مع الشروق .. الفيتو الأمريكي... دعم راسخ للجرائم الصهيونية

مع الشروق .. الفيتو الأمريكي... دعم راسخ للجرائم الصهيونية

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/04/20

طوال العقود الماضية لم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن استعمال حق النقض الفيتو خدمة لمصالح حليفها الصهيوني لاعتراض القرارات التي تدين جرائمه أو تطالبه بالانسحاب من الأراضي المحتلة ، ليصل بها الأمر الى دعم مجازر  الإبادة الجماعية التي ترتكب حاليا في غزة والضفة الغربية ، والتصدي لكل محاولات وقف إطلاق النار . لكن ما لا يفسر ويثير عديد التساؤلات والاتهامات هو معارضة الإدارة الأمريكية الحالية لحصول فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بعد الفيتو غير المبرّر الذي رفعته واشنطن في مجلس الأمن الليلة قبل الماضية ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر أمام مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة..
هذه الخطوة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك وجود ازدواجية سياسية أمريكية مكشوفة وتناقضا صريحا في الخطاب والأفعال بما يخدم مصلحة الصهاينة ويعارض الحق الفلسطيني ، لأن واشنطن نفسها تزعم في العلن أنها مع حلّ الدولتين ولكنها تمنع المنتظم الدولي من إقرار عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتعارض كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
الأمريكان تعلّلوا خلال هذه الواقعة المشينة بأن الأمر لم يحن بعد للموافقة على إعلان دولة فلسطينية كاملة العضوية في هذا المنتظم الدولي ، وهي مبرّرات واهية تخدم في حقيقة الأمر السياسة الصهيونية الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية عبر ابتلاع مزيد من الأراضي بتكثيف سرطان الاستيطان إضافة إلى دعم المخطّط الجديد للسيطرة على غزّة ومحاولة تهجير أهالي القطاع إلى الدول المجاورة لضمان تكريس السيادة الصهيونية على غزة .
 أمريكا عمليا تريد إضاعة الوقت قدر الإمكان لعرقلة قيام دولة فلسطينية قصد إتاحة مزيد من الوقت للصهاينة للتوسع وضمان السيطرة الأمنية والعسكرية لإجهاض حلم بناء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
هذا الفيتو الأمريكي الجديد يؤكد مرة  أخرى أن واشنطن هي الحاضن الوحيد والمساند الرسمي للمحميّة الصهيونية المزروعة في قلب الأمة العربية بهدف ضرب استقرار المنطقة وخدمة مصالح أمريكا وحلفائها الغربيين  ، كما يكشف هذا الفيتو الذي يعتبر وصمة عار أخرى تضاف إلى سجل أمريكا الحافل بدعم هذا الكيان الإرهابي أن واشنطن شريكة في حرب الإبادة التي تشن على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي . وخير دليل على المشاركة الأمريكية الفعلية في حرب الإبادة هو حديث صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية  أمس الجمعة عن صفقة أسلحة أمريكية جديدة لكيان الاحتلال الإسرائيلي بقيمة تتجاوز مليار دولار أمريكي، تشمل قذائف دبابات ومدافع هاون ومركبات، وتُعَدّ الأكبر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.
فالإدارات الأمريكية على مر التاريخ تبدو ملتزمة سياسيا وعسكريا بدعم الكيان الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني الراسخ ، وكانت أداة الفيتو وهي سلاح ديكتاتوري ابتدعته الدول الكبرى للسيطرة على الدول الأخرى،  من أبرز الأسلحة الفتاكة لضرب الإرادة الفلسطينية .
ورغم كل هذه المطبّات الأمريكية والصهيونية والغربية لطمس التاريخ الفلسطيني، سيتمكن الفلسطينيون عاجلا أم آجلا من تحقيق حلمهم والحصول على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المنشودة كاملة السيادة من خلال مزيد من النضال والتضحية وخير دليل على ذلك هو استعداد الفلسطينيين لمزيد المقاومة  وتقديم  الدماء الطاهرة في سبيل دحر المحتل وتحرير الوطن من نير الاستعمار الغاشم.
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك