مع الشروق .. هل يركع نتنياهو أخيرا ؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/07/06
تجددت آمال التوصل الى هدنة جديدة في قطاع غزّة لإنهاء القتال مؤقتا وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الانسانية اللازمة الى المنكوبين في القطاع بعد 9 أشهر من القتال والقصف المتواصل ، لكن مقابل تلك الآمال يخشى الفلسطينيون ان يواصل نتنياهو خداعه لتخريب اي تفاهم قد يفضى إلى إنهاء الحرب .. وهناك اجماع في الأوساط الفلسطينية والصهيونية ان صفقة التبادل باتت اقرب الى الواقع اكثر من أي وقت مضى.
ويبدو ان أبرز العوامل التي حركت ملف المفاوضات خلال هذه الفترة بعد جمود طويل هو رد حركة المقاومة الاسلامية حماس المتوازن على مطالب التفاوض ، وهو رد تميز بالحكمة والواقعية ما سيدفع بعجلة التفاوض ويضع الكيان الصهيوني في الزاوية ويحرجه أمام المجتمع الدولي الذي كان يتهم في كل مرة المقاومة بالتشدد في مطالبها.
فالمقاومة تخلّت مبدئيا عن شرط وقف الحرب بشكل كامل في المرحلة الاولى وتركت الباب مفتوحا لبدء المفاوضات ليتم خلالها التوصل الى اتفاق لوقف الحرب بشكل نهائي. كما تضمن رد المقاومة التنازل عن مطلب انسحاب الجيش الصهيوني في المرحلة الاولى على ان يتم هذا الانسحاب الكامل خلال تطبيق المراحل الاخرى من الاتفاق.
هذه التنازلات الكبرى التي قدمتها المقاومة تهدف في حقيقة الأمر إلى هدفين رئيسيين أولهما محاولة انهاء الصراع مؤقتا لإدخال المساعدات إلى المدنيين وتخفيف المأساة الانسانية ، وهي فرصة كذلك لتنظيم صفوف المقاومة من جديد والتقاط الأنفاس بعد أشهر طويلة من المواجهات البطولية التي سطر خلالها رجال المقاومة ملاحم بطولية رغم اختلاف موازين القوى .
اما الهدف الآخر الذي أرادت المقاومة تحقيقه بتقديم هذه التنازلات فهو إحداث شرخ داخل الكيان المحتل واحراج رئيس الوزراء الصهيوني الذي كان في السابق يتهم حماس بالمراوغة وعدم تقديم اي تنازل لإنهاء الحرب ...
نتنياهو بات امام خيارين احلاهما مرّ ، أولهما قبول الصفقة ما يعني مواجهة مواقف اليمين المتشدد الذي سيقود في النهاية إلى إسقاط حكومته والتوجه الى انتخابات مبكرة ما يعني نهاية حياته السياسة . اما اذا رفض الصفقة فسيواجه ضغطا هائلا من قبل المنظمات وعائلات الاسرى ومن قبل أقرب حلفائه وسيتم تحميله المسؤولية كاملة عن تداعيات تواصل الحرب وإمكانية توسعها خاصة في جبهة الشمال مع حزب الله.
وأمام كل هذا يبقى السؤال الأبرز هو هل سيتم التوصل فعلا الى صفقة لإنهاء الحرب ام ان ما يحصل مجرد مناورات لإطالة أمد العدوان ؟ وللاجابة على هذا السؤال لا بد من الاقرار بأن قيادات الجيش الصهيوني يريدون فعلا انهاء الحرب والتوصل الى صفقة وبعض قادة جيش الاحتلال اكدوا خلال هذه الفترة ان وقف الحرب هو الخيار الأمثل حتى لو بقيت المقاومة في غزّة. وبعض القادة العسكريين الآخرين شددوا على ان جبهة لبنان المشتعلة منذ أشهر تتطلب وقفا عاجلا للحرب في غزّة والتوجه الى الجبهة الشمالية. كما ان المعارضة الإسرائيلية ترى ان الحل يكمن في إنهاء الصراع. فهل يرضخ نتنياهو أخيرا امام كل هذه الضغوط ، أم أنه سيواصل المماطلة والخداع خدمة لمصالحه السياسية والشخصية ؟
ناجح بن جدو
تجددت آمال التوصل الى هدنة جديدة في قطاع غزّة لإنهاء القتال مؤقتا وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الانسانية اللازمة الى المنكوبين في القطاع بعد 9 أشهر من القتال والقصف المتواصل ، لكن مقابل تلك الآمال يخشى الفلسطينيون ان يواصل نتنياهو خداعه لتخريب اي تفاهم قد يفضى إلى إنهاء الحرب .. وهناك اجماع في الأوساط الفلسطينية والصهيونية ان صفقة التبادل باتت اقرب الى الواقع اكثر من أي وقت مضى.
ويبدو ان أبرز العوامل التي حركت ملف المفاوضات خلال هذه الفترة بعد جمود طويل هو رد حركة المقاومة الاسلامية حماس المتوازن على مطالب التفاوض ، وهو رد تميز بالحكمة والواقعية ما سيدفع بعجلة التفاوض ويضع الكيان الصهيوني في الزاوية ويحرجه أمام المجتمع الدولي الذي كان يتهم في كل مرة المقاومة بالتشدد في مطالبها.
فالمقاومة تخلّت مبدئيا عن شرط وقف الحرب بشكل كامل في المرحلة الاولى وتركت الباب مفتوحا لبدء المفاوضات ليتم خلالها التوصل الى اتفاق لوقف الحرب بشكل نهائي. كما تضمن رد المقاومة التنازل عن مطلب انسحاب الجيش الصهيوني في المرحلة الاولى على ان يتم هذا الانسحاب الكامل خلال تطبيق المراحل الاخرى من الاتفاق.
هذه التنازلات الكبرى التي قدمتها المقاومة تهدف في حقيقة الأمر إلى هدفين رئيسيين أولهما محاولة انهاء الصراع مؤقتا لإدخال المساعدات إلى المدنيين وتخفيف المأساة الانسانية ، وهي فرصة كذلك لتنظيم صفوف المقاومة من جديد والتقاط الأنفاس بعد أشهر طويلة من المواجهات البطولية التي سطر خلالها رجال المقاومة ملاحم بطولية رغم اختلاف موازين القوى .
اما الهدف الآخر الذي أرادت المقاومة تحقيقه بتقديم هذه التنازلات فهو إحداث شرخ داخل الكيان المحتل واحراج رئيس الوزراء الصهيوني الذي كان في السابق يتهم حماس بالمراوغة وعدم تقديم اي تنازل لإنهاء الحرب ...
نتنياهو بات امام خيارين احلاهما مرّ ، أولهما قبول الصفقة ما يعني مواجهة مواقف اليمين المتشدد الذي سيقود في النهاية إلى إسقاط حكومته والتوجه الى انتخابات مبكرة ما يعني نهاية حياته السياسة . اما اذا رفض الصفقة فسيواجه ضغطا هائلا من قبل المنظمات وعائلات الاسرى ومن قبل أقرب حلفائه وسيتم تحميله المسؤولية كاملة عن تداعيات تواصل الحرب وإمكانية توسعها خاصة في جبهة الشمال مع حزب الله.
وأمام كل هذا يبقى السؤال الأبرز هو هل سيتم التوصل فعلا الى صفقة لإنهاء الحرب ام ان ما يحصل مجرد مناورات لإطالة أمد العدوان ؟ وللاجابة على هذا السؤال لا بد من الاقرار بأن قيادات الجيش الصهيوني يريدون فعلا انهاء الحرب والتوصل الى صفقة وبعض قادة جيش الاحتلال اكدوا خلال هذه الفترة ان وقف الحرب هو الخيار الأمثل حتى لو بقيت المقاومة في غزّة. وبعض القادة العسكريين الآخرين شددوا على ان جبهة لبنان المشتعلة منذ أشهر تتطلب وقفا عاجلا للحرب في غزّة والتوجه الى الجبهة الشمالية. كما ان المعارضة الإسرائيلية ترى ان الحل يكمن في إنهاء الصراع. فهل يرضخ نتنياهو أخيرا امام كل هذه الضغوط ، أم أنه سيواصل المماطلة والخداع خدمة لمصالحه السياسية والشخصية ؟
ناجح بن جدو
