مؤشر جديد محتمل على اغراق ليبيا في مستنقع التطبيع؟

مؤشر جديد محتمل على اغراق ليبيا في مستنقع التطبيع؟

تاريخ النشر : 23:19 - 2021/01/04

منذ ما يعرف بوثيقة كيفونيم التقسيمية وليبيا هدف كبير من أهداف العدو الصهيوني. قبل أيام وفي مراجعة لما يعرف بالربيع العربي والذي يسميه الصهاينة ربيع التطبيع، قرأنا عدة مقالات في الإعلام العبري ومراكز دراسات الاحتلال لم تنس ليبيا على الإطلاق، بل ذكر بعضها بعداوتهم الحادة لنظام الجماهيرية وتحججهم بآلاف الأرشيفات عن العقيد الراحل معمر القذافي مع تشف عنصري إرهابي غريب فيه شخصيا وفي الليبيين عموما. إلى جانب ذلك تم رصد عدة وقائع وأحداث من يومها تشير إلى تدخل كيان الإرهاب والعدوان في شؤون ليبيا والمساهمة في جرها إلى حمام دم منذ ظهور برنار هنري ليفي وحتى اختراق الصهاينة المباشر للساحة الليبية علاوة على نشاطات أخرى متفرقة تقوم على احياء بنية تحتية مغلفة بالثقافة والدين لاستعادة التواجد المكثف على الأراضي الليبية الشقيقة.
أشار عدة أشقاء ليبيين أيضا غير ذي مرة إلى مثل هذه الأمور وأمور أخرى ومنها وضع شرط التطبيع مع العدو على الطاولة في أي عملية سلمية وأي تسوية يسبقها إيقاف البنادق وتليها انتخابات ولا سيما بعد إنهاء الصيغة الحالية من حرب التوحش الجارية التي وصل فيها العدو إلى أكثر من التجسس الجوي والبحري بكثير. هذا وكلنا يتذكر ترويج عدة أخبار حول القبول الليبي في السنتين الأخيرتين بتسريل البلاد ودمجها في سلسلة الاندماج مع الاحتلال الصهيوني قابلتها في كل مرة تصريحات مختلفة من مسؤولين ليبيبن تنسب ذلك أو تنفيه وخاصة عندما كان نتنياهو في أوغندا وعندما تم تحضير السودان قبل إعلان العلاقات وقبل ذلك عندما تم فتح أجواء تشاد أمام الصهاينة وأثناء الحوارات التي جرت في المغرب وفي تونس. ومن المعلوم ان ليبيا باتت محاصرة حصارا تاما بين النيجر وتشاد ومصر والسودان المرتبطة كلها باتفافات مع العدو جديدها وقديمها. وحتى اعتذار ميلادينوف، رغم كونه من بكاة حائط المبكى، اعتذاره عن تحمل تكليف الأمم المتحدة له مبعوثا إلى ليبيا  متحججا بحجج شخصية وعائلية يمكن أن يحمل في بواطنه الضغط الأقصى في ملف التطبيع والإخضاع. 
هذه المرة يأتي مؤشر آخر على غاية من الخطورة ويتمثل في عودة ملف لوكربي، حيث أعلن القضاء الأميركي قبل أيام قليلة انه وجه الاتهام إلى  أبو عجيلة محمد مسعود العنصر السابق في الاستخبارات الليبية والذي يشتبه في مشاركته في اعتداء لوكربي فيما يعرف بالذكرى الثانية والثلاثين ويتهم بتجميع القنبلة التي انفجرت في الطائرة. في هذا الصدد قال وزير العدل الأميركي السابق بيل بار والذي عزله ترامب مؤخرا: "هذا الشخص هو المسؤول عن مقتل أميركيين وآخرين وسيحاسب في نهاية المطاف على جرائمه أمام القضاء" وعبر عن أمله في تسليم أبو عجيلة محمد مسعود للولايات المتحدة وهو المعتقل حاليا في ليبيا.
ما هو ملفت للانتباه حقا ليس هذا ولا الاستخدام الأميركي لهذه الورقة وإنما التناول والتوظيف الصهيوني المستجد والذي قد يعني محاولة تخليص ليبيا من هذا الكابوس على النمط السوداني مقابل التطبيع وتحويل التهمة إلى طرف آخر  وهو إيران. في هذا الإطار ومباشرة بعد ما قاله القضاء الاميركي، ذكر ضابط الاستخبارات الأمريكية “السي أي ايه” السابق جون هولت انه من المرجح أن تكون ايران هي التي تقف وراء تفجير طائرة الركاب الأمريكية فوق قرية لوكربي الإسكتلندية عام 1988 وليس ليبيا. 
جاء ذلك بعد 33 عاما من الحادثة في مقال نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم أمس  وتم  تقديمه على أساس انه بروفيسور علوم سياسية. يقول: "إنني والعديد من ضباط الاستخبارات الآخرين لا نثق بأن ليبيا مسؤولة عن التفجير، بل إن إيران هي الجانب الحقيقي في الهجوم الدموي كما أكدت الأدلة الأصلية بوضوح ويجب معاقبتها." ثمة طبعا ما يمكن أن يجيز تأويلا آخر في إطار التصعيد والتحريض حيال إيران، ولكنه مؤشر جاد وخطير على السمسرة الواضحة بالملف الليبي لمصلحة العدو الصهيوني بحيث يحاول أن يستفيد من الجهتين وفي اتجاهين مختلفين.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

إن الهدف الرئيسي من تقديم هذه المعطيات المجمعة حول الخسائر الاقتصادية والمالية للعدو من عدة مصادر
00:12 - 2024/05/03
إن آخر ما يتبادر إلى الذهن تحليل ما يجري في الجامعات الأمريكية.
21:21 - 2024/04/27
قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22