بطاقة: وكان فيروس المعلومة أكثر فتكًا ...
تاريخ النشر : 21:55 - 2020/04/18
منذ حلّ بعالمنا هذا الضّيف الثّقيل والقاتل الملقّب بفيروس كورونا، أضحت لدينا عادات وتصرّفات وردود فعل وحركات وتعليمات جديدة دخلت بيوتنا وكلّ فضاءاتنا في العمل كما في أوقات الحجر الصّحّيّ المفروض.
ومن العادات الجديدة بكلّ أقطار العالم إصدار تقرير يوميّ محيّن، في نفس الموعد، لبيان الجديد على مستوى تفشّي الوباء والعدوى وعدد المصابين والمتوفّين والحالات الأخرى وفق خطورتها.
في تونس، كنّا في الموعد مع هذا البيان اليوميّ الذي أشرفت عليه الدّكتورة نصاف بن عليّة لفترة قصيرة كانت تتولّى خلاله الإجابة عن أسئلة الإعلاميّين الحاضرين وتثري معلوماتنا وتبرز خصوصيّات جديدة لهذا الوباء، غير أنّ الرّياح جرت بغير ما كنّا نتمنّى وهبّت في الإتّجاه المعاكس إلى درجة توالي الوجوه في هذا الموعد الذي تلاعب بتوقيته مسؤولو وزارة الصّحّة وأضحينا نستخدم راداراتنا لمعرفة ساعة الإعلان عن هذا البيان اليوميّ العظيم.
والشّيء الوحيد الذي ظلّ يفرحنا ويطمئننا عند صدور هذه البيانات، تواتر أرقام تؤكّد استقرار سرعة تفشّي العدوى وعدم صعودها بشكل مخيف. غير أنّ المحتويات الأخرى التي من شأنها أن تعطينا فكرة أفضل عن الوضع تكاد تكون غائبة. ذلك أنّنا لا نكاد نعلم شيئًا عن عدد الخاضعين للإنعاش والعناية المركّزة والحالات متوسّطة الخطورة، كما نظلّ نجهل معرفة التّفاصيل عن الفئات العمريّة لضحايا ومرضى الفيروس، وهي معلومات يسهل تقديمها مثلما هو الحال في البلدان الأخرى.
والجدير بالتّذكير أنّ بيان يوم الخميس الماضي، على سبيل الذّكر، ورد في الحادية عشر ليلًا، في حين أنّ بيانات أخرى تضمّنت أرقامًا غير صحيحة وتولّى بعض المديرين الجهويّين للصّحّة التّدخّل لإصلاح الأمر.
لكن، ورغم هذا التّقصير على مستوى الإعلام، فإنّ الجهود المبذولة من طرف الجيش الأبيض وتضحياته تحتّم علينا الإثناء على روح المسؤوليّة لدى عناصره بمختلف درجاتهم، وهو ما ساهم بشكل جدّيّ في تجنّب حصيلة كارثيّة لهذا الوباء.
في نفس هذا الإطار، خرج علينا وزير الصّحّة بتصريح إيجابيّ فاجأنا وأفرحنا في نفس الوقت. وفق ما قاله الدّكتور عبد اللّطيف المكّي، فإنّ بلادنا تجاوزت المرحلة الأكثر خطورة للوباء رغم ضرورة مواصلة الحذر والتّقيّد بالتّعليمات الصّحّيّة.
ومن هذا المنطلق نستغرب تغيّر موقف الوزير بعد يومين فحسب من تصريحات أخرى أكثر تخوّفًا. وإن كان الموقف الجديد معتمدًا على مرور أسبوعين على التّجمّعات الغفيرة للباحثين عن مساعدة المائتي دينار وعدم ظهور عواقب وخيمة على مستوى العدوى، فإنّه قد يمهّد الطّريق أمام رئيس الحكومة للإعلان عن مدّة التّمديد في الحجر بما أنّ قيس سعيّد توقّف عند المعلومة دون تفاصيل بينما يؤكّد المكّي أنّه على علم بموعد فترة التّمديد، لكنّه يترك الإعلان عنه لإلياس الفخفاخ. فهل سينتهي مسلسل الإثارة قريبًا بظهور رئيس الحكومة الذي اختفى منذ أن قبض على التّفويض البرلمانيّ؟

منذ حلّ بعالمنا هذا الضّيف الثّقيل والقاتل الملقّب بفيروس كورونا، أضحت لدينا عادات وتصرّفات وردود فعل وحركات وتعليمات جديدة دخلت بيوتنا وكلّ فضاءاتنا في العمل كما في أوقات الحجر الصّحّيّ المفروض.
ومن العادات الجديدة بكلّ أقطار العالم إصدار تقرير يوميّ محيّن، في نفس الموعد، لبيان الجديد على مستوى تفشّي الوباء والعدوى وعدد المصابين والمتوفّين والحالات الأخرى وفق خطورتها.
في تونس، كنّا في الموعد مع هذا البيان اليوميّ الذي أشرفت عليه الدّكتورة نصاف بن عليّة لفترة قصيرة كانت تتولّى خلاله الإجابة عن أسئلة الإعلاميّين الحاضرين وتثري معلوماتنا وتبرز خصوصيّات جديدة لهذا الوباء، غير أنّ الرّياح جرت بغير ما كنّا نتمنّى وهبّت في الإتّجاه المعاكس إلى درجة توالي الوجوه في هذا الموعد الذي تلاعب بتوقيته مسؤولو وزارة الصّحّة وأضحينا نستخدم راداراتنا لمعرفة ساعة الإعلان عن هذا البيان اليوميّ العظيم.
والشّيء الوحيد الذي ظلّ يفرحنا ويطمئننا عند صدور هذه البيانات، تواتر أرقام تؤكّد استقرار سرعة تفشّي العدوى وعدم صعودها بشكل مخيف. غير أنّ المحتويات الأخرى التي من شأنها أن تعطينا فكرة أفضل عن الوضع تكاد تكون غائبة. ذلك أنّنا لا نكاد نعلم شيئًا عن عدد الخاضعين للإنعاش والعناية المركّزة والحالات متوسّطة الخطورة، كما نظلّ نجهل معرفة التّفاصيل عن الفئات العمريّة لضحايا ومرضى الفيروس، وهي معلومات يسهل تقديمها مثلما هو الحال في البلدان الأخرى.
والجدير بالتّذكير أنّ بيان يوم الخميس الماضي، على سبيل الذّكر، ورد في الحادية عشر ليلًا، في حين أنّ بيانات أخرى تضمّنت أرقامًا غير صحيحة وتولّى بعض المديرين الجهويّين للصّحّة التّدخّل لإصلاح الأمر.
لكن، ورغم هذا التّقصير على مستوى الإعلام، فإنّ الجهود المبذولة من طرف الجيش الأبيض وتضحياته تحتّم علينا الإثناء على روح المسؤوليّة لدى عناصره بمختلف درجاتهم، وهو ما ساهم بشكل جدّيّ في تجنّب حصيلة كارثيّة لهذا الوباء.
في نفس هذا الإطار، خرج علينا وزير الصّحّة بتصريح إيجابيّ فاجأنا وأفرحنا في نفس الوقت. وفق ما قاله الدّكتور عبد اللّطيف المكّي، فإنّ بلادنا تجاوزت المرحلة الأكثر خطورة للوباء رغم ضرورة مواصلة الحذر والتّقيّد بالتّعليمات الصّحّيّة.
ومن هذا المنطلق نستغرب تغيّر موقف الوزير بعد يومين فحسب من تصريحات أخرى أكثر تخوّفًا. وإن كان الموقف الجديد معتمدًا على مرور أسبوعين على التّجمّعات الغفيرة للباحثين عن مساعدة المائتي دينار وعدم ظهور عواقب وخيمة على مستوى العدوى، فإنّه قد يمهّد الطّريق أمام رئيس الحكومة للإعلان عن مدّة التّمديد في الحجر بما أنّ قيس سعيّد توقّف عند المعلومة دون تفاصيل بينما يؤكّد المكّي أنّه على علم بموعد فترة التّمديد، لكنّه يترك الإعلان عنه لإلياس الفخفاخ. فهل سينتهي مسلسل الإثارة قريبًا بظهور رئيس الحكومة الذي اختفى منذ أن قبض على التّفويض البرلمانيّ؟