خلال ندوة صحفية انتظمت مؤخرا بتونس العاصمة،  قدم المختص في القطاع السياحي، فؤاد بوسلامة، الجامعة التونسية للموروث الغذائي واعلن ان هذه الجامعة تهدف الى دعم الوجهة السياحية التونسية وبعث جامعة عليا للتكوين وفق مواصفات واعتماد دولي واطلاق مسابقة وطنية لفنون الطبخ و الطهي و تتظيم افطار جماعي بقصر الجم خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان القادم مع حضور مختلف السفراء المعتمدين بتونس وعدد من الوجوه الفنية و المبدعين واضاف ان الجامعة تضع اللمسات الاخيرة لتأسيس هيكل عربي يجمع مختلف المختصين في الموروث الغذائي. و استعرض رئيس الجامعة في تدخله ثراء و تنوع المطبخ التونسي الذي يعد ملتقى للحضارات و الديان و الثقافات و مختزلا لجميع النكهات و الاذواق المتوسطية مضيفا بان الغذاء التونسي استفاد من موائد شعوب عريقة مثل الفينيقيين، والقرطاجيين، والرومان، والبربر، كما استفاد أيضا من الموائد العربية والأندلسية، وفي العصور الحديثة اختلط بالموائد اليهودية والإيطالية والفرنسيّة والمالطيّة فأخذ عنها الكثير. 
و ذكر بوسلامة بان أصول العادات الغذائية التونسية تعود إلى أعماق الفضاء الثقافي للشرق الأوسط القديم   و لم يغير قدوم المسلمين نوعية الغذاء التونسي - الذي بقي محافظا على أنماطه القديمة فيما مكن توافد العرب الأسبان من الاندلس وكانوا ينتمون كلهم إلى شرائح اجتماعيّة مختلفة من اثراء المائدة التونسية فظهرت طرق طبخ أندلسية جديدة  مثل صناعة بعض الحلويات ومشتقات الحليب منها الجبن الذي يلقّب اليوم بالتستوري والسمن وأنواع العجين كالحلالم والدويدة والفطائر كالاسفنج والشربات وطرق حفظ المواد الكاملة ونصف الكاملة.
 و هكذا أصبح للأندلسيين دور كبير في تحوير نوعية التغذية التي كانت إلى حدّ ذلك الوقت مركزة أساسا على العجين. و اصبح الطبيخ التونسي عنصرا ثقافيا هامّا يسهم فعلا في الحفاظ على خصوصيّة متوسّطية كما يبقى خاضعا لنظام غذائي متوسطي. واعتمادا على قانون الاقتباس الذي تخضع له الحضارة المتوسّطية بفضل تفتّحها فإنّ الطبيخ التونسي قد أثري لا محالة بمواد ومقوّمات جديدة وبطرق تتبيل وتحضير موروثة أو منقولة عن شعوب أجنبية. و قال بوسلامة ان ارض تونس التقت عليها العديد من الجاليات كالإيطالية والفرنسية واليونانية والاسبانية والمالطية وكذلك الجالية اليهودية توانسة واليهودية المفرنسة قرانة. 
وما عدا الفوارق الطقوسية يبقى طبخ يهود تونس مظهرا مهمّا من مظاهر التعايش ومحلّ تقارب وتوفيق مكيّف بتبادل يومي قوي. وتجدر الإشارة إلى بعض الأطعمة الخاصة بالمطبخ اليهودي كالشمنكة والعقد والتحفيفة والمدفونة والمنينة وهو لون مستحسن جدّا خاصة في المناسبات والأفراح العائلية والكعابر والمسقي وهو نوع من أنواع الكسكسي. وما تبقّى يخضع لنفس الطبخ ويتطلّب نفس المقوّمات ويتجاوب مع أذواق اليهود والمسلمين بالتساوي.