مع الشروق .. انتخابات... تحت الضّغط العالي !!
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/11/06
وسط مخاوف كبيرة وهواجس أمنية أكبر دارت أمس الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. وبقطع النظر عن النتيجة التي ستسفر عنها (أو قد تكون أسفرت عنها رئاسيات أمريكا بالنظر إلى فارق التوقيت).. وبقطع النظر عن اسم الفائز بين ترامب الجمهوري وكامالا هاريس الديمقراطية فإن هذه المخاوف والهواجس قد تتحوّل إلى كوابيس حقيقية.. كوابيس قد تنزلق معها الولايات المتحدة إلى حرب أهلية قد تجعل من هذه الجولة الانتخابية آخر جولة وفق ما أعلنه ـ أيلون ماسك ـ وهو كبير داعمي المرشح دونالد ترامب..
لماذا هذه المخاوف والهواجس وهل يمكن أن تتحوّل إلى كابوس عالمي؟
لا أحد ينكر مكانة موقع الولايات المتحدة الأمريكية في الساحة الدولية. ولا أحد ينكر وزنها وثقلها وتأثيرها كقوة امبراطورية مهيمنة تسعى لتأكيد هيمنتها على نظام عالمي أحادي القطبية ويستجيب لرغباتها في السيطرة الأحادية على شؤون العالم.. لكن هذا العملاق الكبير والذي يطرح على نفسه مهمات في حجم الكرة الأرضية بدأت تظهر عليه علامات التعب والوهن.. وبدأت مكانته وهيبته تتأرجحان سواء داخل الولايات المتحدة أو على الساحة الدولية.
داخليا تبدو القطيعة واضحة وجلية بين طبقة سياسية واقعة بالكامل تحت تأثير القبضة الصهيونية التي تتحكم في كامل قواعد اللعبة داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي.. بحيث تصعّد من يرضى عنه اللوبي الصهيوني وتقصي من لا يستجيب للشروط الصهيونية.. وهذه القطيعة ظهرت للعيان إثر «طوفان الأقصى» حيث أظهرت احتجاجات الشارع الأمريكي وجود قطيعة كاملة بين إدارة موالية بالكامل للكيان الصهيوني وتدعمه بالمال وبالسلاح وبالغطاء السياسي حتى الآخر.. وبين وجدان شعبي مشبع يقيم الحرية والعدالة ويقف موقفا مواليا لتطلعات الشعب الفلسطيني في التحرّر والانعتاق ومتناقضا بالكامل مع الغطرسة الصهيونية والولاء الأمريكي. ليس هذا المؤشر فقط الذي يشي بوهن الدولة الأمريكية.. بل إن النظام السياسي الأمريكي نفسه تلقّى ضربة قاصمة إثر الانتخابات الرئاسية الفارطة. ومازلنا نذكر قصة اقتحام مبنى الكونغرس من قبل مشجعي دونالد ترامب والتي كانت بمثابة آخر مسمار في نعش ـ الديمقراطية الأمريكية ـ هذه الديمقراطية التي باتت تترنح وقد تقذف بأمريكا وفق عديد المحللين ووفق كبير داعمي ترامب ووفق المرشح ترامب نفسه في حرب أهلية قد تفضي إلى تفتت وتشظي كيان الدولة الأمريكية.. فحين يرتبط شرط الفوز المسبق بنتائج الانتخابات كشرط لعدم تفجّر الفوضى وكشرط للاعتراف بنتائج الانتخابات فإن السؤال يصبح مشروعا عن حقيقة «الديمقراطية الأمريكية» وإن لم تصبح الولايات المتحدة نفسها جمهورية موز يحتكم فيها إلى منطق الفوضى والقوة. وهو ما يحيلنا رأسا إلى سياسات أمريكا التي أفنت عقودا في إعطاء الدروس والمواعظ في احترام الديمقراطية وحقوق الانسان لباقي شعوب الدنيا فإذا بها تسقط في امتحان الديمقراطية داخلها.. كما يحيلنا إلى فرضية تفتت الولايات المتحدة وهي التي تهجم على منطقتنا العربية بمفهوم «التقسيم وإعادة التشكيل».. وتشن الحروب وتدمّر الدول وصولا إلى تفتيت الدول القائمة وبناء نسيج من الدويلات العرقية والطائفية على أنقاضها وهي التي تعاني إلى الآن من تناقضات بالجملة بين البيض والسود وكذلك بين الكثير من المكوّنات داخلها.
أما خارجيا فإن نذر التعب والوهن الأمريكي لا تخفى على العين المجرّدة.. ولا يخفى نهوض العملاق الصيني وتمدّده وما بات يشكّله من كوابيس وإزعاج للقبضة الأمريكية وللهيمنة الأمريكية.. التنّين الصيني يتمدّد وينوّع في التهديدات التي يوجهها للنفوذ الأمريكي.. سواء بالتحالف مع الدب الروسي أو بتشكيل تجمع بريكس أو بتهيئة الأرضية لطريق وحزام الحرير ـ وكلها روافد تصب في خانة تقويض النظام العالمي الأحادي القائم وبين نظام عالمي منشود، متعدّد الأقطاب ينهي هيمنة وسيطرة أمريكا على مقدّرات العالم.
كل هذه العوامل تضع انتخابات أمريكا هذه المرة تحت مجهر العالم ليس لجهة توقع الفائز.. أو المراهنة على هذا المرشح أو ذاك ولكن لجهة انتظار مآلات وانعكاسات نتائج هذه الانتخابات على الساحة الداخلية الأمريكية.. وان كانت النتائج سوف تقبل أو انها ستفضي إلى «ثورة» داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. ثورة قد تشعل حربا أهلية لا يمكن توقع نتائجها وانعكاساتها على استقرار ومستقبل أمريكا والعالم.
عبد الحميد الرياحي
وسط مخاوف كبيرة وهواجس أمنية أكبر دارت أمس الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. وبقطع النظر عن النتيجة التي ستسفر عنها (أو قد تكون أسفرت عنها رئاسيات أمريكا بالنظر إلى فارق التوقيت).. وبقطع النظر عن اسم الفائز بين ترامب الجمهوري وكامالا هاريس الديمقراطية فإن هذه المخاوف والهواجس قد تتحوّل إلى كوابيس حقيقية.. كوابيس قد تنزلق معها الولايات المتحدة إلى حرب أهلية قد تجعل من هذه الجولة الانتخابية آخر جولة وفق ما أعلنه ـ أيلون ماسك ـ وهو كبير داعمي المرشح دونالد ترامب..
لماذا هذه المخاوف والهواجس وهل يمكن أن تتحوّل إلى كابوس عالمي؟
لا أحد ينكر مكانة موقع الولايات المتحدة الأمريكية في الساحة الدولية. ولا أحد ينكر وزنها وثقلها وتأثيرها كقوة امبراطورية مهيمنة تسعى لتأكيد هيمنتها على نظام عالمي أحادي القطبية ويستجيب لرغباتها في السيطرة الأحادية على شؤون العالم.. لكن هذا العملاق الكبير والذي يطرح على نفسه مهمات في حجم الكرة الأرضية بدأت تظهر عليه علامات التعب والوهن.. وبدأت مكانته وهيبته تتأرجحان سواء داخل الولايات المتحدة أو على الساحة الدولية.
داخليا تبدو القطيعة واضحة وجلية بين طبقة سياسية واقعة بالكامل تحت تأثير القبضة الصهيونية التي تتحكم في كامل قواعد اللعبة داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي.. بحيث تصعّد من يرضى عنه اللوبي الصهيوني وتقصي من لا يستجيب للشروط الصهيونية.. وهذه القطيعة ظهرت للعيان إثر «طوفان الأقصى» حيث أظهرت احتجاجات الشارع الأمريكي وجود قطيعة كاملة بين إدارة موالية بالكامل للكيان الصهيوني وتدعمه بالمال وبالسلاح وبالغطاء السياسي حتى الآخر.. وبين وجدان شعبي مشبع يقيم الحرية والعدالة ويقف موقفا مواليا لتطلعات الشعب الفلسطيني في التحرّر والانعتاق ومتناقضا بالكامل مع الغطرسة الصهيونية والولاء الأمريكي. ليس هذا المؤشر فقط الذي يشي بوهن الدولة الأمريكية.. بل إن النظام السياسي الأمريكي نفسه تلقّى ضربة قاصمة إثر الانتخابات الرئاسية الفارطة. ومازلنا نذكر قصة اقتحام مبنى الكونغرس من قبل مشجعي دونالد ترامب والتي كانت بمثابة آخر مسمار في نعش ـ الديمقراطية الأمريكية ـ هذه الديمقراطية التي باتت تترنح وقد تقذف بأمريكا وفق عديد المحللين ووفق كبير داعمي ترامب ووفق المرشح ترامب نفسه في حرب أهلية قد تفضي إلى تفتت وتشظي كيان الدولة الأمريكية.. فحين يرتبط شرط الفوز المسبق بنتائج الانتخابات كشرط لعدم تفجّر الفوضى وكشرط للاعتراف بنتائج الانتخابات فإن السؤال يصبح مشروعا عن حقيقة «الديمقراطية الأمريكية» وإن لم تصبح الولايات المتحدة نفسها جمهورية موز يحتكم فيها إلى منطق الفوضى والقوة. وهو ما يحيلنا رأسا إلى سياسات أمريكا التي أفنت عقودا في إعطاء الدروس والمواعظ في احترام الديمقراطية وحقوق الانسان لباقي شعوب الدنيا فإذا بها تسقط في امتحان الديمقراطية داخلها.. كما يحيلنا إلى فرضية تفتت الولايات المتحدة وهي التي تهجم على منطقتنا العربية بمفهوم «التقسيم وإعادة التشكيل».. وتشن الحروب وتدمّر الدول وصولا إلى تفتيت الدول القائمة وبناء نسيج من الدويلات العرقية والطائفية على أنقاضها وهي التي تعاني إلى الآن من تناقضات بالجملة بين البيض والسود وكذلك بين الكثير من المكوّنات داخلها.
أما خارجيا فإن نذر التعب والوهن الأمريكي لا تخفى على العين المجرّدة.. ولا يخفى نهوض العملاق الصيني وتمدّده وما بات يشكّله من كوابيس وإزعاج للقبضة الأمريكية وللهيمنة الأمريكية.. التنّين الصيني يتمدّد وينوّع في التهديدات التي يوجهها للنفوذ الأمريكي.. سواء بالتحالف مع الدب الروسي أو بتشكيل تجمع بريكس أو بتهيئة الأرضية لطريق وحزام الحرير ـ وكلها روافد تصب في خانة تقويض النظام العالمي الأحادي القائم وبين نظام عالمي منشود، متعدّد الأقطاب ينهي هيمنة وسيطرة أمريكا على مقدّرات العالم.
كل هذه العوامل تضع انتخابات أمريكا هذه المرة تحت مجهر العالم ليس لجهة توقع الفائز.. أو المراهنة على هذا المرشح أو ذاك ولكن لجهة انتظار مآلات وانعكاسات نتائج هذه الانتخابات على الساحة الداخلية الأمريكية.. وان كانت النتائج سوف تقبل أو انها ستفضي إلى «ثورة» داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. ثورة قد تشعل حربا أهلية لا يمكن توقع نتائجها وانعكاساتها على استقرار ومستقبل أمريكا والعالم.
عبد الحميد الرياحي