إيران وضعت إسرائيل وداعميها على طريق الانفجار الداخلي: الكيان يتصدع... التطبيع يتبخّر
تاريخ النشر : 12:49 - 2025/07/19
جاء الهجوم الاستعراضي الاسرائيلي على الأراضي السورية تعبيرا عن حالة الاختناق التي يستشعرها الكيان بعد أن وضعته إيران على سكة الانفجار الداخلي الحتمي.
وعلى هذا الأساس لم يكن من باب الصدفة أن تشن اسرائيل ضرباتها العبثية على سوريا الواقعة تحت الاحتلال أصلا في ذات اليوم الذي شهد استقالة أحد أحزاب الائتلاف الحاكم تعبيرا عن تعاظم المخاوف من «اليوم التالي» والإعلان رسميا عن غلق ميناء «إيلات» الذي غرق في الديون بسبب الحصار البحري الذي تفرضه القوات اليمنية الباسلة على موانئ الكيان ودخل في منعرج حاسم خلال الأيام الأخيرة حيث أصبح من الصعب أن يجازف أي ربّان في العالم بنقل سلعة إلى اسرائيل.
وبالنتيجة يحاول «نتنياهو» أن يهمش هذه الصورة بالذات التي تؤكد أن المقاومة هي الخيار الأوحد الفعّال لإحلال السلام العادل في المنطقة القائم على «الحق» مثلما تبيّن ماذا يعني «التطبيع» و«الاستقرار» من خلال مشاهد الدم والخراب في سوريا الواقعة تحت حكم الإرهاب.
وفي المقابل يضيق مجال الحرب أمام حكومة الكيان مع تصاعد ضربات المقاومة وتواتر صور جثث الجنود الصهاينة العائدين في توابيت من غزة لتنحصر دائرة المناورة في نافذتين صغيرتين هما سوريا المستباحة إلى حين وبضعة كلمترات مربعة من الأراضي اللبنانية وهي دائرة ضيقة لا يمكنها أن تستوعب حاجة نتنياهو إلى تصدير أزمته الداخلية المستعصية إلى الخارج.
كما أنها غير ثابتة في ظل عاملين اثنين أؤلهما تراكم الوعي العام داخل لبنان بأن «السلام» مع اسرائيل يعني التنازل عن الأرض والسيادة والأمن وثانيهما اكتمال الصورة في سوريا وهو ما سيؤدي في كل الحالات إلى قيام حركة تحرر وطني على أساس «العدو المشترك» اسرائيل والإرهاب في ظرفية تاريخية تبدو أفضل بكثير من مرحلة الشرطي الأوحد التي واجه خلالها الشعب العراقي أجندا التقسيم التي جاء بها قائد الجيش الأمريكي الأسبق «بول بريمر» على ظهر الدبابات.
وعندما يضيق مجال الحرب أمام نتنياهو فإن ذلك يعني حتما أن الكيان الصهيوني لن يتجاوز الدائرة الضيقة التي وضعته فيها إيران بضرباتها الساحقة في العمق الاسرائيلي وهي دائرة تعبّر عن تآكل دوافع الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي انبثقت عن وعد «بلفور» وتدور حول ثنائية «الأمن والرفاه» أو بالأحرى تعاظم المخاوف في النسيج المجتمعي الاسرائيلي من تحمّل تبعات مسار الهروب إلى الأمام الذي نتنتهجه حكومة فاسدة متطرفة ويمكن أن تحرق ورقة العودة إلى البلدان الأصلية في أوروبا وغيرها في ظل الشيطنة الحاصلة لليهود في سائر أنحاء العالم وعدم قدرة منظومات الحكم التي زرعتها الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة وأوروبا على مزيد الصمود أمام إرادة شعوبها التي تواجه خطر التفقير وفقدان المكاسب بسبب تداعيات انخراط حكامها في الدفاع عن عرش «الصهيونية العالمية» وهو ما أوقعها في وضعية تصادم مع مسار التحرر المتصاعد في بلدان الجنوب الذي كان من آخر حلقاته انسحاب الجيش الفرنسي من السنغال.
والواضح أيضا أن اتفاق وقف اطلاق النار مع ايران لن يوقف الاستنزاف الاستراتيجي الذي يتعرض له الكيان الصهيوني في ظل تواصل الضربات اليمنية التي تزيد في تعقيد الأزمة الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يواجهها المجتمع الاسرائيلي وتدفع من ثمة نحو مزيد التصادم بين اضطرار النخبة الحاكمة للهروب إلى الأمام مهما كانت الخسائر خوفا من الحساب الداخلي وعدم قدرة بقية الأطياف على تحمل مزيد من الخسائر والعزلة.
بما يرجّح أن الكيان الصهيوني وضع على طريق الانفجار الداخلي الذي قد يتخذ عدة أشكال منها التقاتل كتعبير عن تفاقم حالة الخوف من اليوم التالي وانعكاس لما سيترتب عن تقاذف المسؤوليات.
هذه هي أركان المعادلة الجديدة في اسرائيل والمنطقة بأسرها التي ترتبت عن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وما يخلقه من تضامن إنساني متصاعد حوله والضربات الايرانية الساحقة التي أخرجت اسرائيل في صورة الكيان الضعيف غير القادر على خوض حرب متكافئة ضد جيش نظامي قوّضت من ثمة أسس التضليل الذي تمارسه تل أبيب وحلفاؤها بما في ذلك أنظمة التطبيع العربية وفي مقدمتها ممالك الخليج التي تخوض حرب دفاع عن الوجود مع الكيان الصهيوني تعود جذورها إلى عقدة 1917 التي كرست التلازم بين الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية والسلالات المالكة في الخليج.
وبالمحصّلة تتشكل خارطة جديدة في المنطقة تتأثر بتقدم مسارات التحرر الوطني الذي تعبر عنه عدة عناوين بارزة في مقدمتها التفوّق التكنولوجي والعسكري لإيران ونجاح خيار التعويل على الذات في تونس التي كسبت رهان الكرامة الوطنية كما تعيش ظروفا اقتصادية ومعيشية أفضل بكثير من بلدان التطبيع ولا سيما مصر والأردن التين ترزحان تحت هيمنة صندوق النقد الدولي الذي تبيّن سائر التجارب في العالم أنه طريق مفتوح نحو الإفلاس زائد فقدان السيادة.
كما تظهر التطورات أن المعادلة الدولية تمثل عاملا مهما يحفز مسارات التحرر في المنطقة العربية القائمة على مفهوم «العدو المشترك اسرائيل» وذلك في ظل عدم قدرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مسايرة النسق العسكري والمالي الذي يفرضه مربّع «روسيا والصين وإيران

جاء الهجوم الاستعراضي الاسرائيلي على الأراضي السورية تعبيرا عن حالة الاختناق التي يستشعرها الكيان بعد أن وضعته إيران على سكة الانفجار الداخلي الحتمي.
وعلى هذا الأساس لم يكن من باب الصدفة أن تشن اسرائيل ضرباتها العبثية على سوريا الواقعة تحت الاحتلال أصلا في ذات اليوم الذي شهد استقالة أحد أحزاب الائتلاف الحاكم تعبيرا عن تعاظم المخاوف من «اليوم التالي» والإعلان رسميا عن غلق ميناء «إيلات» الذي غرق في الديون بسبب الحصار البحري الذي تفرضه القوات اليمنية الباسلة على موانئ الكيان ودخل في منعرج حاسم خلال الأيام الأخيرة حيث أصبح من الصعب أن يجازف أي ربّان في العالم بنقل سلعة إلى اسرائيل.
وبالنتيجة يحاول «نتنياهو» أن يهمش هذه الصورة بالذات التي تؤكد أن المقاومة هي الخيار الأوحد الفعّال لإحلال السلام العادل في المنطقة القائم على «الحق» مثلما تبيّن ماذا يعني «التطبيع» و«الاستقرار» من خلال مشاهد الدم والخراب في سوريا الواقعة تحت حكم الإرهاب.
وفي المقابل يضيق مجال الحرب أمام حكومة الكيان مع تصاعد ضربات المقاومة وتواتر صور جثث الجنود الصهاينة العائدين في توابيت من غزة لتنحصر دائرة المناورة في نافذتين صغيرتين هما سوريا المستباحة إلى حين وبضعة كلمترات مربعة من الأراضي اللبنانية وهي دائرة ضيقة لا يمكنها أن تستوعب حاجة نتنياهو إلى تصدير أزمته الداخلية المستعصية إلى الخارج.
كما أنها غير ثابتة في ظل عاملين اثنين أؤلهما تراكم الوعي العام داخل لبنان بأن «السلام» مع اسرائيل يعني التنازل عن الأرض والسيادة والأمن وثانيهما اكتمال الصورة في سوريا وهو ما سيؤدي في كل الحالات إلى قيام حركة تحرر وطني على أساس «العدو المشترك» اسرائيل والإرهاب في ظرفية تاريخية تبدو أفضل بكثير من مرحلة الشرطي الأوحد التي واجه خلالها الشعب العراقي أجندا التقسيم التي جاء بها قائد الجيش الأمريكي الأسبق «بول بريمر» على ظهر الدبابات.
وعندما يضيق مجال الحرب أمام نتنياهو فإن ذلك يعني حتما أن الكيان الصهيوني لن يتجاوز الدائرة الضيقة التي وضعته فيها إيران بضرباتها الساحقة في العمق الاسرائيلي وهي دائرة تعبّر عن تآكل دوافع الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي انبثقت عن وعد «بلفور» وتدور حول ثنائية «الأمن والرفاه» أو بالأحرى تعاظم المخاوف في النسيج المجتمعي الاسرائيلي من تحمّل تبعات مسار الهروب إلى الأمام الذي نتنتهجه حكومة فاسدة متطرفة ويمكن أن تحرق ورقة العودة إلى البلدان الأصلية في أوروبا وغيرها في ظل الشيطنة الحاصلة لليهود في سائر أنحاء العالم وعدم قدرة منظومات الحكم التي زرعتها الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة وأوروبا على مزيد الصمود أمام إرادة شعوبها التي تواجه خطر التفقير وفقدان المكاسب بسبب تداعيات انخراط حكامها في الدفاع عن عرش «الصهيونية العالمية» وهو ما أوقعها في وضعية تصادم مع مسار التحرر المتصاعد في بلدان الجنوب الذي كان من آخر حلقاته انسحاب الجيش الفرنسي من السنغال.
والواضح أيضا أن اتفاق وقف اطلاق النار مع ايران لن يوقف الاستنزاف الاستراتيجي الذي يتعرض له الكيان الصهيوني في ظل تواصل الضربات اليمنية التي تزيد في تعقيد الأزمة الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يواجهها المجتمع الاسرائيلي وتدفع من ثمة نحو مزيد التصادم بين اضطرار النخبة الحاكمة للهروب إلى الأمام مهما كانت الخسائر خوفا من الحساب الداخلي وعدم قدرة بقية الأطياف على تحمل مزيد من الخسائر والعزلة.
بما يرجّح أن الكيان الصهيوني وضع على طريق الانفجار الداخلي الذي قد يتخذ عدة أشكال منها التقاتل كتعبير عن تفاقم حالة الخوف من اليوم التالي وانعكاس لما سيترتب عن تقاذف المسؤوليات.
هذه هي أركان المعادلة الجديدة في اسرائيل والمنطقة بأسرها التي ترتبت عن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وما يخلقه من تضامن إنساني متصاعد حوله والضربات الايرانية الساحقة التي أخرجت اسرائيل في صورة الكيان الضعيف غير القادر على خوض حرب متكافئة ضد جيش نظامي قوّضت من ثمة أسس التضليل الذي تمارسه تل أبيب وحلفاؤها بما في ذلك أنظمة التطبيع العربية وفي مقدمتها ممالك الخليج التي تخوض حرب دفاع عن الوجود مع الكيان الصهيوني تعود جذورها إلى عقدة 1917 التي كرست التلازم بين الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية والسلالات المالكة في الخليج.
وبالمحصّلة تتشكل خارطة جديدة في المنطقة تتأثر بتقدم مسارات التحرر الوطني الذي تعبر عنه عدة عناوين بارزة في مقدمتها التفوّق التكنولوجي والعسكري لإيران ونجاح خيار التعويل على الذات في تونس التي كسبت رهان الكرامة الوطنية كما تعيش ظروفا اقتصادية ومعيشية أفضل بكثير من بلدان التطبيع ولا سيما مصر والأردن التين ترزحان تحت هيمنة صندوق النقد الدولي الذي تبيّن سائر التجارب في العالم أنه طريق مفتوح نحو الإفلاس زائد فقدان السيادة.
كما تظهر التطورات أن المعادلة الدولية تمثل عاملا مهما يحفز مسارات التحرر في المنطقة العربية القائمة على مفهوم «العدو المشترك اسرائيل» وذلك في ظل عدم قدرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مسايرة النسق العسكري والمالي الذي يفرضه مربّع «روسيا والصين وإيران