من افرازات جائحة كورونا: نزوح عكسي ينبئ بتغير الخارطة الاجتماعية
تاريخ النشر : 21:17 - 2020/04/08
منذ عقود خلت ظلت ظاهرة النزوح في تونس في اتجاه واحد أي من المناطق الداخلية (من الشمال الغربي والوسط الغربي والجنوب الغربي وحتى الجنوب الشرقي) نحو المناطق الساحلية وخاصة العاصمة ومن نتائج حركة النزوح النشيطة ظهرت أحياء شعبية كبيرة وتوسع النسيج العمراني وتراجعت المناطق الزراعية والخضراء. لكن يبدو ان جائحة كورونا قد تساهم في تغيير اتجاه مثل هذه الحركات الاجتماعية ونقصد النزوح لنعيش مشهدا عكسيا, (اي النزوح من المناطق الساحلية والعاصمة والولايات التي تشهد انتشارا واسعا لفيروس كورونا).
حيث نجد ولايات مثل ولاية سليانة وجندوبة وباجة وهي الولايات التي لم يقع تسجيل إصابات في صفوف متساكنيها باستثناء حالة أو حالتين فقط في ولاية باجة, وجهة عدد كبير من التونسيين سواء من بين أبناء الجهة الذين فضلوا العودة إلى مسقط الرأس للتوقي من الإصابة بفيروس كورونا أو حتى من غيرهم من سكان العاصمة والمدن الساحلية. فالنزوح ان صح التعبير لهذه المناطق تقف وراءها عدة أسباب لعل أهمها الخصائص الطبيعية ككثرة المناطق الخضراء والهواء النقي وإمكانية التمتع بالطبيعة وأشعة الشمس التي أثبتت الدراسات الطبية انها قادرة على القضاء على الفيروس المعدي. وكنتيجة لهذه الظاهرة الجديدة شهدت أسعار كراء المنازل في الشمال الغربي ارتفاعا ملحوظا وحركية جديدة كان لها الانعكاس الايجابي على الوضعيات الاجتماعية لأهالي ولايات الشمال الغربي. فهل يمكن أن نتحدث عن تغيرات في المشهد الاجتماعي للمجتمع التونسي ما بعد جائحة كورونا؟ وهل يبدأ عهد "الهجرة نحو الشمال الغربي؟" وهل تنعكس هذه الحركة الاجتماعية على وضعية ولايات الشمال الغربي وتتحول من مناطق منفرة إلى مناطق جلب؟ هذه الأسئلة ستحمل الأيام وربما الأشهر والسنوات القادمة الجواب عنها, وربما تتحول أريافنا الجميلة المنسية إلى أرياف جاذبة للسكان وبالتالي تتحول إلى مناطق مناسبة لبعث مشاريع جديدة واستثمارات هامة تخلص سكان الشمال الغربي من الفقر والتهميش.

منذ عقود خلت ظلت ظاهرة النزوح في تونس في اتجاه واحد أي من المناطق الداخلية (من الشمال الغربي والوسط الغربي والجنوب الغربي وحتى الجنوب الشرقي) نحو المناطق الساحلية وخاصة العاصمة ومن نتائج حركة النزوح النشيطة ظهرت أحياء شعبية كبيرة وتوسع النسيج العمراني وتراجعت المناطق الزراعية والخضراء. لكن يبدو ان جائحة كورونا قد تساهم في تغيير اتجاه مثل هذه الحركات الاجتماعية ونقصد النزوح لنعيش مشهدا عكسيا, (اي النزوح من المناطق الساحلية والعاصمة والولايات التي تشهد انتشارا واسعا لفيروس كورونا).
حيث نجد ولايات مثل ولاية سليانة وجندوبة وباجة وهي الولايات التي لم يقع تسجيل إصابات في صفوف متساكنيها باستثناء حالة أو حالتين فقط في ولاية باجة, وجهة عدد كبير من التونسيين سواء من بين أبناء الجهة الذين فضلوا العودة إلى مسقط الرأس للتوقي من الإصابة بفيروس كورونا أو حتى من غيرهم من سكان العاصمة والمدن الساحلية. فالنزوح ان صح التعبير لهذه المناطق تقف وراءها عدة أسباب لعل أهمها الخصائص الطبيعية ككثرة المناطق الخضراء والهواء النقي وإمكانية التمتع بالطبيعة وأشعة الشمس التي أثبتت الدراسات الطبية انها قادرة على القضاء على الفيروس المعدي. وكنتيجة لهذه الظاهرة الجديدة شهدت أسعار كراء المنازل في الشمال الغربي ارتفاعا ملحوظا وحركية جديدة كان لها الانعكاس الايجابي على الوضعيات الاجتماعية لأهالي ولايات الشمال الغربي. فهل يمكن أن نتحدث عن تغيرات في المشهد الاجتماعي للمجتمع التونسي ما بعد جائحة كورونا؟ وهل يبدأ عهد "الهجرة نحو الشمال الغربي؟" وهل تنعكس هذه الحركة الاجتماعية على وضعية ولايات الشمال الغربي وتتحول من مناطق منفرة إلى مناطق جلب؟ هذه الأسئلة ستحمل الأيام وربما الأشهر والسنوات القادمة الجواب عنها, وربما تتحول أريافنا الجميلة المنسية إلى أرياف جاذبة للسكان وبالتالي تتحول إلى مناطق مناسبة لبعث مشاريع جديدة واستثمارات هامة تخلص سكان الشمال الغربي من الفقر والتهميش.