أمل كبير على باب العام الجديد

أمل كبير على باب العام الجديد

تاريخ النشر : 16:53 - 2020/12/29

ثمة أمل يلوح في الأفق انطلاقا من تونس والجزائر في نفس الوقت ومن منطلق تحويل التهديد الاستراتيجي إلى فرصة تاريخية وجودية يكون فيها الشعب وحماة الوطن والقيادة السياسية الشعبية أساس المعادلة الذهبية لنواة صلبة نسميها استشرافا محايثا ومزامنا للواقع: جبهة التصدي الثانية في المغرب العربي. وبكل أمل وثقة نرى الآن ان شعبنا يستطيع الثقة بالنصر عملا لا قولا. فرأس أهداف العشرية الأخيرة سيتحقق. وسيتحقق فقط بالصبر والمثابرة وممارسة أقصى درجات الوضوح وأدق درجات الإصرار وأعلى درجات الثبات على الهدف بكل أشكال الكفاح.
سيتحقق رأس النضال الوطني للعشرية الأخيرة كاملة، سوف يتحقق في تحقيق مبدأ تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني. ومن ثم افتكاك واستعادة القرار الوطني المستقل وتحريره من قوى الهيمنة والاستعمار والتبعية التي أغرقت البلاد في الإرهاب والفساد والتطبيع بدل السيادة والمناعة والإنماء والاستقرار وفك الطوق الذي اكتمل حولنا في شكل خنق استراتيجي جيوسياسي من الأطلسي إلى المتوسط. ومن بعد ذلك إحقاف حقوق شعبنا المشروعة تدريجيا وبما تستحق من وقت وعناء وتضحيات وجهد كبير في التخطيط والكد والتنفيذ على كل الصعد. ولسوف نكون بذلك على أعتاب دورة حضارية كاملة أو نقلة حضارية استراتيجية متكاملة، من الاستقلالية الفكرية إلى الاستقلال الاقتصادي والأمني بأفق وطني سيادي متضامن ومتكافئ مع حلفاءنا الاستراتيجيين المفترضين، شرقا وجنوبا بالأساس. وغربا على قواعد أخرى. 
ستتحمل الجزائر أولا وفي أمد غير بعيد قدر إنجاز التحول النوعي في المغرب العربي المقاوم وتتحمل مسؤولية وكلفة الإعلان عن تجريم التطبيع مع العدو، ثم نصهر جهودنا معها ونتقاسم الصمود والتصدي والدفاع الوجودي عن خياراتنا الواحدة. ونتم الضرورة التاريخية ونسير معا إلى مصيرنا المشترك: مصير التحرر الوطني والقومي والإنساني الكامل والشامل على أرضية كل الروافع المتاحة: الرافعة الشعبية والرافعة السياسية والدستورية والقانونية والرافعة العسكرية والأمنية. والمقاومة الشاملة إذا لزم الأمر. 
يمكننا أن نؤكد، وبمجرد الملاحظة، على الاهتمام البالغ الذي توليه مختلف وسائل الإعلام الجزائرية وخاصة منها الصحف لنهج التركيز على مخاطر التطبيع في المنطقة وتحفيز الجبهة الداخلية والرأي العام على اليقظة تجاهه، حيث نقرأ في صحيفة الخبر على سبيل المثال متابعة الجزائريين الحثيثة للإعلام العبري وللاعلام المغربي في خصوص العلاقات مع كيان العدو ويظهر ذلك في تتبع خبر اعتزام الخطوط الملكية المغربية تسيير رحلات جوية مباشرة إلى كيان الاحتلال بداية من 16 جانفي المقبل نقلا عن الصحافة المغربية وعن صحافة العدو (i24) وموقع كيوي الدولي.
 أما في جريدة الشعب الجزائرية فمن الملفت الإشارة إلى ربط مقتطفات من خطاب الأمين العام لحزب الله قبل يومين بزيارة الوفد الرسمي المغربي إلى تل أبيب يوم أمس وفي نفس العنوان زائد اختيار المقاطع التي تكشف حقيقة توصيف ما يجري، وقد اختارت بالذات عبارة "التطبيع أسقط أقنعة الخداع" كعنوان، وما تلاها من توصيفات في بقية المقال. هذا ومن المهم أيضا ذكر مقتطفات من حوار مع الخبير العسكري الجزائري أحمد عظيمي في نفس الجريدة وتحت عنوان: "أبعاد دسترة إرسال الجيش الجزائري إلى الخارج"، حيث يقول الخبير المذكور ان "الطوق الناري" على حدود الجزائر غربا وشرقا لا يستهدف المساس بسلامة البلد الترابية وإنما "يرمي إلى أنهاكها داخليا". ويربط ذلك بقضية التطبيع مع العدو ويدعو لاستنهاض الطاقات الداخلية الهائلة والتعويل على الذات على أساس سلطة وطنية. ويضيف فوق ذلك ضرورة تعميق العلاقات الاستراتيجية وتحويلها إلى صداقات على أساس المبادئ والمصالح لمجابهة "الضغوط الخارجية" و"خلق عمق استراتيجي لحماية الأمن القومي" والتخلي على العلاقة مع قوى الاستعمار. إلى ذلك، عنونت أخبار اليوم فرعيا "سلام مع الاحتلال دون حرب" كجزء من مقال "أحداث لم يسبق لها مثيل في التاريخ". وقالت إن ما كان يعتبر خطا أحمر منذ عقود أي التطبيع، قد تم إخراجه إلى العلن. ومن جهتها أوردت وكالة الأخبار الجزائرية تكريم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فلسطينيا باختياره شخصية العام من طرف مؤسسة" سيدة الارض المقدسية " تحية لدعمه لقضية فلسطين ورفضه للتطبيع وفصلت في التكريم في كل من قلنديا وغزة. كل يدل على أن الروح الجزائرية العامة رسميا وشعبيا تترجم هذه الروح الوطنية السيادية الثورية والمقاومة التي تحدثنا عنها أعلاه.
هذا هو الرد الاستراتيجي الوحدوي المستوجب على الهجمة الصهيو-أمريكية ومن والاها على مغربنا العربي الافريقي وعلى وطننا العربي الواحد المشترك افريقيا وآسياويا، وتحديدا في هذه اللحظة التي نسميها لحظة القرن وهنا في المغرب العربي الذي لن يقوم إلا بالمقاومة.
إن ذلك شأن جلل من شؤون الواجب الوطني المقدس، الواجب الثوري المقدس قبل عزل الإتجاه الوطني الذي يخيم في العمق، لا على السطح، في بلدنا العزيز، العزيز بهذا التوجه بالذات وقبل إعادة إنتاج استراتيجيات وبرامج وسياسات وأدوات التخريب والخنق والإسقاط كما حصل مباشرة أثناء الانحراف بإرادة الشعب والانقلاب عليها والذهاب بها نحو طريق مضادة لكل تطلعات ديسمبر 2010.
في ذلك الوقت، إما يفرض على الغالبية استسلام طويل وعبودي عميق لقوى الاستعمار والإخضاع، من احتلال العقول وسلب الإرادات إلى التحكم في شروط البقاء والحياة والمصير كافة، أو إبداع أدوات مقاومة شعبية غير مسبوقة.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

إن الهدف الرئيسي من تقديم هذه المعطيات المجمعة حول الخسائر الاقتصادية والمالية للعدو من عدة مصادر
00:12 - 2024/05/03
إن آخر ما يتبادر إلى الذهن تحليل ما يجري في الجامعات الأمريكية.
21:21 - 2024/04/27
قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22