في اطار فعاليات الدورة 12 من معرض فلسطين الدّولي للكتاب  المنعقدة بمدينة رام الله  من 14 إلى 24 سبتمبر 2022 ، كان لتونس  حضوة واهتماما رفيعا باِختيارها ضيفة شرف التظاهرة ، ما يدل على متانة الروابط الشعبية والرّسميّة بين الدّولتين.
عدد من الأدباء والفنّانين التونسيّين لبّوا النّداء لتمثيل تونس أحسن تمثيل . من بين هذا التشريف  التّونسي نجد الحضور المعتبر والمشرّف للأديب والفنّان التشكيلي التّونسي المقيم بفرنسا مهدي غلاّب الذي تمّت دعوته من طرف وزارة الثقافة الفلسطينيّة بتنسيق مع نظيرتها التونسيَة ، وهي مشاركة ذات خصوصيّة حيث اِشتملت  على قراءات شعريّة تنبض بالوجع المقدسي المتواصل حتى التّحرير  مع مداخلة فكريّة بعنوان :"فلسطين في عيون التًونسيين  وتونس في عيون الفلسطينيّين"بقاعة غسّان كنفاني داخل فضاء المعرض، كما تم إهداء لوحة ذات أبعاد رمزيّة تعنى بالقضيّة الأولى ( فلسطين) لوزارة الثقافة الفلسطينيّة في شخص  مدير  معرض فلسطين الدّولي للكتاب  السيد عبد السّلام العطّاري بحضور وزير الثقافة الفلسطيني وسفير تونس برام الله السيد الحبيب بن فرح  ومساعده .
كما كان لحضور عدد من الأسماء التونسية المهجريّة  ومنهم بالخصوص الشاعر محمد النجّار رونقا آخر أضاف للفعاليات، بتنوّع القراءات وازدحام الكلمات التي كانت صادقة ومعبّرة عن حجم العناء ومقدار التكامل والتداخل بين الهمّين . 

 وتم ايضا بنفس المناسبة قراءة في المنجز التّشكيلي  المقدّم باِسم الوفد التّونسي ومكان الرّمزيّة النّضاليّة بألوان  تونسيّة فلسطينيّة وكذلك
ما أنجزه الفنان التشكيلي التونسي مهدي غلاّب من عمل أعدّه خصيصا لهذه الدّورة يختزل لبّ الزّغرودة الفلسطينيّة الملقّحة بالدّماء والشوك المتناثر على العتبات فكانت خلاصة التين الشوكي النّازف  دمويّة رمزيّة تجسّد العدوّ الغاشم والسّكين في رقبته تمر من الوريد إلى الوريد في تلوينة تقابلية مؤثرة ما بين النار والشوك والطوق، وهي بنائية  تشكيليّة برغم حجمها الصغير نظرا لظروف المرور وتعقيدات المعابر  وردت كخير تأصيل للواقع النّضالي الفلسطيني،  أرض الليمون والبرتقال والزيتون ، ولهذه العناصر المتقدّمة في النّفس والمصعّدة في المسار  تضيف  لمسات الفنّان الشرفة التونسية المنتصبة في العمق كميلاد لشفق أزرق بارد قادم من المغرب يفتح بحرا في وجه الصّحراء من  القدس إلى قرطاج.