مع الشروق : سلاح المقاومة... عصيّ على المحتل
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/12/10
في الوقت الذي تواصل فيه آلة الإبادة الصهيونية استهداف الفلسطينيين رغم اتفاق وقف إطلاق النار.. وفي الوقت الذي تدخل فيه المساعدات إلى القطاع على طريقة ـ قطرة، قطرة ـ بما لا يشبع من جوع ولا يعالج من أمراض ولا يسُدّ لائحة النقائص التي يعاني منها أكثر من مليوني مواطن.. في هذا الوقت يستعجل رئيس وزراء الكيان الصهيوني الدخول في المرحلة الثانية لاتفاق وقف اطلاق النار.. لماذا يقفز نتنياهو على معاناة الفلسطينيين ويهرول باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية للاتفاق؟
الجواب سهل وبسيط. فهو لا يروم توطيد أسس وقف اطلاق النار بما يساعد على المضي قدما في ارساء السلام الشامل في القطاع. وهو لا يريد انهاء إبادة أبناء القطاع ولا إنهاء معاناتهم مع الجوع والمرض ومع الظروف القاسية التي يكابدونها في الخيام بسبب موجة البرد والأمطار. وهو لا يريد بناء حدّ أدنى من مقومات الثقة التي يمكن البناء عليها للاتجاه صوب الحل النهائي الذي يضمن قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفقا لقرارات الشرعية الدولية ووفقا لطموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة.. لا شيء من كل هذا يجول في بال نتنياهو ولو بصفة عرضية عابرة، لأنه باختصار يستعجل دخول المرحلة الثانية للاتفاق بغية المرور إلى مرحلة تجريد حركة حماس وفصائل المقاومة من سلاحها وهو ما سيفتح له الباب بالكامل أمام استكمال مخططاته لتهجير سكّان القطاع وتسليمه شاغرا إلى حليفه ترامب ليمضي في انجاز مخطط تحويل غزة إلى «ريفييرا» تستقطب كل أثرياء العالم.. وبذلك يحصل بـ«قوة السلام» على ما عجز عن تحقيقه بـ«قوة السلاح وبغطرسة القوة».
فسلاح المقاومة وتفكيك بنية حركة حماس الهيكلية وتصفية كامل فصائل المقاومة كان إلى جانب استرجاع الأسرى (الذين استردهم ترامب بالمخاتلة وباتفاق أعرج) كان أحد الأهداف الرئيسية للعدوان الصهيوني الشامل على القطاع.. هذا العدوان الذي استمر لسنتين بالتمام والكمال ولم يستثن بشرا ولا شجرا ولا حجرا وحصد أرواح عشرات آلاف البشر وخلّف عشرات آلاف الجرحى والمصابين ودمّر دور السكن والعبادة والمستشفيات بالكامل تقريبا ليقضي على كل أسباب الحياة في القطاع.. لكن هذا العدوان ولئن قتل وأباد ودمّر وشرّد فإنه خسر المنازلة في ميدان حرب الارادات.. وخسر المنازلة في ميدان كسر روح المقاومة وتجريدها من سلاحها وتفكيك بنيتها. ليبقى سلاح المقاومة بمثابة الشوكة في حلق الاحتلال وبمثابة حجر العثرة الذي يعيق تقدم المشروع الصهيوني ـ الأمريكي للمنطقة بما فيه من ترتيبات يقع قطاع غزة في صلبها. وهو ما يجعل نتنياهو يفقد صبره ويستعجل علنا دخول المرحلة الثانية للاتفاق لتحقيق هدف تجريد ـ حماس ـ من سلاحها إما طوعا كما ينص عليه الاتفاق وإما كرها كما لوّح بذلك في آخر ظهور له أول أمس.
لكن نتنياهو ينسى أن المقاومة التي لم ترضخ أمام جبروت آلته الحربية وهي تصبّ حممها على القطاع طيلة سنتين كاملتين ولم تمكنه من تحقيق الأهداف المعلنة لحربه الظالمة ومن ضمنها تدمير حركة حماس وتجريدها من سلاحها لن يخيفها خطاب التهديد والترهيب الذي يلجأ إليه بغية تحقيق ما عجز عن تحقيقه بقوة الحديد والنار.. كما ينسى أن الاتفاق هو حزمة كاملة من البنود والاستحقاقات وليس من حقه التعامل معه بانتقائية فيطبق ما يلائم مصالحه وأطماعه وأهدافه ويتجاهل ما يخدم مصالح الطرف الفلسطيني ولو في الحدود الدنيا التي ضمنها اتفاق وفق اطلاق النار.. لذلك فهو يلعب بأوراق مكشوفة ولن يخدع رجال المقاومة لا في غزة ولا في لبنان حيث يضغط ويتحايل ويهدد ويرهب بغية تجريد ـ حزب الله ـ من سلاحه. وما لم يرضخ لاستحقاقات السلام العادل والمتكافئ فإنه سيظل يطارد السراب والأوهام..
فقد جرّب رجال الله في غزة وفي لبنان وخبر صلابة إرادتهم واقتدارهم في ميادين النزال وقدرتهم على الصمود في وجه مخططاته واجهاض كل مشاريعه التوسعية رغم حجم التضحيات وثقل ضريبة الدم المقدمة. ومن غزة إلى لبنان لن يحصل نتنياهو بالمخاتلة والخداع على ما لم يحصل عليه بالحرب والعدوان.
عبد الحميد الرياحي
في الوقت الذي تواصل فيه آلة الإبادة الصهيونية استهداف الفلسطينيين رغم اتفاق وقف إطلاق النار.. وفي الوقت الذي تدخل فيه المساعدات إلى القطاع على طريقة ـ قطرة، قطرة ـ بما لا يشبع من جوع ولا يعالج من أمراض ولا يسُدّ لائحة النقائص التي يعاني منها أكثر من مليوني مواطن.. في هذا الوقت يستعجل رئيس وزراء الكيان الصهيوني الدخول في المرحلة الثانية لاتفاق وقف اطلاق النار.. لماذا يقفز نتنياهو على معاناة الفلسطينيين ويهرول باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية للاتفاق؟
الجواب سهل وبسيط. فهو لا يروم توطيد أسس وقف اطلاق النار بما يساعد على المضي قدما في ارساء السلام الشامل في القطاع. وهو لا يريد انهاء إبادة أبناء القطاع ولا إنهاء معاناتهم مع الجوع والمرض ومع الظروف القاسية التي يكابدونها في الخيام بسبب موجة البرد والأمطار. وهو لا يريد بناء حدّ أدنى من مقومات الثقة التي يمكن البناء عليها للاتجاه صوب الحل النهائي الذي يضمن قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفقا لقرارات الشرعية الدولية ووفقا لطموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة.. لا شيء من كل هذا يجول في بال نتنياهو ولو بصفة عرضية عابرة، لأنه باختصار يستعجل دخول المرحلة الثانية للاتفاق بغية المرور إلى مرحلة تجريد حركة حماس وفصائل المقاومة من سلاحها وهو ما سيفتح له الباب بالكامل أمام استكمال مخططاته لتهجير سكّان القطاع وتسليمه شاغرا إلى حليفه ترامب ليمضي في انجاز مخطط تحويل غزة إلى «ريفييرا» تستقطب كل أثرياء العالم.. وبذلك يحصل بـ«قوة السلام» على ما عجز عن تحقيقه بـ«قوة السلاح وبغطرسة القوة».
فسلاح المقاومة وتفكيك بنية حركة حماس الهيكلية وتصفية كامل فصائل المقاومة كان إلى جانب استرجاع الأسرى (الذين استردهم ترامب بالمخاتلة وباتفاق أعرج) كان أحد الأهداف الرئيسية للعدوان الصهيوني الشامل على القطاع.. هذا العدوان الذي استمر لسنتين بالتمام والكمال ولم يستثن بشرا ولا شجرا ولا حجرا وحصد أرواح عشرات آلاف البشر وخلّف عشرات آلاف الجرحى والمصابين ودمّر دور السكن والعبادة والمستشفيات بالكامل تقريبا ليقضي على كل أسباب الحياة في القطاع.. لكن هذا العدوان ولئن قتل وأباد ودمّر وشرّد فإنه خسر المنازلة في ميدان حرب الارادات.. وخسر المنازلة في ميدان كسر روح المقاومة وتجريدها من سلاحها وتفكيك بنيتها. ليبقى سلاح المقاومة بمثابة الشوكة في حلق الاحتلال وبمثابة حجر العثرة الذي يعيق تقدم المشروع الصهيوني ـ الأمريكي للمنطقة بما فيه من ترتيبات يقع قطاع غزة في صلبها. وهو ما يجعل نتنياهو يفقد صبره ويستعجل علنا دخول المرحلة الثانية للاتفاق لتحقيق هدف تجريد ـ حماس ـ من سلاحها إما طوعا كما ينص عليه الاتفاق وإما كرها كما لوّح بذلك في آخر ظهور له أول أمس.
لكن نتنياهو ينسى أن المقاومة التي لم ترضخ أمام جبروت آلته الحربية وهي تصبّ حممها على القطاع طيلة سنتين كاملتين ولم تمكنه من تحقيق الأهداف المعلنة لحربه الظالمة ومن ضمنها تدمير حركة حماس وتجريدها من سلاحها لن يخيفها خطاب التهديد والترهيب الذي يلجأ إليه بغية تحقيق ما عجز عن تحقيقه بقوة الحديد والنار.. كما ينسى أن الاتفاق هو حزمة كاملة من البنود والاستحقاقات وليس من حقه التعامل معه بانتقائية فيطبق ما يلائم مصالحه وأطماعه وأهدافه ويتجاهل ما يخدم مصالح الطرف الفلسطيني ولو في الحدود الدنيا التي ضمنها اتفاق وفق اطلاق النار.. لذلك فهو يلعب بأوراق مكشوفة ولن يخدع رجال المقاومة لا في غزة ولا في لبنان حيث يضغط ويتحايل ويهدد ويرهب بغية تجريد ـ حزب الله ـ من سلاحه. وما لم يرضخ لاستحقاقات السلام العادل والمتكافئ فإنه سيظل يطارد السراب والأوهام..
فقد جرّب رجال الله في غزة وفي لبنان وخبر صلابة إرادتهم واقتدارهم في ميادين النزال وقدرتهم على الصمود في وجه مخططاته واجهاض كل مشاريعه التوسعية رغم حجم التضحيات وثقل ضريبة الدم المقدمة. ومن غزة إلى لبنان لن يحصل نتنياهو بالمخاتلة والخداع على ما لم يحصل عليه بالحرب والعدوان.
عبد الحميد الرياحي