون من بيت العنكبوت.
هذا اضافة الى الأذى النفسي الذي سيظل عالقا في مخيلة الجنود الصهاينة وبقية المستوطنين الذين اطلقوا صيحة فزع خوفا من انتقام المقاومة  والسير على نهج الشهيد محمد صلاح وبقية المقاومين المرابطين سواء في لبنان او سوريا أو غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك