مع الشروق :الأمم المتحدة تفضح جرائم الكيان الصهيوني
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/08/23
أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا للمرة الأولى -أمس الجمعة- تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزّة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.
هذا الإعلان الأممي وإن جاء متأخرا فإنه أنهى الجدل والتكذيب الصهيوني للمجاعة الحاصلة في قطاع غزّة منذ أشهر، وهو مستند حقيقي لكل طرف لا يزال يشكك في وجود مجاعة في القطاع.
الامر المهم أيضا أن هذا الاعلان ومن منظمة دولية لا يشكك احد في تقاريرها، سيحمّل كل طرف مسؤوليته في هذه المجاعة، وسيسلّط الضغط أكثر على من لا يزال يدعم ويتبنى الرواية الصهيونية في الأراضي المحتلة.
كما ان الاعلان هذه المرة لم يكن مقتصرا فقط على الأمم المتحدة، فقد أصدرت منظمة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكّدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزّة عالقون في مجاعة.
وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرا قال فيه إن المجاعة تتفشى في محافظة غزّة.
وأضاف أن أكثر من نصف مليون شخص بغزّة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، وتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية الشهر الحالي، داعيا إلى وقف المجاعة في غزّة بأي ثمن.
الملاحظ في هذه الجريمة ضد الإنسانية، أن الكيان الصهيوني لم يتخل أبدا عن مخطط التطهير العرقي والتهجير القسري مهما كلّف الثمن، والحديث عن صفقة تبادل الأسرى والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها هو مجرّد واجهة فقط.
ويكفي العودة إلى حلم نتنياهو المخبوء الذي أفصح عنه فجأة حين صرّح بلا مواربة "أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية… فأنا مرتبط جدا برؤية إسرائيل الكبرى التي تشمل فلسطين وجزء من الأردن ومصر"، لفهم المخطط الصهيوني في المنطقة وأن غزّة والأراضي المحتلة هي البداية فقط.
فهذا التصريح فتح نافذة على البنية العميقة للمشروع الصهيوني، كاشفا أن جوهر الصراع مع العرب لم يكن يوما مجرد تنافس على حدود جغرافية أو موارد اقتصادية، بل هو صراع على العقيدة والهوية والرواية والمشروع الحضاري.
وهو أيضا مشروع عملي وليس مجرد وهم أو هلوسات، اذا ما نظرنا إلى الواقع اليوم في الأراضي المحتلة ولبنان وسوريا والاعلان عن ضمّ غور الأردن.
ولأن مصر لم يحن دورها بعد وهي أيضا عصية على المشروع الصهيوني المذكور(لحد الآن)، فهي قليلة الذكر في تصريحات الصهاينة وفي مخططاتهم العملية، لكن وفق الصهاينة سيناء المصرية يهودية ويجب أن تكون ضمن "اسرائيل الكبرى ".
"اسرائيل الكبرى" لم تعد وهما كما يصرّح القادة العرب والمسلمين للتراخي عن القيام بواجبهم تجاه فلسطين المحتلة، بل أصبحت واقعا يتحوّل كل يوم إلى حقيقة ثابتة.
بدرالدّين السّيّاري
أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا للمرة الأولى -أمس الجمعة- تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزّة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.
هذا الإعلان الأممي وإن جاء متأخرا فإنه أنهى الجدل والتكذيب الصهيوني للمجاعة الحاصلة في قطاع غزّة منذ أشهر، وهو مستند حقيقي لكل طرف لا يزال يشكك في وجود مجاعة في القطاع.
الامر المهم أيضا أن هذا الاعلان ومن منظمة دولية لا يشكك احد في تقاريرها، سيحمّل كل طرف مسؤوليته في هذه المجاعة، وسيسلّط الضغط أكثر على من لا يزال يدعم ويتبنى الرواية الصهيونية في الأراضي المحتلة.
كما ان الاعلان هذه المرة لم يكن مقتصرا فقط على الأمم المتحدة، فقد أصدرت منظمة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكّدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزّة عالقون في مجاعة.
وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرا قال فيه إن المجاعة تتفشى في محافظة غزّة.
وأضاف أن أكثر من نصف مليون شخص بغزّة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، وتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية الشهر الحالي، داعيا إلى وقف المجاعة في غزّة بأي ثمن.
الملاحظ في هذه الجريمة ضد الإنسانية، أن الكيان الصهيوني لم يتخل أبدا عن مخطط التطهير العرقي والتهجير القسري مهما كلّف الثمن، والحديث عن صفقة تبادل الأسرى والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها هو مجرّد واجهة فقط.
ويكفي العودة إلى حلم نتنياهو المخبوء الذي أفصح عنه فجأة حين صرّح بلا مواربة "أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية… فأنا مرتبط جدا برؤية إسرائيل الكبرى التي تشمل فلسطين وجزء من الأردن ومصر"، لفهم المخطط الصهيوني في المنطقة وأن غزّة والأراضي المحتلة هي البداية فقط.
فهذا التصريح فتح نافذة على البنية العميقة للمشروع الصهيوني، كاشفا أن جوهر الصراع مع العرب لم يكن يوما مجرد تنافس على حدود جغرافية أو موارد اقتصادية، بل هو صراع على العقيدة والهوية والرواية والمشروع الحضاري.
وهو أيضا مشروع عملي وليس مجرد وهم أو هلوسات، اذا ما نظرنا إلى الواقع اليوم في الأراضي المحتلة ولبنان وسوريا والاعلان عن ضمّ غور الأردن.
ولأن مصر لم يحن دورها بعد وهي أيضا عصية على المشروع الصهيوني المذكور(لحد الآن)، فهي قليلة الذكر في تصريحات الصهاينة وفي مخططاتهم العملية، لكن وفق الصهاينة سيناء المصرية يهودية ويجب أن تكون ضمن "اسرائيل الكبرى ".
"اسرائيل الكبرى" لم تعد وهما كما يصرّح القادة العرب والمسلمين للتراخي عن القيام بواجبهم تجاه فلسطين المحتلة، بل أصبحت واقعا يتحوّل كل يوم إلى حقيقة ثابتة.
بدرالدّين السّيّاري
