بقلم: مسعود الكوكي

سيدي القاضي ، سادتي المستشيرون ، معذرة إن خيرت لباس سواد الحال بدلة على أن أقف أمامكم عاريا، جائعا، مريضا، في زمن شطط الغلاء في

الأرض تشكو العقم من الفساد و الغش و التحيل في البذور , و المشاتل ، و السماد ، و الأدوية في غياب المرشد و الرقيب و الحسيب .

مساء 14 جانفي 2011 تسلّم الشعب التونسي من ثورته على الفساد رخصة في تعاطي الفساد و شرع للتو  في ممارسته ، و كان حقا بارعا فيه و

على هذا عاش أجدادنا وعليه تربت كل الأجيال من بعدهم إلى أن أصبح الأمر من عاداتنا وتقاليدنا الراسخة ، وهو أن " رزق البيليك" عرضة

مديرون بلا إدارة و إدارات بلا مديرين حتى بات فيها كل من لا يستحي يفعل ما يشاء كما شاء متى شاء .

أقولها بلسان العامة المتفرنس الهجين البليغ .  و أعيدها ب " الفلاقي " الصريح الفصيح 

أكاد أجزم أن أسعد االناس في الدنيا هم الذين لا يفهمون شيئا من الدنيا قاطبة .  و لا علم لهم بالعالم أصلا .

أولا  ليست كل «جنازة حامية» هي بالضرورة جنازة عين من أعيان القوم وساداته. 

ما لم ترصده المراصد العربية للرصد الجوي هو  هذا الضغط العالي في النفوس. 

ما أعلمه أن الذئاب لا تأكل لحم الكلاب ،  والكلاب لا تأكل لحم الذئاب حتى وإن كانت ظاهريا تنصب العداء لبعضها.