في سهرة مشتركة على ركح الحمامات: "سوداني" و"جذب" يحلّقان بالجمهور بين البوب والإنشاد الصوفي

في سهرة مشتركة على ركح الحمامات: "سوداني" و"جذب" يحلّقان بالجمهور بين البوب والإنشاد الصوفي

تاريخ النشر : 11:41 - 2025/07/18

عرضان متناقضان في الشكل ولكنهما متكاملان في المضمون: حمل الأول توقيع الفنانة التونسية الشابة "سوداني"، والثاني أيضا هو عرض تونسي للثنائي الموسيقي "جذب" بعرضهما الروحي "وليا". وقد اجتمع هذان العرضان في سهرة مشتركة أمس الخميس 17 جويلية ضمن فعاليات الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي، فكانت مساحة زمنية كافية لتحلّق بالجمهور بين ضفاف البوب المعاصر وجذور الإنشاد الصوفي بتوزيع جديد مبتكر وغير مألوف.

افتتحت الفنانة الصاعدة سوداني السهرة بحضور آسر وصوت دافئ تؤكد به أنها مشروع فني ناضج يخط طريقه بثبات في عالم الموسيقى المعاصرة. وقدّمت سوداني عرضا مزجت فيه بين البوب والديسكو والفانك بإيقاعات تونسية محلية مدفوعة بطاقة أنثوية حرة وشجاعة.

ومنذ إصدار أغنيتها الأولى "ماذا بيا؟" سنة 2021، أثبتت سوداني أنها تحمل مشروعا موسيقيا مختلفا يستلهم من السينما والشعر والواقع اليومي، ويعيد تشكيل الأغنية التونسية برؤية حديثة. وقد كان جمهور الحمامات على موعد مع أداء حي لأغنية جديدة من ألبومها الأول المرتقب والذي سيصدر مع موفى هذا العام.

"هذا المسرح حلم لكل فنان تونسي وأن أكون على ركحه اليوم، فهذا يعني لي الكثير"، بهذه الكلمات عبرت سوداني عن امتنانها لمهرجان الحمامات الدولي، مؤكدة أن ما تسعى إليه هو "أغنية تونسية عالمية" تعكس تنوع مشاربها الموسيقية.

وبعد عرضها المتوهج بإيقاعات البوب، خيّم هدوء مهيب على الركح لتنطلق رحلة موسيقية من نوع مختلف تماما. وقدم الثنائي "جذب" المتكوّن من مريم حمروني ومحمد برصاوي عرضه "وليا" وهو مصطلح دارج في اللهجة التونسية وتعني "الأولياء الصالحين"، فكان العرض تجربة حسية وروحية جعلت من الصوت أداة تطهير وتحرر للذات.

وبصوتها الشجي، اخترقت مريم عواطف الجمهور في طقس موسيقي استلهم من الإنشاد الصوفي والمدائح المغاربية فأدت "نادو لباباكم يا فقرا" و"يا شاذلي يا بلحسن" و"نمدح الأقطاب" وغيرها من المدائح والأذكار وختمتها بترنيمة بعنوان "نكبة" استحضرت في عمقها الوجع الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الصهيوني أمام صمت العالم. فيما اشتغل برصاوي على خلفيات إلكترونية دقيقة ومدروسة يمتزج فيها الماضي بالحاضر والنغمة بالتأمل. وبدا هذا العرض أقرب إلى جلسة روحية جماعية.

وتقوم فلسفة "وليا" بحسب الثنائي جذب على إعادة تخيّل التراث لا تكراره. وأكدا على مشروعيتهما في إعادة توزيع الألحان التراثية، معتبرين أن "من حق أي فنان أن يعيد إخراج تراثه بالطريقة التي يراها، وإلا لن تكون هناك استمرارية أو فعل فني خلاّق".

وقد جمع بين سوداني و"جذب" في هذه السهرة توجّه فني يسعى إلى التحرر من القوالب وبناء لغة موسيقية تونسية مبتكرة متصالحة مع جذورها وهويتها في الآن ذاته. وقد اختارت الأولى البوب وسيلة للتعبير عن الهوية الفردية المعاصرة، بينما اختار "جذب" الإنشاد كبوابة للاتصال مع الذات والذاكرة الجماعية.

وللتذكير فإن الموعد يتجدّد هذه الليلة 18 جويلية مع الفن الرابع، إذ يتابع الجمهور عرضا لمسرحية "كيما اليوم" للمخرجة ليلى طوبال وإنتاج مشترك بين المسرح الوطني التونسي و"الفن مقاومة"، هي تجربة مسرحية مبتكرة تمزج بين الرمزية والواقع، حيث تسرد قصة اختفاء الطفلة دنيا في ظروف غامضة بعد احتفالها بعيد ميلادها. هذا العمل الجديد هو ثمرة مسيرة تمتد لأكثر من أربعين عاما للفنانة ليلى طوبال في المسرح ويجسد رؤيتها في تقديم عروض مسرحية تحمل رسائل إنسانية كونية.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

بدعوة من جمعية "تونس على نهر السان" تحول الشاعر الجليدي العويني إلى باريس حيث مثلت زيارته حدثا ثق
14:12 - 2025/07/18
أثار مقطع فيديو عفوي من فقرة "Kiss Cam" في حفل فرقة كولدبلاي بمدينة "بوسطن"، ضجةً واسعة على السوش
11:33 - 2025/07/18
أصبح مغني الراب الأميركي سنوب دوغ رسميا شريكا في ملكية نادي سوانزي سيتي، المنافس بدوري الدرجة الأ
10:21 - 2025/07/18
توفّيت أمس الخميس والدة الفنانة التونسية المقيمة في مصر هند صبري  يشار الى ان والدة الفنانة هند ص
07:00 - 2025/07/18
 عادت بنا الشّاعرة تاج الخياري إلى ذاكرة جدّة مناضلة ، «قدّمت أيّام المستعمر ما رأته واجبا للوطن
07:00 - 2025/07/18
نال مقطع فيديو كشف عن خيانة رجل لزوجته عبر تيك توك  أكثر من 5.8 مليون مشاهدة، في حفل فرقة "كولدبل
22:58 - 2025/07/17
عقدت جمعية مهرجان ليالي الصيف الدولي بالقيروان مساء اليوم الخميس 17 جويلية 2025  ندوة صحفية بأحد
22:20 - 2025/07/17
أعلنت تلمندوبية الجهةية للثقافة بسليانة عن برمجة المهرجان الدولي بسليانة في دورته 48 والذي سينطلق
19:45 - 2025/07/17