مع الشروق : سلام  نتنياهو وترامب 

مع الشروق : سلام  نتنياهو وترامب 

تاريخ النشر : 19:24 - 2025/12/06

منذ توقيع اتفاقية  شرم الشيخ التي أنهت سنتين  من حرب الإبادة على غزة واصل الكيان الصهيوني  تنفيذ هجمات يومية أدت إلى ارتقاء أكثر من 400 فلسطيني ودمار ما تبقى من غزة. و الغريب أن الوسطاء و الحليف الأمريكي  الذين قدموا أنفسهم  «ضامنين» لوقف العدوان، لم يتخذوا و لو  إجراء واحدا يمكن أن يجعل العدو الصهيوني  يتوقف عن عدوانه بالرغم مما قدمته المقاومة الفلسطينية من خطوات عملية أنهت عملية  إطلاق أسراه و أعادت له جثث الذين توفوا في القطاع. 
اليوم بدأ الكيان لعبة الجغرافيا في قطاع غزة تحت مسميات الخطوط الملونة حتى يستطيع أن يتنصل من اتفاقه و يعود إلى تدمير غزة و تهجير سكانها لأنّ الغاية الأساسية من الحرب و العدوان هي تفريغ القطاع من سكانه. و قد علت النبرة في الأيام الأخيرة بلعبة خبيثة جديدة تتمثل في عدم  فتح معبر رفح إلاّ من جهة واحدة وهي جهة الخروج، حتى يدفع سكان القطاع للمغادرة،  وهي خطة خبيثة لم يستطع الكيان تنفيذها سابقا و لكنه يريد تنفيذها في عصر « السلام الترامبي». فما الذي يريده من خلال إعلانه أنه لن يفتح معبر رفح إلا في اتجاه واحد؟ الحقيقة أن الكيان يعلن نواياه الحقيقة و لا يخفيها و التهجير هو الخطة الاستعمارية التي تريد إسرائيل تنفيذها و في ظنها أنه يمكنها تمريرها في وجود أطراف في المنطقة تقبل هذا الطرح و في ظل وجود رئيس أمريكي يؤيد بصفة الإطلاق الإجراءات التي يتخذها الاحتلال. 
سلام نتنياهو و ترامب هو سلام الأقوياء و المنتصرين، بمعنى أنّ المنتصر هو الذي يفرض خياراته و شروطه وما على البقية  إلا التنفيذ. وهذا السيناريو يطبق في العلاقة بالملف اللبناني و في علاقة بالملف السوري و كذا الأمر في علاقة بالملف الفلسطيني، و لا نرى أي قوة أخرى دولية أو في المنطقة،  قادرة على وقف هذا العدوان و هذا الصلف الصهيوني، الذي لن يتوقف  عند حدود غزّة، بل إن هناك أهدافا أخرى ربما لم تنضج بعد، و لكن بالتأكيد في مرمى الخطط الاستعمارية الصهيونية، و مبدأ « التجريد من السلاح»، الذي وقع تطبيقه على العراق و سوريا و لبنان، سيكون مطلبا صهيونيا يحظى بدعم أمريكي  عندما يتعلق الأمر بأي قوة عسكرية عربية أخرى ربما يرى فيها الكيان تهديدا مستقبليا له.      
كمال بالهادي        
 

تعليقات الفيسبوك