انفراجة في قطاع النفط الليبي

انفراجة في قطاع النفط الليبي

تاريخ النشر : 13:05 - 2022/08/04

تعتبر معالم الدور الروسي في إيجاد حل للأزمة التي تعاني منها ليبيا، من الأساسيات الهامة في طريق تحقيق استقرار في هذا البلد الغني بالنفط، فقد سعت روسيا لتحقيق توازن في علاقاتها بين الفاعلين الإقليمين والدوليين المؤثرين في الأزمة الليبية، وحددت سياساتها وفقًا لآفاق عدة بهدف منع انجرار البلاد إلى حرب أهلية جديدة، ومنع استغلال شخصيات داخلية أو خارجية للكنز الليبي وعصب اقتصاد بلادهم.
فبالتزامن مع إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، وتعيين المصرفي فرحات بن قدارة كبديل عنه، زادت حدة التوتر في العاصمة طرابلس وزادت المخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة، خصوصًا مع رفض صنع الله لقرار إقالته، لكن موسكو من جانبها رحبت بهذا القرار.
ودعت جميع الأطراف لتهدئة النفوس، حيث رأت بأن تغيير إدارة مجلس المؤسسة، يفضي بتحقيق انفراجة في الحصار الذي واجه القطاع النفطي، واعتبرته قرارًا صائبًا، ومن شأنه أن يحيد شريان الإقتصاد الليبي عن التناقضات السياسية، ويزيد من معدل الانتاج النفطي الليبي.
الترحيب جاء على لسان وزير خارجية موسكو، سيرغي لافروف، الذي قال بأن تعيين فرحات بن قدارة سيُخرج قطاع النفط الليبي من التجاذبات السياسية بين الأطراف الداخلية في ليبيا. مؤكدًا بأنه سيكون هناك أوجه تعاون إقتصادي مع الجانب الليبي في مجال إنتاج النفط والغاز، الأمر الذي سيُساهم بشكل كبير في إنعاش الإقتصاد الليبي وتحقيق أكبر فائدة من عائدات النفط لصالح الشعب الليبي.

حيث تجدر الإشارة إلى أنه لم يمض الكثير من الوقت بعد تعيين بن قدارة، حتى أعلنت ليبيا، في 26 يوليو، ارتفاع إنتاجها من النفط الخام إلى 1.025 مليون برميل يوميًا، عقب انخفاض دام ثلاثة أشهر، بسبب موجة إغلاقات شهدتها حقول وموانئ النفط.
هذا حيث أنه وبحسب الأنباء وبعدما أعرب الجانب الروسي دعمه لقرار تعيين فرحات بن قدارة، أعلنت شركة هاليبرتون الأمريكية للبترول خروجها من السوق الليبي دون توضيح الأسباب. وإعتبر المحللين والخبراء في الشأن الليبي أن هذا الخروج المُفاجئ جاء تعبيراً عن إعتراضهم على إقالة مصطفى صنع الله.
حيث أنه في وقت سابق كان مصطفى صنع الله على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وماضين قدماً نحو تمرير المقترح الأمريكي لفرض الوصاية على عائدات النفط الليبية، الأمر الذي فشلت في تمريره وإقالة مصطفى صنع الله من منصبه كانت بمثابة الضربة القاضية لهذا المقُترح الرامي لنهب ثروات الشعب الليبي.
وقال في هذا السياق المحلل السياسي محمد الباروني، بأن تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ودعمه لفكرة إبعاد المؤسسة الوطنية للنفط عن التجاذبات السياسية، دليل قاطع على أن روسيا تبذل قصارى جهدها لضمان تحقيق مطالب الشعب الليبي في توفير حياة كريمة طيبة خالية من جميع أشكال الفوضى والفساد، على عكس باقي الدول التي ساهمت بشكل كبير في تأجيج الصراع الداخلي في ليبيا عن طريق تقديم الدعم للأطراف المُتحاربة.
وشدد الباروني على أن محاولة الغرب تمرير فكرة أن روسيا "تعرقل" انتاج النفط وتصديره في ليبيا، ليس إلا محض افتراء من أجل الانفراد بالثروات الليبية، التي لطالما تحكمت بها واشنطن، وأتباعها من النخب السياسية الليبية، والتي ساهمت في تدهور الوضع الإقتصادي في البلاد ودفعت الشعب للاحتجاج، مؤكدًا بأن تصريحات الوزير الروسي، هي دليل على أن العرقلة كانت تنبع من رئيس المؤسسة المخلوع، وتابع واشنطن المخلص، مصطفى صنع الله.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

أخبر مصدر إيراني لوكالة رويترز للأخبار، أنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو لم
10:05 - 2025/06/22
أثار الهجوم الجوي الواسع الذي أمر به الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد منشآت نووية داخل إيران، فجر
09:41 - 2025/06/22
كشفت القوات المسلحة الإيرانية عن إطلاق صاروخ "خيبر" لأول مرة على إسرائيل في المرحلة الـ20 من عملي
08:10 - 2025/06/22
 بدأت الأصوات في العالم تتعالى من أجل وقف المغامرة التي ينوي الرئيس القيام بها ضد إيران وحذّر الع
07:00 - 2025/06/22
أكد عميد المحامين التونسيين «حاتم مزيو» أن تونس ساهمت بشكل فاعل في المسار القضائي الذي أدى إلى إص
07:00 - 2025/06/22
لاشكّ في أنّ الحرب الصهيونية على فلسطين من بدايتها إلى اليوم هي حرب دينية تقودها جماعات صهيونية م
07:00 - 2025/06/22
رغم الجهود الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية، لا تزال  دول حول العالم تمتلك ترسانات نووية، أ
07:00 - 2025/06/22