اختتام الدورة الثالثة من مُلتقى تونس للرواية العربية
تاريخ النشر : 15:20 - 2025/12/13
اختتمت اليوم السبت فعاليات ملتقى تونس للرواية العربية الذي انطلق يوم الأربعاء 10 ديسمبر وتواصل على مدى أربعة أيام، بمُشاركة أدباء من عديد الدول العربية ممن ساهموا في تقديم مُداخلات وناقشوا مسائل تتعلق بموضوع الدورة وهو "الحُلم في الرواية العربية".
واختتم هذا الملتقى بجلسة أدبية خامسة ترأسها الجامعي التونسي مصطفى الكيلاني، وموضوعها "الحُلم في الرواية العربية: نماذج من الرواية العربية"، شارك في تأثيثها كل من القطرية هدى النعيمي، والسوري هادي دانيال والبحريني نادر حسن علي كاظم. وفي مداخلتها التي حملت عنوان "الحُلم في رواية المرأة الخليجيّة المعاصرة"، قدمت الروائية القطرية هدى النعيمي قراءة في خمسة نماذج روائية وهي "خرائط التيه" لبثينة العيسى، و "طوق الحمام" لرجاء عالم، و "المنسيون بين ماءين" لليلى المطوع، و"زعفرانه" لهدى النعيمي، و"دلشاد" لبشرى خلفان.
وأشارت الكاتبة بالمناسبة، إلى أهمية أن تكون رواية المرأة الخليجية حاضرة في مختلف التظاهرات التي تتحدث عن الرواية العربية وذلك لأن رواية المرأة الخليجية تأخرت نسبيا عن الرواية العربية بشكل عام، وفق تقديرها، ولكن حققت الكثير في السنوات الأخيرة. استهلت الكاتبة مُداخلتها ببيت من قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل "كلمات سبارتكوس الأخيرة" لتبني بأسلوب تخييلي أدبي مُداخلة تصور جدة خليجية جالسة على شاطئ الخليج وتُحيط بها خمس روائيات خليجيات معاصرات من الكويت والسعودية والبحرين وقطر وعمان، والجدة تحاول إقناعهن بأن لا يحلمن بعالم سعيد، ثم تبني هدى النعيمي مداخلة سردية تعرض من خلالها كيف رأت كل كاتبة منهن حلمها من خلال روايتها.
وقد تطرقت من خلال الروايات إلى صلة الحلم بالواقع وصلة الرواية بالمجتمع وصلتها بمفهوم المدينة. أما الكاتب والناشر السوري هادي دانيال الذي قدم مداخلة عنوانها "خصيصة الحلم ودلالته في رواية "هجرة السنونو" للروائي السوري حيدر حيدر"، فقد تطرق إلى كيفية اعتماد حيدر حيدر للسيرة بصفتها مرجعا واقعيا في معظم رواياته. وقد وظف حيدر حيدر في هذا العمل الذي اختار هادي دانيال تقديمه "هجرة السنونو"، ملخصات كتب عن الحرب الأهلية اللبنانية وعديد الوثائق الأخرى التي تعكس البعد البحثي في التحضير للكتابة الروائية لدى حيدر حيدر. كما عاد هادي دانيال في مداخلته على هاجس الكتابة لدى حيدر حيدر وسعيه المتواصل لتفكيك التابوهات الاجتماعية بلغة روائية جذابة تغوص بالقارئ في أعماق القصص التي يتناولها الكاتب: فهو يحتفي بالطبيعة والحياة في ظل واقع "يخيم عليه الموت الداهم في حرب أهلية".
أما الكاتب البحريني نادر حسن علي كاظم، الذي قدم مداخلة بعنوان "سرد الحلم في الرواية العربية الحديثة: قراءة في نماذج من روايات البدايات والرّوايات المعاصرة"، فقد عاد على بداية "الحكي" بصفته مكون جوهري في وجود الإنسان، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي "يؤلف القصص حتى وهو نائم: في الحلم"، مشيرا إلى أن الأحلام هي "حكايا الليل" ويكون فيها الإنسان الراوي والمروي له وعليه في الآن ذاته. ومن أجل تبيان المسار الذي قطعه "سرد الحلم" في الرواية العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر وصولا إلى الروايات المعاصرة، اعتمد المُتدخل على ثلاثة نماذج وهي "غابة الحق" للكاتب فرنسيس المرّاش، ورواية "الهيام في جنان الشام" لسليم البستاني ورواية "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحي. واختتم مداخلات الجلسة الأدبية الأخيرة، الجامعي التونسي مصطفى الكيلاني، بمداخلة بعنوان "المُبهم الشبحيّ في النفس واقعا وحياة في رواية البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا"، وقد اختار المتحدث هذا النموذج وفقا لثلاثة دوافع، الأول ذاتي يرتبط بعلاقة مصطفى الكيلاني بجبرا ابراهيم جبرا وقد جمعتهما عديد المحطات الفكرية، ودافع راهني استشرافي موصول إلى راهنية الحديث عن القضية الفلسطينية، ودافع موضوعي مردُه عمق تجربة هذا الكاتب الكبير.
ودرس مصطفى الكيلاني هذا النموذج من خلال قراءة "حُلم الكتابة- كتابة الحُلم" و"الحلم بمنظور جبرا إبراهيم جبرا" ، إذ يحمل هذا الكاتب مفهومه الخاص للحُلم، فهو أقرب إلى الاستيتيقا والمتخيل والواقع والانتروبولوجيا والميتولوجيا منه إلى مفهوم علم النفس التحليلي. فالحلم في ما يكتب جبرا ابراهيم جبرا وفق الكيلاني، يتسع ويضيق، وهو يتخطى حدوده الحلميّة إلى الواقع عن طريق الفعل، لتتحول "الأشباح العابرة" إلى مجال ل"الحياة بأشكالها الحارة المعقدة"، وله صلة وثيقة بالتذكر وبما يُستبقى في الحاضر.
اختتمت اليوم السبت فعاليات ملتقى تونس للرواية العربية الذي انطلق يوم الأربعاء 10 ديسمبر وتواصل على مدى أربعة أيام، بمُشاركة أدباء من عديد الدول العربية ممن ساهموا في تقديم مُداخلات وناقشوا مسائل تتعلق بموضوع الدورة وهو "الحُلم في الرواية العربية".
واختتم هذا الملتقى بجلسة أدبية خامسة ترأسها الجامعي التونسي مصطفى الكيلاني، وموضوعها "الحُلم في الرواية العربية: نماذج من الرواية العربية"، شارك في تأثيثها كل من القطرية هدى النعيمي، والسوري هادي دانيال والبحريني نادر حسن علي كاظم. وفي مداخلتها التي حملت عنوان "الحُلم في رواية المرأة الخليجيّة المعاصرة"، قدمت الروائية القطرية هدى النعيمي قراءة في خمسة نماذج روائية وهي "خرائط التيه" لبثينة العيسى، و "طوق الحمام" لرجاء عالم، و "المنسيون بين ماءين" لليلى المطوع، و"زعفرانه" لهدى النعيمي، و"دلشاد" لبشرى خلفان.
وأشارت الكاتبة بالمناسبة، إلى أهمية أن تكون رواية المرأة الخليجية حاضرة في مختلف التظاهرات التي تتحدث عن الرواية العربية وذلك لأن رواية المرأة الخليجية تأخرت نسبيا عن الرواية العربية بشكل عام، وفق تقديرها، ولكن حققت الكثير في السنوات الأخيرة. استهلت الكاتبة مُداخلتها ببيت من قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل "كلمات سبارتكوس الأخيرة" لتبني بأسلوب تخييلي أدبي مُداخلة تصور جدة خليجية جالسة على شاطئ الخليج وتُحيط بها خمس روائيات خليجيات معاصرات من الكويت والسعودية والبحرين وقطر وعمان، والجدة تحاول إقناعهن بأن لا يحلمن بعالم سعيد، ثم تبني هدى النعيمي مداخلة سردية تعرض من خلالها كيف رأت كل كاتبة منهن حلمها من خلال روايتها.
وقد تطرقت من خلال الروايات إلى صلة الحلم بالواقع وصلة الرواية بالمجتمع وصلتها بمفهوم المدينة. أما الكاتب والناشر السوري هادي دانيال الذي قدم مداخلة عنوانها "خصيصة الحلم ودلالته في رواية "هجرة السنونو" للروائي السوري حيدر حيدر"، فقد تطرق إلى كيفية اعتماد حيدر حيدر للسيرة بصفتها مرجعا واقعيا في معظم رواياته. وقد وظف حيدر حيدر في هذا العمل الذي اختار هادي دانيال تقديمه "هجرة السنونو"، ملخصات كتب عن الحرب الأهلية اللبنانية وعديد الوثائق الأخرى التي تعكس البعد البحثي في التحضير للكتابة الروائية لدى حيدر حيدر. كما عاد هادي دانيال في مداخلته على هاجس الكتابة لدى حيدر حيدر وسعيه المتواصل لتفكيك التابوهات الاجتماعية بلغة روائية جذابة تغوص بالقارئ في أعماق القصص التي يتناولها الكاتب: فهو يحتفي بالطبيعة والحياة في ظل واقع "يخيم عليه الموت الداهم في حرب أهلية".
أما الكاتب البحريني نادر حسن علي كاظم، الذي قدم مداخلة بعنوان "سرد الحلم في الرواية العربية الحديثة: قراءة في نماذج من روايات البدايات والرّوايات المعاصرة"، فقد عاد على بداية "الحكي" بصفته مكون جوهري في وجود الإنسان، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي "يؤلف القصص حتى وهو نائم: في الحلم"، مشيرا إلى أن الأحلام هي "حكايا الليل" ويكون فيها الإنسان الراوي والمروي له وعليه في الآن ذاته. ومن أجل تبيان المسار الذي قطعه "سرد الحلم" في الرواية العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر وصولا إلى الروايات المعاصرة، اعتمد المُتدخل على ثلاثة نماذج وهي "غابة الحق" للكاتب فرنسيس المرّاش، ورواية "الهيام في جنان الشام" لسليم البستاني ورواية "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحي. واختتم مداخلات الجلسة الأدبية الأخيرة، الجامعي التونسي مصطفى الكيلاني، بمداخلة بعنوان "المُبهم الشبحيّ في النفس واقعا وحياة في رواية البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا"، وقد اختار المتحدث هذا النموذج وفقا لثلاثة دوافع، الأول ذاتي يرتبط بعلاقة مصطفى الكيلاني بجبرا ابراهيم جبرا وقد جمعتهما عديد المحطات الفكرية، ودافع راهني استشرافي موصول إلى راهنية الحديث عن القضية الفلسطينية، ودافع موضوعي مردُه عمق تجربة هذا الكاتب الكبير.
ودرس مصطفى الكيلاني هذا النموذج من خلال قراءة "حُلم الكتابة- كتابة الحُلم" و"الحلم بمنظور جبرا إبراهيم جبرا" ، إذ يحمل هذا الكاتب مفهومه الخاص للحُلم، فهو أقرب إلى الاستيتيقا والمتخيل والواقع والانتروبولوجيا والميتولوجيا منه إلى مفهوم علم النفس التحليلي. فالحلم في ما يكتب جبرا ابراهيم جبرا وفق الكيلاني، يتسع ويضيق، وهو يتخطى حدوده الحلميّة إلى الواقع عن طريق الفعل، لتتحول "الأشباح العابرة" إلى مجال ل"الحياة بأشكالها الحارة المعقدة"، وله صلة وثيقة بالتذكر وبما يُستبقى في الحاضر.