تونس/الشروق اون لاين 
ينعقد بعد ظهر اليوم في قصر قرطاج مجلس الامن القومي للتباحث حول جملة من القرارات الخاصة بالإجراءات المعتمدة لتفادي انتشار فيروس كوفيد 19 (كورونا). ويمثّل الحجر الصحّي الشامل الذي تمّ اعتماده منذ 22 مارس الجاري واحدا من الاجراءات الوقائية الصارمة التي لجأت اليها تونس للحول دون الانتشار الواسع للفيروس وسيكون هذا الاجراء من ابرز النقاط التي سيتم التداول حولها لتقييم مدى نجاعتها وكذلك فرضيّة التمديد فيها لاسبوعين إضافيين بعد انتهاء مدتها الأولى في 4 افريل المقبل.

وفي تصريح لـ"الشروق اون لاين" اعتبر مختصون ان الحجر الصحي الشامل هو قرار صحّي له فاعليته من حيث التحكّم في الحالة الوبائية للفيروس والتخفيض من حدة انتشاره وتأجيل الوباء الى حين الاستعداد الكامل لتونس لمقاومته من حيث تحسين البنية التحتية للمستشفيات واقتناء المستلزمات الطبية والوقائية الضرورية والى حين ربّما توفّر لقاح لهذا الفيروس في ظلّ تسارع البحوث العلمية.
وفي هذا الاطار قال الدكتور امين سليم الخبير في التحاليل الجرثومية وعضو اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كوفيد 19 لـ"الشروق اون لاين" إنّ "التمديد في الحجر الصحّي الشامل الى غاية 15 افريل القادم امر ضروري من وجهة نظر علمية وصحية باعتبار وان ذلك سيمنح تونس فرصة التحكّم في الحالة الوبائية ومراقبة منحنى انتشار الفيروس".

واعتبر الدكتور امين سليم ان الحجر الصحي الشامل كاجراء صحّي وقائي كانت له نتائج طيبة "فهو فرضية تم اعتمادها بهدف تأخير الوباء الى حين الاستعداد الكامل لمواجهته وكذلك للتخفيض في عدد الإصابات وعدد الوفايات". وبخصوص فرضية اختفاء الفيروس مع ارتفاع درجات الحرارة قال الدكتور امين سليم "هذه فرضية ونحن مازلنا نجهل بعدُ كيف يمكن لهذا الفيروس ان يتطور ولكن لدينا تجربتين من فيروسين من فيروسات كورونا وهما فيروس السارس الذي ظهر في الصين في نوفمبر من العام 2002 ثم اختفى بانتهاء شهر افريل وفيروس كورونا الذي ظهر في 2012 في الخليج وهو ما يزال يتواجد في المنطقة الى اليوم رغم درجات الحرارة المرتفعة في المنطقة وبالتالي نحن اليوم نبني على أساس فرضيات علمية لمدى تطور هذا الفيروس".

واعتبر الدكتور سليم ان العدد الحالي للتحاليل اليومية كاف وسيتدعم خلال الأسبوعين القادمين ليبلغ الف تحليل يوميا. 
من جهته قال الدكتور نبيل بن صالح عضو اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كوفيد 19 لـ"الشروق اون لاين" إنّ الحالة الوبائية الحالية تفرض تمديد في الحجر الصحي الشامل "الى غاية 28 افريل حسب رايي وذلك تفاديا لتفشي الفيروس حيث تكون العدوى مرتفعة في الأماكن المكتظة".

كما قال الدكتور بن صالح إنّ اعتماد التحاليل السريعة قد تكون أيضا حلاّ للتخفيف من الحجر الصحي الشامل وحلاّ للوقاية دون انتشار الفيروس و"بهكذا خطوة نكون قد اقتربنا من السيناريو الكوري".
ويتوقع الدكتور بن صالح ان تكون ذروة انتشار الفيروس منتصف افريل المقبل.