من أجل نزع الإعتراف العالمي عن العدوّ.. السلاح قبل الخبز

من أجل نزع الإعتراف العالمي عن العدوّ.. السلاح قبل الخبز

تاريخ النشر : 21:33 - 2025/10/03

نحنُ من سوف يُطردُ من المنظُومة الدُوليّة ونُحاصَر ونُعاقَب ونصبح نحن المنبوذ الملاحق بدل العدو. نعني بنحنُ كُل من يُؤمنُ بمشروع المُقاومة والعودة والتحرير في كل أرجاء العالم ومن يؤمن بإستعادة كُل الحق العربي الفلسطيني كاملا دون نقصان من رأس الناقُورة إلى أمّ الرشراش ومن الجولان إلى سينَاء ومن المتوسط إلى الهندي ومن المحيط إلى الخليج ومن الماء الى الماء.
لن نهتمَّ بما قيل مساء اليوم في أمريكَا وفي رام الله عطفا على خُطة حرب لن تُوقفهَا إلاّ الحرب وستواصل الحرب بحروب أخرى على اعتبار أنهَا تُخفي كل مندرجات ما سُمّي سابقا خطة صفقة القرن وبصفقة إبادة أخطر بكثير من الخطة السابقة رغم موافقة المقاومة على ما وافقت عليه سابقا وأكثر وطلب التفاوض. واهم جدا من يعتقد أنها تتعلقُ بغزة فقط وينتهي الأمر.
وعلى ذلكَ لم يعُد من المُمكن الوقوف في منتصف الهَاويَة ولا إخفاء كُل الحقيقة والوقوف فقط عند عناوين الزيف وبيع الأوهام وتزييف الوعي، بل يتوجّبُ علينا أن نُذكّر بما يلي:
أولا: منذُ سنة 1937 وفي سيَاق ما عُرف وقتها بلجنة "بيل" البريطانية التي نادت بما يُسمّى دولتين وبعدَ عشر سنوات أي سنة 1947 عندَمَا وقعت جريمة مَا يُسمى تقسيم فلسطين من طرف الأُمم المُتحدة، ومسار الحُرُوب المُستمرة على شعبنا في فلسطين المُقاوِمة وعلى عموم أُمتنا وأحرار الانسانية يتقدّمُ بالجرائم والإرهاب نحو الإبادة والإفناء حتى وصلنَا هذه اللحظة الخطرة وغير المسبُوقة في تاريخ الحرب. ما من بُدّ اليوم إلّا بالعمل عَلى نزع الإعتراف الدُّولي عن  كيان العَدُوّ ومن طرف الأُمم المُتحدة ذاتها وبقيّة من اعترف بمَا في ذلك المُنظمات والمُؤسسات الدولية والمحاكم الدولية بقُوة المُقاومة الشعبية من جهة والمُقاومة المُسلحة من جهة أُخرى.
ثانيا: نزع العسكرة الصهيو-أمريكيّة للعالم وقطع شريان التسليح والتمويل والتغطية السياسية والديبلومَاسيّة والقَانُونيّة والثقافية والتعليمية والاعلاميّة عن هذا النظام الصهيو-أنغلو-أمريكي الدولي والمُعولم.
ثالثا: ضرُورةُ الكفاح من أجل انهَاء الهيمنَة العسكرية والأمنيّة والاستخباريّة الناتجة عن انتشَار القواعد العسكريّة الأمريكية والعلاقات العسكرية والأمنية والاستخبارية معَ كيان العدُوّ ومن يرعاه سواء عبرَ الاتفاقيات أو عبرَ السفارات والقُنصليّات أو عبرَ الخطُوط والخيُوط السريّة والمخفيّة والمُتغلغلَة في كافة أنحاء الوطن العربي والافريقي وعُموم المشرق والمغرب وغرب آسيَا.
رابعا: العَمَل على تحصين الجبهَات الداخلية وسدّ الثغرات التي يتسرّبُ منهَا العدُوّ قانونيّا وأمنيّا وإقتصاديا وتربويّا وثقافيّا.
خامسا: توجيه أقصى درجات الجُهد الشعبي الانساني والعالمي نحوَ إتحاد جمهوريات وحركات وأطُر التحرير والمُقَاومة من جُمهوريات مُقاومة وحركات ومنظمات شعبيّة.
سادسا: بما أن العالمَ أصبح مُنقسما بين معترف بشرط اعترافين أو بشرط اعتراف مُتبَادَل ومنقسما بين منحاز للوجود الفلسطيني والعربي ومنحاز للعدو، وبمَا أنَّ فلسطين ليست مُجرّد مجال جغرافيّ يتحرّر جغرافيا وإنما جماعيّا وجيوسياسيا ووجوديّا وجِيُوُجوديّا وبما أنّهُ لا يُمكنُ لغزة أن تُصبحَ أرض استسلام وسياحة عُبوديّة واحتلال من أجل الإدارة الجيُوسياسية لحوض المُتوسّط وهندسة الجغرافيا السياسية للطّاقة زائد تحويلهَا إلى قاعدة لتدمير المنطَقَة، وبمَا أنَّهُ لا يُمكنُ التحرير دُون تصوّر سليم للتحريرمهما عظمت الكلفة وغلت التضحيات وطال الزمان، فإنهُ يجبُ علينَا أن ندفع وبوضوح تامّ نحو مواصلة الكفاح في العالم أجمع ضد إنكَار الحق العربي الفلسطيني كاملا تحريرا وأرضا وشعبا ودولة وعودة وسلاحا ومُقدّسات.
سابعا: وفي إطار الجُهد المبذول في بلادنا التُونسيّة العزيزة لا يحقّ طبعا التقصير في مُواصلة العمل على تحرير أبناء تُونس المُختطفين ونصرة فلسطين وغزة والمُقَاومة ورفضا للإستسلام وتنديدا بجريمة المُشاركة في فرض هذا الإستسلام وتأكيدا عَلى أنّهُ لا خيار إلاّ خيار المُقَاومة وتعزيز مُبادرات الصّمُود ولا إلتزام إلاّ بالسلاح من طرف كُل من يُؤمن بحركات التحرير وتيارات المُقَاومة الوطنية فكرا وروحا وانتظاما.
يَفترض من أعلن الحرب علينا ويهددنا بها أننا إنهزمنا أو سنُهزم وكأن المقاومة، بعبارات أخرى، إما مهزومة أو ستُهزم، وهو في الحقيقة ومهما فعل عاجز حتى الآن عن إقتلاع صورة نصر واضح أو مطلق كما يدّعي وعاجز عن إبادة صوت الإنسانية. ولذلك آن أوان هذه الإنسانية كلها وقد صارت كلها مهددة وعلى باب الهاوية، وهي في الحقيقة الخيار والأفق.
صدقَ الشهيد فتحي الشقاقي الأمين العام المُؤسّس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حينَما قال يوما: "أيها المسلمون والعرب إسرائيل الكُبرى قادمة إن بقيتُم على حالكُم أو يستبدلكُم الله بأحسن منكُم. فانهضوا جميعا قبل أن تمُوتوا فُرادى".

 

 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

يُحكَى عن صفقة ترامبية جديدة بلغة أشبه بالموت ما بعد الموت وليس بالحياة ما بعد الموت ولا بالحياة
20:11 - 2025/09/29
د. محمد الصادق بوعلاق دكتور مهندس، باحث في مجال الفكر الإسلامي
07:00 - 2025/09/29
دونالد ترامب رجل لا يغلق فمه ، ويكذب في الشهيق وفي الزفير،  وقد فكرت أن أصفه بالكذاب المتسلسل قيا
07:00 - 2025/09/29
يقف العرب اليوم مشدوهين جماهير وحكاما ونخبا.
07:00 - 2025/09/28
في ذكرى كل شهيد اختار الإرتقاء: كما ثمن التحرير. علاجُ فقدِك أعمارنا.
19:14 - 2025/09/26
بقلم:  سميرة بن مصباح – أستاذة باحثة
07:00 - 2025/09/23