سيقدٌم مساء اليوم الأربعاء المسرحي كيلاني زقروبة مسرحيته الجديدة كوميديا 2 أمام لجنة الشراءات والأنتقاء لوزارة الثقافة بساحة مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين على الساعة 11 ليلا. هذه المسرحية زقروبة الذي عرفناه في عديد الأعمال المسرحية أخرها الراينو سيتي للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين أخراج علي اليحياوي قال ل " الشروق أونلاين " أن هذه المسرحية تعالج  فاجعة"الحرقة" بطريقة كوميدية ساخرة من خلال أقنعة الكوميديا دي لارتي والتي يشارك فيها كل من لطفي الناجح و خالد اللملومي وعمار التليلي وعبد السلام المجدوب ونادية تليش ولسعد جحيدر والكيلاني زقروبة وإدارة الإنتاج مفتاح بوكريع.
المسرحية  تقدٌم حكاية بسيطة لعجوز بخيل يمتهن بيع الخضر والغلال في عربته المتجولة بطريقة عشوائية وذات يوم هتف له حريف متحيل بفكرة الهجرة إلى سويسرا والعيش الرغيد والحياة الكريمة، فيعيش في هذا الحلم إلى أن تباغته زوجته وخادمه، فيعدهما بأنه سوف يأخذهما معه إلى سويسرا. يواصل المتحيل الإيقاع بضحاياه حيث يقنع شخص آخر وهو عامل نظافة بإمكانية تغيير حياته و يشتغل بنقل الأشخاص إلى سويسرا: هذا الرجل البسيط تنطلي عليه الحيلة ويصبح حراقا ... إلا أن خداع هذه المجموعة لبعضها يجعلها تسقط في قبضة الشرطة.
وعمل الكيلاني زقروبة على توظيف  الذاكرة الشعبية في سياق درامي إذ تبدأ  المسرحية بالرقص والغناء الذي يؤديه الممثلون أغنية "قد الخبزة قد المرقة الفاضل ما ثماش" وهي الأغنية التي أشتهرت بها فرقة  غبنتن في إحالة على " الوضع العام بالبلاد من صعوبات اقتصادية وبطالة وفقر وحرمان وتهميش، تدخلنا مباشرة في عالم المسرحية حيث عمد كاتب النص إلى رصد كل المشاكل في جهة الجنوب والتي تجعل شبابه يلقي بنفسه في البحر وتتوالى المأساة حيث تلفظ الجثث يوميا.." 
وتطرح المسرحية كل هذه القضايا بأسلوب كوميدي ساخر يدمج المتفرج في العرض فيضحك ويضحك ويبكي بحرقة لتنتهي المسرحية بأغنية الحرقة لفرقة "غبنتن" يؤديها الممثلون نازعين عنهم أقنعة الكوميديا دي لارتي ورافعين صور شباب المنطقة الذين غرقوا في البحر في فاجعة مركب قرقنة وغيرها.
أهمية المسرحية أنٌها تعرٌض في الفضاءات المفتوحة خارج الفضاءات التقليدية للعروض بما يمنحها طابعا تنشيطيا أيضا لتجذير ثقافة الفرجة وهي جزء من مشروع فني متكامل يعمل الكيلاني زقروبة على أنجازه.