مثل 12 سبتمبر 2023 نقطة تحول مهمة في السعي لتمكين المرأة من الإدارة المستدامة للمياه ذلك عن طريق الإنطلاق الرسمي لمشروع "المرأة والمدن المستدامة: تحسين الوصول إلى المياه وإدارة الموارد". هذا المشروع، الذي تموله وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية وينفذه تحالف المدن على مدى العامين المقبلين، له أهمية قصوى.
وفي سياق يفرض فيه تغير المناخ ضغوطا متزايدة على الموارد المائية، يسلط مشروع "المرأة والمدن المستدامة" الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة في إدارة هذا المورد الحيوي.

حيث يمثل فرصة حاسمة لسد الفوارق بين الجنسين في إدارة المياه وتعزيز قدرة مدن شمال أفريقيا على الصمود في مواجهة تحديات المناخ، لا سيما في بلديات القيروان (تونس) وفجيج (المغرب) والسبخة (موريتانيا).
يتيح هذا الإنطلاق الافتراضي للمشروع من خلال التواصل عبر الأنترنت، الذي جمع مشاركين من بلديات المدن الثلاث، فضلا عن فريق تنسيق المشروع ببروكسل، فرصة للتبادل بين الخبراء الوطنيين وممثلي البلديات الثلاث. وسيتم التركيز على التحديات التي تواجهها النساء والفتيات في إدارة المياه في أوقات انقطاع المياه الذي تفاقم بسبب تغير المناخ، مما أدى إلى التفكير في  زيادة فرص مشاركة المرأة في هذا القطاع.
"تحتل القيروان موقعا جغرافيا استراتيجيا كنقطة التقاء بين الشمال والجنوب، وكذلك شرق وغرب البلاد. بالإضافة إلى ذلك، فهي تضم أهم أحواض المياه التي بناها الأمير أبو إبراهيم أحمد بن الأغلب  (864/875م) في منتصف القرن التاسع لتزويد المدينة بالمياه. ولهذا فإن هذا المشروع يكتسي أهمية قصوى  لسلطة المحلية ولأهالي القيروان، خاصة في ظل الظروف المناخية الراهنة".هكذا أشاد الكاتب العام للبلدية المكلف بتسيير شؤونها.
بعد لإنطلاق، من المقرر تنفيذ سلسلة من الإجراءات التشاركية في القيروان لتعزيز قدرات الجهات الفاعلة في البلدية ونساء المجتمع والمجتمع المدني لمواجهة ندرة المياه وتحديات المناخ. سيتم تنظيم إستبيانات ميدانية وورش عمل تحليلية وجلسات تصميم مشترك لزيادة الوعي بين الجهات المحلية الفاعلة بالدور الحيوي للمرأة في التنمية الحضرية المرنة والمشاركة في تطوير مشاريع تجريبية تدعم تمكينها في الإدارة المستدامة للمياه. بالإضافة إلى ذلك، سيولي المشروع اهتماما خاصا من خلال إعادة تأهيل النظام التقليدي للحفاظ على المياه في المدينة "الماجل".
واستمرارا لهذه الجهود، من المقرر عقد ورشة عمل للإدارات المعنية بهذا المجال والمجتمع المدني في 19 سبتمبر 2023في القيروان. ستجمع ورشة العمل هذه بين الجهات الفاعلة المحلية وممثلي الوكالات الحكومية والمؤسسات العامة والمجتمع المدني فضلا عن الجهات الفاعلة من القطاع الخاص والبحث العلمي. الهدف هو فهم أفضل لمشاركة المرأة الحالية في قطاع المياه في القيروان ومناقشة الطرق المثلى لزيادة إشراك المرأة في صنع القرار المتعلق بالإدارة المستدامة للمياه في القيروان.

مشروع "المرأة والمدن المستدامة: تحسين الوصول إلى المياه وإدارة الموارد" هو مبادرة إقليمية مدتها سنتان، تمولها وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية وسيتم تنفيذها من قبل تحالف المدن بالشراكة مع البلديات ومنظمات المجتمع المدني، في بلديات السبخة (موريتانيا)، فجيج (المغرب) والقيروان (تونس). ويهدف المشروع، الذي سيستمر حتى جوان 2025، إلى تحديد نقاط ضعف المرأة الخاصة بالمخاطر المتعلقة بالمياه في البلديات المذكورة وتعزيز تمكين المرأة في الإدارة المستدامة للمياه في المدن.

وستدعم هذه البلديات الثلاث في تكيفها مع تغير المناخ.  
اماعن المنظمين فهو تحالف المدن هو شراكة عالمية مدعومة من منظومة الأمم المتحدة عن طريق مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، من أهدافها الحد من الفقر الحضري ودعم التنمية الحضرية المستدامة. يتألف تحالف المدن من 23 عضوا، بما في ذلك المنظمات المتعددة الأطراف ووكالات الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات غير الحكومية وجمعيات الحكومات المحلية وشبكات المدن، ويعمل من أجل عالم يمكن فيه لجميع النساء والفتيات العيش في مدن ومجتمعات شاملة ومنصفة. 

تقع بلدية القيروان في قلب تونس، وقريبة من جميع المدن و تعتبر القيروان رابع مدينة في الإسلام وأول مدينة إسلامية في المغرب العربي. سيتم نشر مشروع "المرأة والمدن المستدامة" في الأراضي التي تغطيها بلدية القيروان، والتي تضم خمس دوائر. تم اختيار منطقة المدينة العتيقة في القيروان على وجه التحديد كمنطقة تدخل. يفسر هذا الاختيار بتحول المدينة العتيقة إلى منطقة سكنية شعبية.