لا يشتري القدس من باع بغداد
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/05/18
"لا يشتري القدس من باع بغداد ولا يبكي لصنعاء من لا تُبكِهِ حلب"، هكذا قال الشاعر في وصف إحدى أزمات العرب التي لا تنتهي، وفي قمة بغداد، ما عادت بغداد، بغداد ودمشق دمشق، غابت العروبة وحضر العربان، كل يحمل رايته مؤجره ومستخدميه في كيانات استعمارية متناحرة وفي عصر هو أشبه بعصر المماليك. هم العرب الذين كان اسم بغداد يرعبهم، فتحالفوا عليها حتى نالوا منها، وأجهزوا عليها، ونصّبوا من يشبههم ولاء وخنوعا، ثم استنسخوا التجربة في دمشق، ولم يكتفوا بمئات الآلاف من أبنائها بين قتيل وشريد حتى وضعوا دمشق على سكّة اتفاقيات ابراهام.
وهاهم يلتقون في بغداد يقولون كلاما هو أقرب إلى الشعوذة من خطاب سياسي يحدد مقتضيات الأمة ومستقبلها ومصيرها الذي كان مشتركا إلى وقت غير بعيد. قمّة بغداد، هي كما قمم القاهرة وغيرها من عواصم العرب، هي أكبر تجمع عالمي للنفاق والخداع السياسي، لأن العرب الذين تجمعهم مواثيق وعهود، قد مزّقوا منذ زمن تلك العهود وخانوا الأمانات وباعوا الوطن والأوطان في صفقات الذلّ والمهانة. فلماذا اجتمعوا في بغداد وفلسطين تحترق منذ أكثر من سنة، ولا من مجيب ؟ ولماذا يجتمعون في بغداد وهم الذين قادوا الاحتلال إلى كل شوارعها؟
هؤلاء العرب الذين أهدوا ترامب خزائن الخليج كلها، وهؤلاء العرب الآخرون الذين ينتظرون لتقديم الولاء والطاعة لسيدهم الأمريكي وربيبه الصهيوني، ما حاجة الشعوب إليهم ؟ فقد ضاعت كل المدن العربية، وعمت الاستكانة الرجاء، وانقطع الرجاء من مشارق الأرض إلى مغاربها إلاّ من ربّ رحيم. هؤلاء لا يمكنهم أن يمثّلوا شعوب الشرق العظيمة التي حاربت الصليبيين وهزمتهم وحاربت ملوك اليهود وقادتهم أسرى إلى بغداد أو بابل القديمة. ليست الهزيمة قدرا محتوما . ولكن عناصر النّصر غائبة في هذا العصر، في مقابل تصاعد روح الهزيمة والقابلية للاستعمار. ولكنّ الأيام دِوَلٌ، وسوف يأتي الجيل الذي سوف يحرّر فلسطين، لأن من باع القدس الآن لا يمكنه أن يشتري القدس.
كمال بالهادي
"لا يشتري القدس من باع بغداد ولا يبكي لصنعاء من لا تُبكِهِ حلب"، هكذا قال الشاعر في وصف إحدى أزمات العرب التي لا تنتهي، وفي قمة بغداد، ما عادت بغداد، بغداد ودمشق دمشق، غابت العروبة وحضر العربان، كل يحمل رايته مؤجره ومستخدميه في كيانات استعمارية متناحرة وفي عصر هو أشبه بعصر المماليك. هم العرب الذين كان اسم بغداد يرعبهم، فتحالفوا عليها حتى نالوا منها، وأجهزوا عليها، ونصّبوا من يشبههم ولاء وخنوعا، ثم استنسخوا التجربة في دمشق، ولم يكتفوا بمئات الآلاف من أبنائها بين قتيل وشريد حتى وضعوا دمشق على سكّة اتفاقيات ابراهام.
وهاهم يلتقون في بغداد يقولون كلاما هو أقرب إلى الشعوذة من خطاب سياسي يحدد مقتضيات الأمة ومستقبلها ومصيرها الذي كان مشتركا إلى وقت غير بعيد. قمّة بغداد، هي كما قمم القاهرة وغيرها من عواصم العرب، هي أكبر تجمع عالمي للنفاق والخداع السياسي، لأن العرب الذين تجمعهم مواثيق وعهود، قد مزّقوا منذ زمن تلك العهود وخانوا الأمانات وباعوا الوطن والأوطان في صفقات الذلّ والمهانة. فلماذا اجتمعوا في بغداد وفلسطين تحترق منذ أكثر من سنة، ولا من مجيب ؟ ولماذا يجتمعون في بغداد وهم الذين قادوا الاحتلال إلى كل شوارعها؟
هؤلاء العرب الذين أهدوا ترامب خزائن الخليج كلها، وهؤلاء العرب الآخرون الذين ينتظرون لتقديم الولاء والطاعة لسيدهم الأمريكي وربيبه الصهيوني، ما حاجة الشعوب إليهم ؟ فقد ضاعت كل المدن العربية، وعمت الاستكانة الرجاء، وانقطع الرجاء من مشارق الأرض إلى مغاربها إلاّ من ربّ رحيم. هؤلاء لا يمكنهم أن يمثّلوا شعوب الشرق العظيمة التي حاربت الصليبيين وهزمتهم وحاربت ملوك اليهود وقادتهم أسرى إلى بغداد أو بابل القديمة. ليست الهزيمة قدرا محتوما . ولكن عناصر النّصر غائبة في هذا العصر، في مقابل تصاعد روح الهزيمة والقابلية للاستعمار. ولكنّ الأيام دِوَلٌ، وسوف يأتي الجيل الذي سوف يحرّر فلسطين، لأن من باع القدس الآن لا يمكنه أن يشتري القدس.
كمال بالهادي
