مع الشروق : إيران والغدر الأطلسي
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/06/29
فرض دونالد ترامب وقف المواجهة مع إيران بعد ادعاءاته بتدمير شامل لكل المفاعلات النووية الإيرانية ، ووقف برنامجها النووي نهائيا، وبعد مباركة صهيونية لما أنجزه الرئيس الأمريكي، الذي يقول دائما إنه يريد حل المشاكل الدولية حلا جذريا حتى يشيع السلام و الاستقرار.
غير أنّ ترامب اشار في أكثر من مرة خلال الأيام الماضية إلى إمكانية عودة الحرب على إيران، و في هذه التلميحات مخاطر كبرى على أنّ وقف إطلاق النار ليس هدنة ستؤدي عبر مفاوضات قادمة إلى سلام دائم و إنما هي خدعة لتجهيز الكيان و الغرب و الحلف الأطلسي عموما لحرب عظمى قادمة، تتمكن من خلالها دولة الاحتلال الصهيوني من فرض سيطرتها المطلقة على الشرق الأوسط برمته و يفتح بعد الغرب المنطقة الأوراسية التي باتت وفق الرؤى الاستراتيجية لحلف الناتو العدوّ الأول.
و بمنطق الجغرافيا السياسية فإن إيران هي إحدى أعمدة الأوراسية، بل يمكن القول إنها بوابتها، وما حدث فيها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون حربا خاطفة بل هو تمهيد لما هو أعظم. بمعنى أن ترامب خدع العالم بدعوته لوقف المواجهة التي برزت فيها طهران دولة مقاتلة و شعبا قويا يمكن أن يضرب الاحتلال في مقتل، وعليه فإنّه سارع إلى الهدنة، حتى لا يحصل الأسوأ، ثم سارع إلى اجتماعات حلف الناتو، وفرض زيادة الانفاق العسكري، لأنّ "أعداء الحضارة الغربية "، كشفوا عن قدرات هائلة لا يمكن مواجهتها بالطرق التقليدية و بالموازنات المالية الضعيفة، وهذا في اعتقادنا مؤشر على عودة سباق تسلح دولي سريع جدا سيؤدي إلى حرب عظمى قد لا تكون بعيدة جدا. وشرارة هذه الحرب ستكون إيران مرة أخرى، وحلبة الصراع ستكون المفاوضات القادمة التي لم تعد تقتصر على سحب القدرات النووية الإيرانية بل ايضا القدرات العسكرية، و خاصة الصاروخية، وهذا يعني تجريد إيران من كل أسلحتها و هذا ما لن يقبله الإيرانيون، وهي الزاوية التي يريد الغرب ان يحشر طهران فيها حتى تكون له ذريعة تشكيل تحالف أطلسي ضدها، وشن حرب جديدة ضدها لإسقاط نظامها و تدمير الدولة برمتها، وهو الهدف الرئيسي الذي يخفيه ترامب و نتنياهو و الناتو معا.
كمال بالهادي
فرض دونالد ترامب وقف المواجهة مع إيران بعد ادعاءاته بتدمير شامل لكل المفاعلات النووية الإيرانية ، ووقف برنامجها النووي نهائيا، وبعد مباركة صهيونية لما أنجزه الرئيس الأمريكي، الذي يقول دائما إنه يريد حل المشاكل الدولية حلا جذريا حتى يشيع السلام و الاستقرار.
غير أنّ ترامب اشار في أكثر من مرة خلال الأيام الماضية إلى إمكانية عودة الحرب على إيران، و في هذه التلميحات مخاطر كبرى على أنّ وقف إطلاق النار ليس هدنة ستؤدي عبر مفاوضات قادمة إلى سلام دائم و إنما هي خدعة لتجهيز الكيان و الغرب و الحلف الأطلسي عموما لحرب عظمى قادمة، تتمكن من خلالها دولة الاحتلال الصهيوني من فرض سيطرتها المطلقة على الشرق الأوسط برمته و يفتح بعد الغرب المنطقة الأوراسية التي باتت وفق الرؤى الاستراتيجية لحلف الناتو العدوّ الأول.
و بمنطق الجغرافيا السياسية فإن إيران هي إحدى أعمدة الأوراسية، بل يمكن القول إنها بوابتها، وما حدث فيها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون حربا خاطفة بل هو تمهيد لما هو أعظم. بمعنى أن ترامب خدع العالم بدعوته لوقف المواجهة التي برزت فيها طهران دولة مقاتلة و شعبا قويا يمكن أن يضرب الاحتلال في مقتل، وعليه فإنّه سارع إلى الهدنة، حتى لا يحصل الأسوأ، ثم سارع إلى اجتماعات حلف الناتو، وفرض زيادة الانفاق العسكري، لأنّ "أعداء الحضارة الغربية "، كشفوا عن قدرات هائلة لا يمكن مواجهتها بالطرق التقليدية و بالموازنات المالية الضعيفة، وهذا في اعتقادنا مؤشر على عودة سباق تسلح دولي سريع جدا سيؤدي إلى حرب عظمى قد لا تكون بعيدة جدا. وشرارة هذه الحرب ستكون إيران مرة أخرى، وحلبة الصراع ستكون المفاوضات القادمة التي لم تعد تقتصر على سحب القدرات النووية الإيرانية بل ايضا القدرات العسكرية، و خاصة الصاروخية، وهذا يعني تجريد إيران من كل أسلحتها و هذا ما لن يقبله الإيرانيون، وهي الزاوية التي يريد الغرب ان يحشر طهران فيها حتى تكون له ذريعة تشكيل تحالف أطلسي ضدها، وشن حرب جديدة ضدها لإسقاط نظامها و تدمير الدولة برمتها، وهو الهدف الرئيسي الذي يخفيه ترامب و نتنياهو و الناتو معا.
كمال بالهادي
