مع الشروق .. العودة إلى قيمنا الأصيلة

مع الشروق .. العودة إلى قيمنا الأصيلة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/09/12

تحيي تونس كسائر الأمة العربية والإسلامية هذا الأحد ذكرى المولد النبوي الشريف وهي مناسبة نستحضر فيها قيمنا الإسلامية السمحة ونستذكر فيها شمائل الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلّم، وهي المناسبة المقدسة على قلوب المسلمين في دولنا قاطبة تقام فيها الاحتفالات حسب عادات وتقاليد كل دولة وكل شعب ونثمّن فيها معاني الوحدة على مستوى الشعوب على الأقل حول الخصال المحمدية والسيرة العطرة لسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام.
وتتّخذ الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف بربوع بلادنا أشكالا مختلفة من سرد قصيدة الهمزية للإمام البوصيري برحاب جامع الزيتونة المعمور إلى الأذكار والمدائح بمدينة القيروان مع إعداد العصيدة سواء بحبوب الصنوبر الحلبي المعروف اصطلاحا بـ"الزقوقو" أو غيرها من الصنوف حسب عادات كل جهة ومنطقة من المناطق التونسية غير أنه من الضروري أن لا تتحول إلى مناسبة للتبذير بقدر ما تكون مناسبة لاستحضار مناقب الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم والسير على هداه.
والاحتفاء بهذه المناسبة الغراء متجذّر في صميم هويتنا وهو ما ينبغي العمل على تأكيده وإبرازه من خلال المسامرات التي تُعقد للغرض أو من خلال تخصيص مساحة في وسائل إعلامنا للحديث عن الشمائل المحمدية عبر خطاب سمح معتدل يستلهم من سماحة ديننا الحنيف ومن معاني الرحمة والتسامح في الإسلام وهو منهج مطلوب إعلاء للسيرة العطرة لسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام وتخليدا لذكراه الخالدة بطبعها في وجدان التونسيين ووجدان المسلمين قاطبة في كامل أصقاع المعمورة.
فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل خلق الله وهو أعظم شخصية سياسية عرفها العالم في تركيز أركان دولة المسلمين التي عرفت مجدا حضاريا وثقافيا وعسكريا وسياسيا لم تعرفه أيّ من الامبراطوريات قبل أن تنخرها الصراعات والدسائس ويذهب مجدها هباء منثورا  ممّن لم يحافظوا على الأمانة، ومن الطبيعي أن نعود اليوم إلى القيم التي غرسها فينا النبي الأكرم كخطوة لا غنى عنها لإصلاح أنفسنا ومجتمعاتنا والعودة إلى ثوابتنا القيمية التي ما إن تمسكنا بها حتى تعود إلينا وحدتنا وتنطلق منها النهضة الحضارية والعلمية والثقافية التي كانت عليها الأمة العربية والإسلامية قبل أن تفرّط فيها بدل البناء عليها.
فنحن مدعوون جميعا إلى أن نحوّل الاحتفال بالمولد النبوي إلى مناسبة للإصلاح والعودة إلى قيمنا الصحيحة ولاستذكار شمائل الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام وغرس ذلك في وجدان الناشئة حتى يكون نبينا هو القدوة الحسنة والملهم بعيدا عن مظاهر الإسراف والتبذير لمن تعوزه الإمكانيات، فإحيائنا لميلاد خير البرية صلى الله عليه وسلم واجب علينا على أن يكون ذلك للاستلهام من سيرته العطرة لا أن يكون مناسبة استهلاكية جوفاء نشجع فيها المستكرشين ومن يستغلون هذه المناسبة للاستثراء على حساب المقدرة الشرائية للمواطن.
هاشم بوعزيز
 

تعليقات الفيسبوك