مع الشروق .. العالـم على صفيح ساخن
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/08/29
يبدو يقينا أننا نعيش جميعا إرهاصات عالم فقد صوابه وأصبح أقرب منه إلى حالة الجنون منها إلى التعقل وهو الذي يقف موقف المتفرّج إزاء تصاعد إجرام رئيس وزراء الحكومة الصهيونية الفاشية بنيامين نتنياهو الذي يفعل ما يمليه عليه عقله الإجرامي البغيض وهوسه المرضي بالسلطة ليمارس أبشع أنواع الإبادة الجماعية دون أن يجد حسيبا ولا رقيبا ولا قوة تعيده إلى رشده وتمنعه من فعل ما يفعله أو تكبح جماحه أو حتى تنذره أو تعاقبه.
هذا المشهد السريالي المقيت الذي يشهده العالم ويشاهده في غزة المكلومة لا يعود فقط إلى القراءات التي ترجعه إلى تغلغل الحركة الصهيونية داخل تلك القوى الاستعمارية المساندة علنا له دون مواربة، ولكن لأن العلاقة الأصلية بينهما في جذورها هي علاقة الأصيل بالوكيل وما الكيان الغاصب تبعا لذلك إلا أداة ويدا طولى بيد تلك العواصم لتنفيذ أجنداتها في المنطقة ولمنع كل نهضة عربية ممكنة ولمواصلة السيطرة على مقدرات العرب .
فنتنياهو يبدو كالماسك بخناق العالم بيده وهو الذي يتجاهل علنا كل تلك الضغوط المحتشمة والمواقف الخجولة التي تعبّر عنها بين الفينة والأخرى بعض العواصم ذرّا للرماد في الأعين ومسايرة زائفة لمواقف الرأي العام الغربي الذي ينتفض في العواصم والمدن والساحات والجامعات إزاء حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني أمام أعين العالم بأسره.
نفس ذلك العالم هو الذي انتفض لما يحدث في أوكرانيا وتجنّد لدعم الأوكرانيين فيما يكتفي بالفرجة في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين في مشهد فاقد لكلّ إنسانية وللضمير الحيّ ويعبّر تعبيرا تاما عن حالة النفاق التي أصابته وأنهت بكل المقاييس هذه المنظومة غير العادلة التي تسيّره منذ عقود والتي انبثقت لإحلال السلام دوليا فإذا بها هي من يؤجج الحروب والصراعات في كل رقعة من رقع المعمورة نتيجة حالة الظلم والحيف التي تسود لعشرات السنين رغم كل تلك المؤسسات والهياكل وترسانة القوانين الدولية التي أصبحت فاقدة لكل معنى وقيمة بعد أن داس عليها نتنياهو وزمرته الفاشية المجرمة حيث أصبحت عصا غليظة في وجه القوى المستضعفة وحبرا على ورق في وجه القوى الظالمة وعلى رأسها الكيان المحتل.
فحتى بعض الانتقادات الضعيفة أو محاولات الدفع نحو مفاوضات لإنهاء الحرب فإنها لا تخرج من دائرة خدمة مصالح الكيان الصهيوني وهي مجرد محاولات لوأد المقاومة سواء داخل فلسطين أو خارجها، باعتبار أن شروط الصفقة المتعثرة أصلا تخدم في جزء منها أمن إسرائيل أكثر منه إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما سيجعل المنطقة مشتعلة أكثر لأنه لا بديل عن المفاوضات والسلام غير الصراعات والحروب، خاصة وأن قادة الكيان المحتل لا يهمهم أمن العالم الذي أصبح على صفيح ساخن بقدر ما تهمهم مصالحهم الذاتية والفئوية حتى ولو كان ثمن ذلك حربا مدمرة في المنطقة قد تنزلق نحو حرب أشمل، خاصة وأن العالم بأسره أصبحت سمته الأولى التوتر في جميع أصقاعه سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا أو في إفريقيا في ظل غياب الحكمة والتعقل.
هاشم بوعزيز
يبدو يقينا أننا نعيش جميعا إرهاصات عالم فقد صوابه وأصبح أقرب منه إلى حالة الجنون منها إلى التعقل وهو الذي يقف موقف المتفرّج إزاء تصاعد إجرام رئيس وزراء الحكومة الصهيونية الفاشية بنيامين نتنياهو الذي يفعل ما يمليه عليه عقله الإجرامي البغيض وهوسه المرضي بالسلطة ليمارس أبشع أنواع الإبادة الجماعية دون أن يجد حسيبا ولا رقيبا ولا قوة تعيده إلى رشده وتمنعه من فعل ما يفعله أو تكبح جماحه أو حتى تنذره أو تعاقبه.
هذا المشهد السريالي المقيت الذي يشهده العالم ويشاهده في غزة المكلومة لا يعود فقط إلى القراءات التي ترجعه إلى تغلغل الحركة الصهيونية داخل تلك القوى الاستعمارية المساندة علنا له دون مواربة، ولكن لأن العلاقة الأصلية بينهما في جذورها هي علاقة الأصيل بالوكيل وما الكيان الغاصب تبعا لذلك إلا أداة ويدا طولى بيد تلك العواصم لتنفيذ أجنداتها في المنطقة ولمنع كل نهضة عربية ممكنة ولمواصلة السيطرة على مقدرات العرب .
فنتنياهو يبدو كالماسك بخناق العالم بيده وهو الذي يتجاهل علنا كل تلك الضغوط المحتشمة والمواقف الخجولة التي تعبّر عنها بين الفينة والأخرى بعض العواصم ذرّا للرماد في الأعين ومسايرة زائفة لمواقف الرأي العام الغربي الذي ينتفض في العواصم والمدن والساحات والجامعات إزاء حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني أمام أعين العالم بأسره.
نفس ذلك العالم هو الذي انتفض لما يحدث في أوكرانيا وتجنّد لدعم الأوكرانيين فيما يكتفي بالفرجة في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين في مشهد فاقد لكلّ إنسانية وللضمير الحيّ ويعبّر تعبيرا تاما عن حالة النفاق التي أصابته وأنهت بكل المقاييس هذه المنظومة غير العادلة التي تسيّره منذ عقود والتي انبثقت لإحلال السلام دوليا فإذا بها هي من يؤجج الحروب والصراعات في كل رقعة من رقع المعمورة نتيجة حالة الظلم والحيف التي تسود لعشرات السنين رغم كل تلك المؤسسات والهياكل وترسانة القوانين الدولية التي أصبحت فاقدة لكل معنى وقيمة بعد أن داس عليها نتنياهو وزمرته الفاشية المجرمة حيث أصبحت عصا غليظة في وجه القوى المستضعفة وحبرا على ورق في وجه القوى الظالمة وعلى رأسها الكيان المحتل.
فحتى بعض الانتقادات الضعيفة أو محاولات الدفع نحو مفاوضات لإنهاء الحرب فإنها لا تخرج من دائرة خدمة مصالح الكيان الصهيوني وهي مجرد محاولات لوأد المقاومة سواء داخل فلسطين أو خارجها، باعتبار أن شروط الصفقة المتعثرة أصلا تخدم في جزء منها أمن إسرائيل أكثر منه إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما سيجعل المنطقة مشتعلة أكثر لأنه لا بديل عن المفاوضات والسلام غير الصراعات والحروب، خاصة وأن قادة الكيان المحتل لا يهمهم أمن العالم الذي أصبح على صفيح ساخن بقدر ما تهمهم مصالحهم الذاتية والفئوية حتى ولو كان ثمن ذلك حربا مدمرة في المنطقة قد تنزلق نحو حرب أشمل، خاصة وأن العالم بأسره أصبحت سمته الأولى التوتر في جميع أصقاعه سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا أو في إفريقيا في ظل غياب الحكمة والتعقل.
هاشم بوعزيز
