في اطار سلسلة معارضها وصالوناتها الاقتصادية على مدار العام ،يحتضن قصر المعارض بصفاقس الدورة الرابعة والثلاثين لصالون الموبيليا والديكور والصناعات التقليدية الذي تنظمه جمعية المعارض والمؤتمرات الدولية من 18 إلى 28 ديسمبر 2025.
 نسخة 2025 التي يفتتحها رسميا والي صفاقس محمد الحجري غدا الجمعة تراهن على التجديد في الشكل والمضمون وتعيد طرح سؤال الجودة والابتكار في قطاع يشهد حركية لافتة خلال السنوات الأخيرة.
 الصالون الذي تحول إلى موعد  قار الى المصنعين وآلاف الزائرين، يعود وفق مصدر مسؤول من الجهة المنظمة هذا العام بديكور مختلف وإخراج بصري أكثر حداثة، بما ينسجم مع تطور أساليب العرض وارتفاع انتظارات الزائرين.

واضاف قطاع الموبيليا في تونس وكما هو معلوم ، يشهد موجات من الانفتاح على آخر الموديلات العالمية فرضت على المصنعين  مجاراة النسق وتطوير خطوط إنتاج جديدة دون التفريط في الهوية الخصوصية للمنتوج الوطني،هذا التوازن بين الحداثة والأصالة هو العنوان العريض لهذه الدورة وهو ما تؤكده جمعية المعارض والمؤتمرات الدولية بصفاقس التي اشتغلت خلال أشهر على انتقاء العارضين وضبط معايير المشاركة.
 ثمانون عارضًا تم اختيارهم هذه السنة من بين مئات المطالب، على مساحة تناهز ثمانية آلاف متر مربع وفق شروط دقيقة تراعي الجودة، الحرفية، والقدرة على تقديم إضافة نوعية حقيقية لهذا الصالون الذي يشكل واجهة حقيقية للقطاع.

اللافت في نسخة 2025 وفق المتحدثى هو حضور الصناعات التقليدية بقوة، ليس فقط كجانب مكمل للعرض، بل كقطاع قائم بذاته يقدّم رؤية جديدة لحرف أصيلة جدّدت نفسها عبر أجيال من الحرفيين والحرفيات. وفي المعروضات هذه السنة بصمة إبداعية واضحة: تزاوج بين الخشب والزخرفة الحديثة، حضور لافت للفخار والجلد والديكور المنزلي اليدوي، ومحاولات جريئة لإعادة قراءة الإرث الحضاري التونسي في قوالب معاصرة، بعيدًا عن التشويه أو الاستسهال.

ولإضفاء نفس اجتماعي على التظاهرة، قررت لجنة التنظيم تخصيص فضاءات للعائلات والأطفال، تجمع بين الترفيه والتسوّق وتخلق ديناميكية طوال ساعات المعرض ، هذه الإضافة الأولى من نوعها في  هذا الصالون، تستهدف جعل الزيارة تجربة كاملة لا تقتصر على متابعة المعروضات فقط، بل توفر أيضًا لحظات استراحة وتفاعل تُنعش المكان وتزيد من جاذبيته.

صالون الموبيليا والديكور والصناعات التقليدية بصفاقس لم يعد مجرد مساحة لعرض المنتوج ، بل أصبح منصة اقتصادية وثقافية تعبّر عن قدرة صفاقس على تجديد روحها الإنتاجية، وتثمين خبرات أبنائها، وتقديم منتوج تنافسي يضاهي نظيره في الأسواق العربية والدولية ،كما يُعد فرصة ذهبية للزائر لاكتشاف آخر الصيحات واقتناء حاجيات منزله أو مكتبه بأسعار تفاضلية وتخفيضات حقيقية يحرص المعرض على إقرارها سنويًا مراعاة للمقدرة الشرائية وتشجيعًا للتجديد في التأثيث.

بهذه الروح المتجددة، وبأصالة الحرفيين والمصنعين المراهنين على صالون الموبيليا والديكور والصناعات التقليدية ، تعود هذه التظاهرة لتؤكد أن صفاقس ما تزال عاصمة اقتصادية تعرف كيف تطوّر نفسها دون أن تفقد جذورها، وتواصل تقديم مواعيد قادرة على جمع الجمالية بالصنعة، والابتكار بالتراث، في توليفة تونسية صرفة لا تخطئها العين بقصر المعارض بصفاقس.