أعلنت وزيرة المرأة والطفولة والمسنين الأسبوع الماضي عن ارتفاع منسوب العنف ضد المرأة خلال فترة الحجر الصحّي بخمس مرّات.

التداعيات على الاطفال
عنف يجرّ خلفه بلا شك زيادة في حجم العنف ضد الأطفال خاصة وان التقارير السنوية لنشاط مندوبي حماية الطفولة طيلة السنوات الأخيرة تؤكد ان 50 بالمئة من منسوب العنف المسلّط على الأطفال يُرتكب داخل الفضاء الاسري ومن قبل الوالدين بحجة التربية العقابية. فماذا تخفي زيادة العنف ضد المراة في فترة الحجر الصحّي؟ فالام المعنفة حتما يتبعها طفل معنّف.

حول هذا السؤال أوضح مهيار حمادي المندوب العام للطفولة بوزارة المراة والطفولة والمسنين للشروق اون لاين انه لم يتم الى حد الآن تسجيل أية زيادة في منسوب الاشعارات حول العنف الموجه ضد الطفل مضيفا "قد يكون هؤلاء شهودا على العنف المسلط ضد امهاتهم والمشكل الحقيقي في تونس هو ان تقاليدنا في علاقة بالاشعار حول تعرض الأطفال للعنف لم تتطور بعدُ خاصة كما ذكرتي وان اكثر من 50 بالمئة من مصدر العنف بالنسبة للطفل هي العائلة".

وأوضح ان اغلب التعهدات خلال فترة الحجر تتم عبر الوحدات المختصة في جرائم العنف المسلط ضد المراة والطفل وهي وحدات مختصة تتواجد في مراكز الشرطة والحرس الوطني ويقدّر عددها بـ 128 وحدة مختصة وهناك رقمان اخضران للأشعار حول العنف ضد المراة (1899) وضد الطفل (1809).

التعهد بأبناء طالبي اللجوء

حول التقرير السنوي لنشاط مندوبي حماية الطفولة والذي جرت العادة ان يتم اعلان نتائجه خلال شهر مارس قال مهيار حمادي المندوب العام للطفولة للشروق إنّ التقرير تأخر لانه تم تحيين بعض المعطيات وإضافة تفاصيل جديدة فيما يتعلق بأشكال العنف المسلط ضد الأطفال وبعض الظواهر الجديدة كالانتحار والهجرة غير النظامية التي يشارك فيها أطفال كما تمّ تسليط الضوء على العنف المسلّط على أبناء الأجانب المقيمين بتونس وأطفال طالبي اللجوء.

وكشف للشروق اون لاين ان التقرير السنوي حول الوضع العام للطفولة لسنة 2019 والذي ستعلن نتائجه قريبا لم تختلف ارقامه ونتائجه عن تقرير العام 2018 اذ هناك تشابه كبير في حصيلة السنتين وان الاشعارات لسنة 2019 قد تكون في حدود 18 الف اشعار بالعنف ضد الأطفال.
واعتبر مهيار حمادي ان فترة الحجر الصحي قد تشهد تخفيفا من الضغط على العائلة والتي تعيش دوامة من الهرسلة والضغط في أيام العمل سواء في محيطها العائلي او المدرسي والمطلوب ان تكون العائلات اكثر التزام بالحجر الصحي ووعي بأهميتها لان الرسالة تمرر أيضا للطفل وللمراهق. وبخصوص التوصية الرئيسية للعائلات لحماية الأطفال من الاستخدام المفرط للانترنات خلال فترة الحجر الصحي قال المندوب العام للطفولة إنه هناك آليات رقابة متوفرة للوالدين وإجراءات متاحة للحد من الولوج الى المواقع التي تهدد الطفل مثل مواقع التطرف وكذلك لحمايته من الحسابات الوهمية في فيسبوك والتي تستخدم الابتزاز واستغلال الطفل مؤكدا ان الحوار الاسري حول مجمل هذه المخاطر وحده من سيحقق الوقاية للطفل.