مع الشروق...حملـة باهتـة ونفور كبير

مع الشروق...حملـة باهتـة ونفور كبير

تاريخ النشر : 08:02 - 2022/12/01

أسبوع تقريبا مر على انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها،  ولا شيء يوحي في الفضاء العام بأن هناك تنافسا انتخابيا من أجل برلمان جديد يعوض سلفه الذي تم حله من رئيس الدولة قبل سنة ونصف بعدما ترك صورة سيئة للمؤسسة التشريعية لدى غالبية التونسيين . 


برلمان عجز عن القيام بدوره التشريعي والسياسي ، وتحوّل الى حلبة تشنج وصراع وعنف ، انتقلت عدواها الى الشارع ، الذي هزته الانقسامات ولم يخل من العنف ومن تعبيرات الاقصاء ورفض الآخر المختلف والرغبة في إستئصاله من المشهد  . 
واذا كانت أصوات كثيرة ارتفعت مطالبة بحلّه، فإننا لم نلمس حماسة مماثلة لانتخاب برلمان جديد ، رغم تغيير القانون الانتخابي والتخلّص من مظاهر أجمع كل الفاعلين السياسيين على إفسادها للانتخابات ، كأداة لتحقيق الديمقراطية، ومنها المال السياسي الفاسد وصعود بعض النواب دون قاعدة جماهيرية بفضل طريقة أكبر البقايا التي أنتجت برلمانا فسيفسائيا يعسر فيه الوصول الى الأغلبية المطلوبة . 


واذا كان صحيحا أن الحملة الانتخابية الحالية تتم في أجواء باردة وبلا روح في كل الدوائر داخل الجمهورية وخارجها،  فإن ذلك لا يعود أساسا  الى حملة المقاطعة التي قامت بها عديد الأحزاب المعارضة ولا الى محتويات القانون الانتخابي الجديد بل أن هناك عدة أسباب وعوامل فرضت هذا الواقع الجديد المخالف حقيقة للمحطات الانتخابية السابقة ، سواء تلك التي جرت قبل الثورة وبعدها ، لأن بلادنا تشهد لأول مرة انتخابات على الأفراد وفي دورتين وهو نظام انتخابي لم تعرفه تونس منذ الاستقلال .


ويمكن تفسير ضعف الاهتمام بالحملة الانتخابية بنفور التونسيين من الشأن العام وكل ماهو رسمي في البلاد ، نتيجة الخيبة الكبرى التي عاشوها بعد 2011 وزيف الوعود والأحلام التي ذهبت هباء منثورا . 


ويضاف الى خيبة الأمل في حكومات العشرية السابقة ما يعيشه المواطنون مع السلطة الحالية التي أساءت ادارة الأزمة، ولم تجد حلولا لارتفاع الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية ولندرة وفقدان عديد المواد الأساسية ، وهي ظروف جعلت التونسي يعطي الأولوية لتوفير القوت ويدير بظهره للانتخابات وما ستفرزه . 


الصعوبات المالية انعكست على المترشحين وأغلبهم من صغار الموظفين الذين لم يقدروا على توفير التمويلات لأنشطتهم الدعائية ، من عقد الاجتماعات والصاق الصور والبرامج ، خاصة وأن القانون الجديد منع حتى الأحزاب من تمويل مرشحيها . 
واذا كانت الحملة الانتخابية فاقدة للتوهج وأجواء التنافس فإن هذا المناخ سيتواصل الى يوم الاقتراع اذ تشير كل التوقعات الى أن نسبة التصويت ستكون ضعيفة جدا ، وهي حالة ما انفكت تتوسّع منذ انتخابات 2014 .


نجم الدين العكّاري 

تعليقات الفيسبوك