مع الشروق .. هل يمتلك ترامب القدرة على إنهاء الحرب في المنطقة؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/11/09
بعد أكثر من عام على بداية العدوان الصهيوني على غزة، وتدحرج الصراع ليأخذ أبعادًا إقليمية أوسع، أصبح المشهد أكثر تعقيدًا من مجرد نزاع يمكن أن ينتهي برغبة فردية، حتى وإن كانت تلك الرغبة تأتي من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. فقد تجاوز الصراع الحالي حدود الإرادة السياسية لرئيس دولة واحدة، وأصبح يتطلب تفاهمات متعددة الأطراف، خاصة في ظل الأضرار الهائلة التي لحقت بقطاع غزة وجنوب لبنان.
في هذه الأوضاع الملتهبة، بات السؤال المطروح: هل بإمكان ترامب الضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لوقف الحرب في وقت باتت فيه المنطقة على شفا صراع أوسع؟ وهل يستطيع إجباره على سحب قواته من قطاع غزة وجنوب لبنان، مما يعني زلزالًا سياسيًا داخل الكيان المحتل، قد يفضي إلى انهيار الحكومة الإسرائيلية الائتلافية وتداعيات سياسية خطيرة على المشروع الإسرائيلي في المنطقة؟
إضافة إلى هذا التحدي، هناك أطراف أخرى يجب التفاوض معها لإقناعها بوقف الحرب، وتحديدًا المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، التي لن تتنازل عن شروطها المتعلقة بخروج قوات الاحتلال من جميع أراضي غزة، وعودة النازحين، ورفع الحصار عن القطاع. فالمقاومة لن تتراجع عن مطالبها التي أعلنت عنها منذ بداية المسار التفاوضي، وأكدتها الأسبوع الماضي.
لكن حماس ليست الجهة الوحيدة التي تقرّر وقف الحرب والعدوان، فهناك أيضًا جبهة ملتهبة في جنوب لبنان. ولن يكون من السهل على ترامب ومساعديه إقناع حزب الله بوقف الحرب دون أن يحقق شروطه التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما يحدث في غزة.
كما سيواجه ترامب تحديًا آخر في الساحة اليمنية، حيث لن تقبل حركة أنصار الله بوقف هجماتها المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني أو رفع الحصار البحري دون تحقيق شروطها المتمثلة أساسًا في وقف العدوان على غزة ولبنان. وبالطبع، اضافة الى هذه التحديات، سيجد ترامب نفسه مضطراً للتحرك على جبهات أخرى، مثل العراق وسوريا، لتخفيف التوترات في المنطقة قبل أن تتوسّع الحرب.
ومع تعقيد الوضع في غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق، سيكون على الرئيس الأمريكي الجديد العمل على إشراك العديد من الأطراف لوقف التصعيد. وهذا يعني أن ترامب سيحتاج إلى مساعدة دول مثل مصر والسعودية وإيران للتوصل إلى معادلة تخفّض التوترات في المنطقة.
كل هذا يوضّح أن قرار وقف الحرب ليس مسألة رغبة فردية بل عملية شاقة تتطلب مفاوضات معقدة. ولا يمكن لأي عاقل أن يتوقع أن تكون حرب غزة أو الحرب الإقليمية قد انتهت بتوجيه من ترامب وحده، أو باستخدام عصاه السحرية، كما لو كان بإمكانه إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أربع سنوات حين كان رئيسًا للولايات المتحدة.
أما اليوم التالي للحرب، فإنه لا يقل تعقيدًا وخطورة عن الحرب نفسها. فهو يتطلب معالجة شاملة للتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكافة الأطراف المعنية. أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فمن غير المرجح أن يقبل ترامب بحل الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس. فبعد أن رفع سقف التوقعات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم دعمه لضم أراضٍ جديدة للاحتلال، من المستبعد أن يغير سياسته تجاه هذا الملف، خاصة إذا لم يواجه مقاومة حقيقية من الجانب العربي أو الفلسطيني.
وما يجب التأكيد عليه في نهاية المطاف هو أن الحرب لن تنتهي بمجرد إرادة فردية، سواء كانت من ترامب أو غيره لان إنهاء الصراع يتطلب صياغة حل شامل وعادل لا يمكن أن يكون أقل من إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وإذا لم يتحقق ذلك، فإن المقاومة، بشتى أشكالها، هي التي ستكتب النهاية، وستحقق ما عجزت المفاوضات عن تحقيقه طوال العقود الماضية.
ناجح بن جدو
بعد أكثر من عام على بداية العدوان الصهيوني على غزة، وتدحرج الصراع ليأخذ أبعادًا إقليمية أوسع، أصبح المشهد أكثر تعقيدًا من مجرد نزاع يمكن أن ينتهي برغبة فردية، حتى وإن كانت تلك الرغبة تأتي من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. فقد تجاوز الصراع الحالي حدود الإرادة السياسية لرئيس دولة واحدة، وأصبح يتطلب تفاهمات متعددة الأطراف، خاصة في ظل الأضرار الهائلة التي لحقت بقطاع غزة وجنوب لبنان.
في هذه الأوضاع الملتهبة، بات السؤال المطروح: هل بإمكان ترامب الضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لوقف الحرب في وقت باتت فيه المنطقة على شفا صراع أوسع؟ وهل يستطيع إجباره على سحب قواته من قطاع غزة وجنوب لبنان، مما يعني زلزالًا سياسيًا داخل الكيان المحتل، قد يفضي إلى انهيار الحكومة الإسرائيلية الائتلافية وتداعيات سياسية خطيرة على المشروع الإسرائيلي في المنطقة؟
إضافة إلى هذا التحدي، هناك أطراف أخرى يجب التفاوض معها لإقناعها بوقف الحرب، وتحديدًا المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، التي لن تتنازل عن شروطها المتعلقة بخروج قوات الاحتلال من جميع أراضي غزة، وعودة النازحين، ورفع الحصار عن القطاع. فالمقاومة لن تتراجع عن مطالبها التي أعلنت عنها منذ بداية المسار التفاوضي، وأكدتها الأسبوع الماضي.
لكن حماس ليست الجهة الوحيدة التي تقرّر وقف الحرب والعدوان، فهناك أيضًا جبهة ملتهبة في جنوب لبنان. ولن يكون من السهل على ترامب ومساعديه إقناع حزب الله بوقف الحرب دون أن يحقق شروطه التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما يحدث في غزة.
كما سيواجه ترامب تحديًا آخر في الساحة اليمنية، حيث لن تقبل حركة أنصار الله بوقف هجماتها المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني أو رفع الحصار البحري دون تحقيق شروطها المتمثلة أساسًا في وقف العدوان على غزة ولبنان. وبالطبع، اضافة الى هذه التحديات، سيجد ترامب نفسه مضطراً للتحرك على جبهات أخرى، مثل العراق وسوريا، لتخفيف التوترات في المنطقة قبل أن تتوسّع الحرب.
ومع تعقيد الوضع في غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق، سيكون على الرئيس الأمريكي الجديد العمل على إشراك العديد من الأطراف لوقف التصعيد. وهذا يعني أن ترامب سيحتاج إلى مساعدة دول مثل مصر والسعودية وإيران للتوصل إلى معادلة تخفّض التوترات في المنطقة.
كل هذا يوضّح أن قرار وقف الحرب ليس مسألة رغبة فردية بل عملية شاقة تتطلب مفاوضات معقدة. ولا يمكن لأي عاقل أن يتوقع أن تكون حرب غزة أو الحرب الإقليمية قد انتهت بتوجيه من ترامب وحده، أو باستخدام عصاه السحرية، كما لو كان بإمكانه إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أربع سنوات حين كان رئيسًا للولايات المتحدة.
أما اليوم التالي للحرب، فإنه لا يقل تعقيدًا وخطورة عن الحرب نفسها. فهو يتطلب معالجة شاملة للتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكافة الأطراف المعنية. أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فمن غير المرجح أن يقبل ترامب بحل الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس. فبعد أن رفع سقف التوقعات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم دعمه لضم أراضٍ جديدة للاحتلال، من المستبعد أن يغير سياسته تجاه هذا الملف، خاصة إذا لم يواجه مقاومة حقيقية من الجانب العربي أو الفلسطيني.
وما يجب التأكيد عليه في نهاية المطاف هو أن الحرب لن تنتهي بمجرد إرادة فردية، سواء كانت من ترامب أو غيره لان إنهاء الصراع يتطلب صياغة حل شامل وعادل لا يمكن أن يكون أقل من إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وإذا لم يتحقق ذلك، فإن المقاومة، بشتى أشكالها، هي التي ستكتب النهاية، وستحقق ما عجزت المفاوضات عن تحقيقه طوال العقود الماضية.
ناجح بن جدو