مع الشروق .. عندما يحرّك صمود غزّة ضمير العالـم !

مع الشروق .. عندما يحرّك صمود غزّة ضمير العالـم !

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/05/25

يوما بعد آخر تتزايد عزلة الكيان الصهيوني وداعميه بعد الفشل في احتواء تداعيات طوفان الأقصى الذي جرف معه صورة هذا الكيان القائم على القتل والإجرام والتوسع ، ولم تفلح أمريكا في صد التحولات الدولية الكبرى التي أحدثتها مشاهد المجازر المتواصلة في غزة منذ 8 أشهر .
فأمريكا وهي الشريك الرئيسي للصهاينة في هذه الحرب المروّعة التي لم يشهد لها العصر الحديث مثيلا ، استنفذت كل مخزونها الاستراتيجي لدعم جرائم الاحتلال سواء العسكري أو الدبلوماسي أو السياسي أو الاقتصادي أو الإعلامي ، ولم يفلح كل ذلك الدعم في فرملة تداعيات طوفان الأقصى الذي أحدث زلزالا عالميا وصل مداه إلى كل عواصم العالم وكل الجامعات والحكومات وحتى إلى أروقة الأمم المتحدة ، ضاربا معه صورة اسرائيل التي كانت تفعل ما تريد وتقتل وتبيد تحت حجة محاربة الإرهاب وتحت حماية الردع الأمريكي ..
العالم يشهد اليوم تغييرات جذرية توحي بأن ضمير الأمم قد بدأ رسميا في الاستفاقة رغم تأخرها، وبدأت الهيئات الدولية في تعديل بوصلتها نحو الحق الفلسطيني الواضح. فقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الصادر أمس والذي أمر الاحتلال الإسرائيلي بوقف هجومه العسكري على رفح في جنوب قطاع غزّة بشكل فوري ، يشكل بارقة أمل جديدة ويؤكد أن هياكل الهيئات الدولية قد بدأت تتعافى من سيطرة اللوبي الصهيوني الذي استطاع تغييب الحقيقة وإنكار الحق الفلسطيني طوال العقود الماضية . ورغم أهمية هذا القرار الصادر من محكمة العدل الدولية إلا أن الأهمية تكمن أيضا في الضغط على الكيان الصهيوني للالتزام بهذا القرار وترجمته  بشكل جاد على أرض الواقع لإجبار الاحتلال على وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ السابع من أكتوبر .
وقبل هذا القرار الذي شكّل صفعة جديدة للكيان المحتل ، كانت محكمة الجنايات الدولية هي الأخرى قد تحررت من قيود اللوبي الأمريكي الصهيوني وأصدرت قرارا تاريخيا بعد مطالبتها بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الصهيوني ووزير دفاعه المجرم غالانت ، وهو قرار وضع قادة الكيان على فوهة بركان وفضح إجرامهم أمام العالم بأسره وسيكون له بطبيعة الحال تداعياته القاتلة على مستقبل هذا الكيان الذي يقوده مجموعة من مجرمي الحرب تسببوا في استشهاد 36 ألف مواطن بريء في غزة أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال.
النقطة الأخرى الأكثر أهمية التي تؤكد وجود تغييرات كبرى هي موجة الاعتراف الأوروبي بفلسطين والتي ستقود إلى تحول في نظرة العالم للقضية الفلسطينية العادلة التي لم تعد مجرد نزاع بل أصبحت قضية مقاومة للاستعمار وفق القانون الدولي الذي ينص على حق الشعوب في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة ..
هذه الانتصارات على الصعيد الدولي وتصاعد التعاطف والتأييد الشعبي والرسمي مع فلسطين والمقاومة؛ لم تكن محض صدفة ، بل هي ثمرة تضحيات جسام قدمتها المقاومة طوال الأشهر الماضية بعد أن تمكنت من تقديم آداء أسطوري وبطولي كبّد الكيان خسائر فادحة مع وصول قناعة راسخة لدى المحتل وداعميه بأن القضاء على المقاومة مستحيل ... كل ذلك قاد إلى قلب الموازين الدولية وكشف الوجه القبيح للاحتلال الاسرائيلي وحوّله إلى كيان معزول وملاحق أمام المحاكم الدولية   والهيئات الأممية ...
ناجح بن جدو  
 

تعليقات الفيسبوك