فيما تفاعلت مؤسسات الدولة والمجتمع المدني مع جائحة «كورونا»....الأحزاب السياسية تكتفي بالفُرجة
تاريخ النشر : 09:03 - 2020/04/14
عرّت جائحة «كورونا» البنى الهشة لمجمل أحزابنا،اذ لم يرى المواطن لمختلف التشكيلات السياسية من دور يذكر في الجهد الوطني المبذول لمجابهة تداعيات الازمة التي تعيشها تونس مع العالم.
تونس - الشروق:
أثار غياب الاحزاب السياسية عن لعب دور في مجابهة تداعيات انتشار فيروس «كورونا» تساؤلات لدى الرأي العام، رافقتها حملات سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي تمنت اجراء انتخابات سابقة لأوانها عسى ان تخرج الاحزاب ما في جعبتها من مساعدات ووقوف الى جانب المواطن كما تفعل دائما في المحطات الانتخابية.
وباستثناء عدد من المنتمين الى الاحزاب والممثلين لها في البرلمان، وبعض المبادرات الفردية لمن يساهمون في جهود التنسيق في جهاتهم قصد جمع التبرعات وحسن توزيعها لم تبد الاحزاب تفاعلا ايجابيا في التعاطي مع جائحة «كورونا وتداعياتها»
أي دور مفترض للأحزاب؟
من الناحية النظرية يحيل جوهر النشاط الرئيسي للحزب السياسي في تبني افكار وقيم مشتركة تساعد على تنفيذ برامج قوامها خدمة المواطنين وتاطيرهم وتلبية احتياجاتهم، فبغض النظر عن تصنيف تموقع الحزب أكان في الحكم أو في المعارضة ،فإن مجمل أنشطته من المفروض ان تكون في تماس دائم مع المواطن في الحالة العادية، فما بالك بحالة المحن التي نعيش احداها اليوم.
ويجمع الملاحظون أن احزابنا كان بامكانها لعب دور مهم في التقليل من اثار الوباء، فالكف المسجل عن التجاذبات السياسية امر محمود لكنه لا يحجب عن الاحزاب تقاعسها من ناحية الاسهام في الجهد الوطني المبذول للتغلب على فيروس «كورونا».
وكان من الممكن أن تساهم القواعد الجهوية للأحزاب وخاصة منها احزاب الحكم في المجهود التاطيري لحث الناس على عدم خرق اجراءات الحجر الصحي ، او ان نراها صفا واحدا مع مكونات المجتمع المدني والمبادرات المواطنية التلقائية التي شاركت في تنظيم طوابير المواطنين المتجمعة امام مراكز البريك ومقرات المعتمديات والمساحات التجارية ، وفي احكام الرقابة على التزويد وتنظيم عمليات التبرع أو في حث المسؤولين على التبرع بجزء من اجورهم ومنحهم وتقديم اقتراحات عملية تعاضد الجهد الوطني.
فاقد الشيء لا يعطيه
كل ما تقدم ذكره لم يحصل لأن فاقد الشيء لا يعطيه، اذ يرى المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي في تصريحه لـ››الشروق›› أن الاحزاب السياسية كانت غائبة في مؤازرة المواطنين في هذه الجائحة بما رسّخ انطباع شعبي عام بأن معظم التشكيلات السياسية لها نزهة انتهازية ووصولية تظهرها في المحطات الانتخابية طمعا في تعبئة الاصوات وسرعان ما تتنكر للوعود التي اطلقتها زمن الحملات.
ولاحظ عبد اللطيف الحناشي أنّ غياب الدور الاجتماعي في سلوك الاحزاب السياسية كان لافتا لفترة ماقبل انتشار وباء كورونا، اذ تعالت الاصوات الناقدة لهشاشة البنى الحزبية في تونس التي تشكّل جزء منها بشكل سريع وفق مصالح ضيقة ورؤى أضيق، فالأحزاب السياسية وفقه لا ينبغى لها ان تكتفي باصدار المواقف فحسب بل أن تساهم بشكل ملموس في الجهد التأطيري ومرافقة المواطنين في الحصول على الخدمات الاساسية ونحوها.
كما نوّه المتحدث الى أنه من الناحية النظرية يمكن لجائحة كورونا أن تكون لها تداعيات على التنظيمات الحزبية التي ستفقد مصداقيتها مستقبلا بسبب جلوسها على الربوة ، مضيفا بأن هذه التداعيات لا يمكن التنبؤ بها خاصة وأن البناء الحزبي عموما يقوم على النفوذ المالي والولاءات الفرعية التي تعبأ بها معظم الاحزاب الاصوات والقواعد، فالأحزاب القائمة على فكر ومشاريع هي الوحيدة التي يمكن ان تكون في موضع احراج ان تقاعست عن لعب دورها أما التي نشأت لمصالح ضيقة فانها لا تهتم كثيرا بمسألة اعادة صياغة العقد الاجتماعي.
في المحصلة، ولئن يثمّن الجميع تفادي الاحزاب السياسية مواصلة التجاذبات السياسية والانقسامات في سياق تحقيق الوحدة الوطنية المنشودة، فإن المطلوب منها مزيد الالتصاق بالمواطنين ولعب أدوار متقدمة واستغلال الازمة ايجابيا في القطع مع الصورة النمطية التي تضع كل الاحزاب في سلّة واحدة عنوانها أحزاب الانتهازية

عرّت جائحة «كورونا» البنى الهشة لمجمل أحزابنا،اذ لم يرى المواطن لمختلف التشكيلات السياسية من دور يذكر في الجهد الوطني المبذول لمجابهة تداعيات الازمة التي تعيشها تونس مع العالم.
تونس - الشروق:
أثار غياب الاحزاب السياسية عن لعب دور في مجابهة تداعيات انتشار فيروس «كورونا» تساؤلات لدى الرأي العام، رافقتها حملات سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي تمنت اجراء انتخابات سابقة لأوانها عسى ان تخرج الاحزاب ما في جعبتها من مساعدات ووقوف الى جانب المواطن كما تفعل دائما في المحطات الانتخابية.
وباستثناء عدد من المنتمين الى الاحزاب والممثلين لها في البرلمان، وبعض المبادرات الفردية لمن يساهمون في جهود التنسيق في جهاتهم قصد جمع التبرعات وحسن توزيعها لم تبد الاحزاب تفاعلا ايجابيا في التعاطي مع جائحة «كورونا وتداعياتها»
أي دور مفترض للأحزاب؟
من الناحية النظرية يحيل جوهر النشاط الرئيسي للحزب السياسي في تبني افكار وقيم مشتركة تساعد على تنفيذ برامج قوامها خدمة المواطنين وتاطيرهم وتلبية احتياجاتهم، فبغض النظر عن تصنيف تموقع الحزب أكان في الحكم أو في المعارضة ،فإن مجمل أنشطته من المفروض ان تكون في تماس دائم مع المواطن في الحالة العادية، فما بالك بحالة المحن التي نعيش احداها اليوم.
ويجمع الملاحظون أن احزابنا كان بامكانها لعب دور مهم في التقليل من اثار الوباء، فالكف المسجل عن التجاذبات السياسية امر محمود لكنه لا يحجب عن الاحزاب تقاعسها من ناحية الاسهام في الجهد الوطني المبذول للتغلب على فيروس «كورونا».
وكان من الممكن أن تساهم القواعد الجهوية للأحزاب وخاصة منها احزاب الحكم في المجهود التاطيري لحث الناس على عدم خرق اجراءات الحجر الصحي ، او ان نراها صفا واحدا مع مكونات المجتمع المدني والمبادرات المواطنية التلقائية التي شاركت في تنظيم طوابير المواطنين المتجمعة امام مراكز البريك ومقرات المعتمديات والمساحات التجارية ، وفي احكام الرقابة على التزويد وتنظيم عمليات التبرع أو في حث المسؤولين على التبرع بجزء من اجورهم ومنحهم وتقديم اقتراحات عملية تعاضد الجهد الوطني.
فاقد الشيء لا يعطيه
كل ما تقدم ذكره لم يحصل لأن فاقد الشيء لا يعطيه، اذ يرى المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي في تصريحه لـ››الشروق›› أن الاحزاب السياسية كانت غائبة في مؤازرة المواطنين في هذه الجائحة بما رسّخ انطباع شعبي عام بأن معظم التشكيلات السياسية لها نزهة انتهازية ووصولية تظهرها في المحطات الانتخابية طمعا في تعبئة الاصوات وسرعان ما تتنكر للوعود التي اطلقتها زمن الحملات.
ولاحظ عبد اللطيف الحناشي أنّ غياب الدور الاجتماعي في سلوك الاحزاب السياسية كان لافتا لفترة ماقبل انتشار وباء كورونا، اذ تعالت الاصوات الناقدة لهشاشة البنى الحزبية في تونس التي تشكّل جزء منها بشكل سريع وفق مصالح ضيقة ورؤى أضيق، فالأحزاب السياسية وفقه لا ينبغى لها ان تكتفي باصدار المواقف فحسب بل أن تساهم بشكل ملموس في الجهد التأطيري ومرافقة المواطنين في الحصول على الخدمات الاساسية ونحوها.
كما نوّه المتحدث الى أنه من الناحية النظرية يمكن لجائحة كورونا أن تكون لها تداعيات على التنظيمات الحزبية التي ستفقد مصداقيتها مستقبلا بسبب جلوسها على الربوة ، مضيفا بأن هذه التداعيات لا يمكن التنبؤ بها خاصة وأن البناء الحزبي عموما يقوم على النفوذ المالي والولاءات الفرعية التي تعبأ بها معظم الاحزاب الاصوات والقواعد، فالأحزاب القائمة على فكر ومشاريع هي الوحيدة التي يمكن ان تكون في موضع احراج ان تقاعست عن لعب دورها أما التي نشأت لمصالح ضيقة فانها لا تهتم كثيرا بمسألة اعادة صياغة العقد الاجتماعي.
في المحصلة، ولئن يثمّن الجميع تفادي الاحزاب السياسية مواصلة التجاذبات السياسية والانقسامات في سياق تحقيق الوحدة الوطنية المنشودة، فإن المطلوب منها مزيد الالتصاق بالمواطنين ولعب أدوار متقدمة واستغلال الازمة ايجابيا في القطع مع الصورة النمطية التي تضع كل الاحزاب في سلّة واحدة عنوانها أحزاب الانتهازية